الموضوع
:
مرابع الطفولة
عرض مشاركة واحدة
06-14-2021, 01:56 AM
المشاركة
9
نوري داود
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Nov 2020
رقم العضوية :
16290
المشاركات:
191
رد: مرابع الطفولة
الأستاذة ثريا نبوي الكريمة
القصيدة بحلتها الجديدة
رأيتُك الصرح يا أعجوبـةَ الزمـنِ = يا أرض مهدي وأجدادي أيـا وطنـي
يا لوعة الهجر ِحين الحبّ يعْصفُ بي = حتّى تناثـرتُ بين الشوقِ والشجـنِ
منَ الصبـابةِ أعمى البينُ ذا مُقـلي = وأشعلَ الشيبَ من صغري وأسقمني
ما ذاقت النفسُ أقسى من تغرّبها = حتّى بكاها الأسى من غلظةِ المحنِ
أصبّرُ النفسَ ما عادت تطاوعني = فالشوقُ شبّ اللّظى في البالِ والبــدنِ
غادرت أرضي طريدًا دون راحلةٍ = كعابرٍ للفلا سيرًا بلا مؤنِ
إلى الطفولــةِ حنّ القلبُ في جـذلٍ = واشتاقت الروحُ كالأطيارِ للفننِ
تجوبُ نفسي هيامًا منذ نشأتهــا = فَيحَ البساتين والناعورُ يبهرني
تشدو البلابـلُ حولي لحـنَ أغنيــةٍ = ويغسلُ الثوبَ ما يَهمي مِنَ المزنِ
صوتُ الضفادع يعلو صوتَ ساقيةٍ = ونغمةُ الماء عند السقْيِ تطربني
أشتـاقُ للخبزِ من تنّورِ والدتـي = لأينعِ التمرِ في صحنٍ مع اللبنِ
لجارتي في بلوغي والهوى مَلكٌ = للعين تبدو كضوء (أو كنورِ؟) البدرِ في الدجنِ
إلى ردائي ونعلي زُيّنا رُقعًا = من كلّ جنبٍ، وما عابا من الدرنِ
إلى القراءةِ والألوانِ في كتبي = إلى الحسابِ ودرسِ الدينِ والسنـنِ
أشتاقُ للـدارِ والحيطان أمـلؤها = بألفِ حلمٍ رسوماً جمّلتْ سكني
يمضي بي الدهرُ كالأمواج مرتحلاً = حتّى تعـايشتُ بيـن اليأسِ والمِننِ
(أو بين البؤسِ والمِننِ، ما رأيك؟)
ما غيّر الهجرُ نهجي أو ذرا قيمي = ولا طواني النوى وهنًا على وُهُنِ
أُآزرُ الصبرَ حين الهمّ أنهكُـه = كالماسِ عزمي بنارِ الصهرِ لم يلـنِ
مَن ارتضى وطنًا غيرًا لموطنه = كمـسْتعيْضٍ عن الأعطارِ بالنتــنِ
هناك بيتان في خاتمة القصيدة اذكرهما:
لا يُعرف الحبُّ إلّا بعد تضحيةٍ = ولا يقـومُ بنـاءٌ دونما ثمــنِ
فما كفاني بُعيد الهجرِ مغتنمٌ = ولا أواني فسيحُ الأرضِ والمدنِ
مع خاص مودتي ودعائي
ولنا لقاء آخر إن شاء الله تعالى
رد مع الإقتباس