عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2022, 02:55 PM
المشاركة 7581
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
3707

.... أَلْهَفُ مِنْ قَضِيبٍ ....

هَذا رجُلٌ منَ العربِ كانَ تَمَّارًا بالبحرينِ، وكانَ يأتي تاجرًا
فيَشتري مِنهُ التمرَ، ولم يكنْ يُعاملُ غَيرهُ، وإن ذلكَ التاجرُ
اجتمعَ عِندهُ حَشَف كثيرٌ مِن التمرِ الذي كانَ يبَيعَهُ، فَدَخَل
يَومًا ومَعهُ كيسٌ له فيه دَنانير كثيرةٌ، فَطرحهُ بَين ذلكَ
الحشَفِ، وأُنْسِيَ رَفْعَه منْ هُناكَ، وأتاه الأَعرَابي كما كانَ يأتيه
يشتري مِنهُ التَمرَ، فَقَالَ في نفسه‏:‏ هذا أعرابي وليسَ يدري ما
أعطيه، فلأصيرن هذا الحشفَ فيما يبتاعه، فلما ابتاعَ مِنهُ
التمر عَدَّ عليه قَوْصَرَّةَ الحشَفِ التي فيها الدَنانير، ومضى
قضيب بما اشترى منَ التمرِ، فباع جميعَ ما معه من التمر
غير الحشف، فإنه لم يقدر على بيعهِ ولمْ يأخذه منهُ أحدٌ،
وتذكر التمار كيسَه، وعلم أنه باع القَوصَرَّةَ غلطًا، فأخذ
سكينًا وتبع الأَعرَابي فلحقهُ وقَالَ‏:‏ إنكَ صديقٌ لي وقد أعطيتكَ
تمرًا غير جيد فَرُدَّه علي لأعوضك الجيد، فأخرجَ الجِلدة إليه،
فنَثَرها وأخرجَ منها دنانيرهُ، وقَالَ للأعرابي‏:‏ أتدري لم حملتُ
هذا السكين معي‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَا، قَالَ‏:‏ لأشق بها بَطني إن لمْ أجد
الدنانير، فَتَنَفَّسَ الأَعرَابي وقَالَ‏:‏ أرني السكين، ناولنيه، فناوله
إياه، فشقَّ به بطن نفسه تلهفًا، فضربت به العربُ المثل
فَقَالَوا‏:‏ ألهف من قضيب، وهو أفعل من لَهِفُ يَلْهَفُ لَهَفًا،
وليس من التلهف؛ لأن أفعل لَا ينبني من المنشعبة إلاَ شاذًّا.
وفي هذا الرجل يقول عروة بن حزام:

ألَا لَا تَلُومَا لَيْسَ في اللومِ رَاحَةٌ
فَقَدْ لُمْتُ نَفْسي مِثْلَ لَوْمِ قَضِيب