عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2022, 02:15 AM
المشاركة 560
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
الأحد 10 إبريل 2022

- الساعة الآن الثانية عشرة بعد منتصف الليل حسب توقيت فرنسا ، سلّمت السيارة المستأجرة لمندوب الشركة ، جلسنا على إحدى المقاعد بانتظار النداء للتوجه إلى البوابة ..
- سألت سندس : كيف أتتكم الفكرة للترمض في فرنسا ؟!
- مع أنه ملتزم جدا دينيا ، أخبرني بأن ابنته دائما تردد ( ودوني دزني لاند) قبل رمضان بكم يوم استغربت بأنه حجز وقال: لن أترك شيئا في خاطرها ( كأنه يعلم بأن أجله اقترب ويرغب بتنفيذ طلب ابنته) حتى أنه حجز قبل رمضان حتى لا يفطر يوما واحدا…
- الله يرحمه أسأل الله أن يكون مثواه الجنة …
- فتحت الوتس أب الخاص في الأهل بعد يومين من تجاهل الرسائل ، فتحت رسالة تلو الأخرى لأتابع المستجدات من الأحداث عند الأهل وفي العمل وووو إلخ…
- توقفت عند رسالة معينة وأتتني العبرة تمالكت نفسي ، شعرت بي سندس عندما أخرجت ورقة الكلينكس لأمسح دموعي ، سألتني : ما بكِ ياسمين؟!
- ناولتها الجوال وقلت لها اقرئي هذه الرسالة!
- كانت الرسالة من المرحوم زوجها - هو قريبي ويتواصل معي بين فترة وأخرى - مفاد الرسالة " ياسمين طلبتج ديري بالك على زوجتي وبنتي ، حطيهم في عيونج " كانت الرسالة قبل وفاته بست ساعات ( هل الإنسان يحس بقرب المنية؟! ) يوصيني على زوجته وابنته،
فيما بعد علمنا بأنه تواصل مع جميع الأهل والأصدقاء والجيران ، كل من سمع بخبر وفاته لم يصدق بل قال بالأمس كلمني ، أو بالأمس تواصل معي ..
قالت سندس :
- هو يعلم أنكِ أقرب شخص لي ودائما يشملك في دعواته ..
- النداء الأخير للتوجه إلى البوابة ، صعدنا الطائرة دخلت كل منا غرفتها ، طلبت منها أن تكون روابي معي في الغرفة وأن ترتاح وتنام ولا تحمل هم ابنتها أثناء الطيران..
- أخذتها معي كلما بدأت بالحديث عن أبيها غيرت الموضوع وبدلت قنوات التلفاز واخترت أفلام الكرتون إلى أن داخت ونامت، بعدها ندمت كيف لم أدعها تتحدث عن أبيها ، حتى وإن كانت طفلة لابد أن تخرج ما بداخلها ! …
- هبطت الطائرة ، أنهينا ختم جوازاتنا ، خرجنا من قاعة المطار ، ارتعبت جدا ممن حضر لاستقبال جثة المرحوم ، والله من دون مبالغة مع أن الساعة الرابعة فجرا ، كان العددما بين 200 ، 300 أتوا بين نواح وصراخ ،وبكاء خفت على روابي أخذتها وابتعدت جدا عنهم ، سألت واحدة من الحضور : العدد كبير جدا ولا في الخيال ما السبب؟! أليس بإمكانهم انتظار مراسم الدفن وحضور العزاء؟!
قالت: هذا العدد الذي ترينه قليل جدا لأن الوقت فجر، المرحوم إنسان خيّر ومؤمن وخدوم ، لا يوجد منزل إلا وأدخل السرور إلى قلب سكانه ، كان حنونا مع الجميع ويساعدهم ويفزع لهم ، كل نهاية الأسبوع يعتمر ، إلى الآن أكثر من ثلاثمائة عمرة اعتمرها ، وبنى ثلاثين مسجدا في عدد من البلدان ، الكل يحبه ..
- سبحان الله، أعلم أنه شخص محترم جدا ومهذب ، حتى أنني عندما أصادفه يغض بصره ويسلم علي
لكن هذه التفاصيل لأول مرة أسمعها عنه ، مع أنه قريبي ، ربما لأنني بعيدة نوعا ما عن عائلتي الكبيرة لكثرة المشاغل ..أو لأنني لا أتدخل في شئون الآخرين وأسأل عن كل صغيرة وكبيرة تخصهم ، هنيئا له أعمال الخير الذي فعلها وسيجدها أمامه بإذن الله …
- أحزنني جدا انهيار أخواته وبكاءهن حتى أن واحدة منهن لحقت الإسعاف تريد أن تدخل التابوت معه🥺، لمحني والد سندس واقترب مني بعد أن استلم ابنته وحفيدته، شكرني وطلب مني أن أقف مع ابنته ثلاثة أيام العزاء والذي سيكون بعد الإفطار ، قلت من دون أن تطلب ، لن أتركها أبدا..
- كان مانجو بانتظاري ليقلني إلى المنزل ، الوقت مبكر جدا الكل في سبات عميق ، دخلت بهدوء صليت الفجر ونمت ولم أستيقظ إلا مع أذان الظهر ..
- التقيت بأم عبدالله وطلبت مرافقتي اليوم بعد صلاة العشاء لتقدم واجب العزاء، كذلك الوالد حفظه الله سألني عن عزاء الرجال …
- حضرنا العزاء ، أمة محمد لا إله إلا الله حضرت لتقدم واجب العزاء لهذا المؤمن الخيّر …
من الساعة السابعة والنصف إلى الساعة الحادية عشرة والعدد لا يقل بل يزداد ..
الله سبحانه وتعالي إذا أحب عبدا حبّب الناس فيه ….