قلبي وعقلي أصبحا أعدائي
بهما غدوت مُحطّمَ الأضواءِ
عقلي يقول بإنّني لا ندَّ لي
في البؤس والأشجان والأرزاء
فلِمَ استبدّت واستطالتْ ثورتي
لِمَ صرت وحدي أتعس النبلاء؟!
لِمَ لمْ تطبْ لي جنة الدنيا التي
تحلو لغيري دونَ أيِّ عـَناءِ؟
لِمَ لمْ أكـنْ ملـِكًا وليثًا قاهرًا ؟
لَمْ أصْطدِ الحسنى لفرط غبائي
لِــمَ يا فؤادي تستجيرُ من الجوى؟
بـحــديــقــةٍ تـُدمـيـكَ دونَ دواء؟
كل الحروب خسرتُها وكذا الهوى
قــد عــــدتُ منه بـحسرةٍ وبلاءِ
ولكمْ ركضتُ لكي يعانقني الشذا
فـهـويتُ بين هـزائمي وشــقائي
الريحُ لم تُنصفْ نخيلي مـن أسى
يُـخـفـيه عـطـرُ تـجـلّدي وإبائي
للدهر لا أشكو سواي أنا الذي
أطفأتُ شمسي وارتديتُ شتائي
وطلبتُ نفسي فوقَ كلِّ قصيدةٍ
فظفرتُ بي في الذلِّ والبأساءِ