الموضوع
:
حكايات من ضيعتنا /قراءة طارق الاحمدي
عرض مشاركة واحدة
08-07-2010, 08:15 PM
المشاركة
2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
تاريخ الإنضمام :
Apr 2007
رقم العضوية :
3325
المشاركات:
853
رد: حكايات من ضيعتنا
2- مساءات ضيعتنا
سأحكي عن مساءات
ضيعتنا
.
أولا: العنوان :" مساءات
ضيعتنا" ومن خلاله نفهم أننا سنقف أمام أحداث تقع في المساء وفي
الضيعة
.
وقد وفّقت في اختيار
العنوان لأنه فعلا اختزل جميع الأحداث
.
ثانيا
:
يبدأ النسق
البطيء للحكاية - القصة - ليضعنا في الإطار الصحيح الذي من خلاله سنحدد إطار التخيل
والسير مع الأحداث
.
وأول ما نعلمه
أن الحدث سيكون ليلا وذلك لما " يأتي المساء" . ثم تهيؤنا الكاتبة أن المكان قصي
بعض الشيء بعيد عن مقومات الحضارة الزائفة. وأهم شيء , وأرى الكاتبة أبدعت في
انتقائه لما حدثتنا عن النسوة ينظفن " قناديل الزيت" وهو ما سيمحو من فكر أي متقبل
إمكانية انتظار خبر من التلفاز أو الاستماع لأغنية يمكن أن تشوش فكر السامع
/
القارئ.. فقط ستنحصر الفكرة عما يمكن أن يأتيه من شخوص القصة من
أحداث
.
وهنا تكمن الخطورة في عالم
القصّ
.
فإما أن تلتهم السطور لتعرف
بقية الحكاية , أو تنفرك الأحداث وتتقهقر إلى الخلف وترمي ببقية
الحكاية
.
وهذا راجع لقدرة القاص في
تحريك أبطال قصته وإضفاء بعض من روحه فيهم حتى يستطيعون إقناعنا أننا أمام أرواح
تنقل بعضا من مشاعرنا وما يمكن أن يتركنا نرهف السمع لهم
.
وليبرز الفرق بين القاص العادي والقاص الذي يمتلك أدوات
القص فقد زادت ريم بدرالدين في الخصوصية إلى درجة أنها حصرت القارئء واستدرجته إلى
مكان الأحداث دون تكلف لما تحدثت عن غياب الشمس و " اختفاء البساتين
والطريق
"..
فماذا ننتظر من الضيعة
والشارع؟
لاشيء
.
إذن الأحداث
ستكون في الداخل.. في أحد البيوت
.
وقد استطاعت ريم بدرالدين أن تقسّم الأدوار بين شخصيات قصتها حتى لا
يقلق القارئ
.
ولنبدأ من القسم
الأول
.
هنا ومن حيث لا تشعر .وهو
حسّ واقعي بعيد عن التكلف قدّمت "العالم الذكوري ", وهذا ليس قدحا في المرأة أو
انتقاصا من مرتبتها, ولكنه غوص الكاتب في أعماق ذاكرته لاستخراج مكنوناتها دون تكلف
ودون التوقف للتفكير بمن سيبدأ
.
وفي مجلس الرجال نقلت لنا سهرة رجالية شرقية بحتة بعيدة عن الضغينة
ومشاكل العالم ومناوشات الحقل و
.....
ثم سبرت أغوارهم حتى صاروا صفحة مكتوبة يمكن أن تقرأها دون أن تخبرك هي
بذلك
.
القسم
الثاني
:
نقلت ريم بدرالدين, وبكل
أمانة ودن تحيز منها لعالم الأنثى بساطة المرأة الريفية ,إن لم نقل
سذاجتها
.
فهي ترضى بالبقاء وحيدة
مع إمكانية تعرضها للخطر في حين يبيت زوجها مع امرأته
الثانية
.
وهي تعتقد بعالم الخرافة
,
بل وتؤمن به
.
وهي تخاف زوجها
الساهر في الجزء الآخر من البيت وتطلب الوساطة ليغفر لها
سهرتها
.
القسم
الثالث
:
لم تنس ريم بدرالدين أن
تحدثنا عن متطلبات السهرة ومقوماتها فذكرت ما يمكن أن تبدع فيه المرأة
الشرقية
.
الخلاصة
:
قصة بسيطة من
حيث الفكرة حيث أنها نقلت جزءا من حياة يومية
لكنها عميقة من حيث ترابط الأحداث وقوة السرد وتصوير الشخصيات وإنزالهم
بكل التفاصيل حتى إنك تشعر بتواجدك في المكان دون أن تكلف نفسك عناء
السفر
.
وبعيدا عن التكلف لم أجد ما
أعيبه على هذه القصة
.
فهي متكاملة
من حيث اللغة والبناء
.
رد مع الإقتباس