عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2010, 05:56 AM
المشاركة 60
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الوسوسة المباركة )
-------------------------------------


تنتاب الناس حالة من الوسواس في الطهارة والنجاسة وغيرها من الأمور ، وهذه ظاهرة غير صحية ، بل هي حالة مرضية ..
فالذين يبتلون بهذا المرض ، أول ما يسلب منهم الخشوع ؛ حيث أن الإنسان يصلي وعينه على انتقاض وضوئه مثلا ..
ولكن هناك وسوسة من نوع راق ، كم من الجميل أن يبتلى كل الناس بهذه الوسوسة الطاهرة المباركة !..
ولأنها وسوسة طاهرة ومباركة ، فإن عامة الناس لا يفكرون في هذا الأمر ؛ فضلا عن الوسوسة فيها .. هذا الوسواس الطيب، هو أن يعيش الإنسان هاجس الخوف من عدم رضا الله -عز وجل- عنه.. في كل يوم،
و في كل لحظة ، يحتمل أن الله غير راض عنه .
أولاً :
هذه وسوسة عقلائية منطقية ، هل هناك إنسان لديه شهادة اعتماد :
أن الله قد رضي عنه ؟..
من منا يعيش هذه الحالة ؟..
ما الذي جعل الأنبياء والأوصياء والأولياء طوال التاريخ ، يضجون إلى الله طلبا لرضاه ؟..
القرآن الكريم يصف يوم القيامة بهذا الوصف
{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } ..
أحدنا غاية ما يراه هذا الجلد ، حتى أن أحدنا لم ير قلبه إلى الآن ؛ فهو لم ير جوفه المادي ، فهل رأى جوفه المعنوي ؟..
بل ما رأى شكله ؛ منذ أن خلق الإنسان إلى أن يموت لا يرى نفسه ، وما يراه هي عبارة عن صور ومرايا .. الناس تراه ، أما هو لا يرى نفسه ؛
فكيف بباطنه؟.. مادام الباطن مخفيا، فإذن لابد من هذه الوسوسة المباركة.
ثانياً :
إن هناك بعض المعايير والموازين هي بمثابة مختبر ، يجب أن يدخل الإنسان نفسه في هذا المختبر ؛ إن خرج الختم : أن النتيجة إيجابية ؛ فهو على خير ..
( إذا أردت أن تعرف مالك عند الله ، فانظر ما لله عندك ) ؛
أي ما وزن الله عندك ؟..
يعلم وزن الله عند الإنسان في مواطن ، منها:
1- عند الحلال والحرام..
مثلا : في بعض الأوقات يتزوج الإنسان امرأة ، ويعلم بعد سنوات من الإنجاب ، أنها محرمة عليه .. - كأن يتزوجها في عدة الغير مثلا - فينسحب بكل طواعية .
2- عند المكروهات والمستحبات .. رب العالمين جعل مساحة للترقي ، فللخروج من النار عليك بالحلال والحرام .. أما إذا كنت تريد أن تترقى ؛ فعليك بالمستحبات .
3- عند تمني الموت .. من شك أنه على خير ، فليختبر نفسه ، كما ورد في سورة الجمعة :
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ..
لأن الذي لا يتمنى الموت ، عنده خلل في البين ..
من منا مستعد أن ينقل من دار عمارة إلى دار خراب !..


9 / 10 / 2010