الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
05-02-2020, 01:20 AM
المشاركة
1164
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,393
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... الْحُمَّى أَضْرَعَتْنِي لَكَ ....
قال أبو عبيد : يضرب هذا في الذل عند الحاجة تنزل .
ويروى " الحمى أضرعتني للنوم " قال المفضل : أول
من قال ذلك رجل من كَلْب يقال له مرير ، ويروى
مرين ، وكان له أَخَوَانِ أكبر منه يقال لهما مرارة ومُرَّة ،
وكان مرير لصّاً مُغيراً ، وكان يقال له الذئب ، وإن
مرارة خرج يتصيّد في جبل لهم فاختطفته الجن ، وبَلغَ
أهلَه خَبَرُه ، فانطلق مُرَّة في أثره حتى إذا كان بذلك
المكان اخْتُطِفَ ، وكان مرير غائباً ، فلما قدم بلغه الخبر،
فأقسم لا يشرب خمراً ولا يمس رأسه غسْلٌ حتى يطلب
بأخويه ، فتنكَّب قوسَه وأخذ أَسْهُماً ، ثم انطلق إلى
ذلك الجبل الذي هلك فيه أَخَواهُ ، فمكث فيه سبعة
أيام لا يرى شيئاً ، حتى إذا كان في اليومِ الثامن إذا
هو بظَليم ، فرماه فأصابه واسْتَقَلَّ الظَّليمُ حتى وقع في
أسفل الجبل ، فلما وَجَبَتِ الشمسُ بصر بشخص قائم
على صَخْرة ينادي :
يا أيّها الرامي الظَّليمِ الأَسْوَدِ
تَبَّتْ مَرَامِيكَ التي لم تَرْشُدِ
فأجابه مرير:
يا أيّها الهاتِفُ فَوْقَ الصَّخْرَةْ
كم عَبْرَةٍ هَيَّجْتَهَا وَعَبْرَةْ
بقتلكم مرارة ومُرَّةْ
فَرَّقْتَ جَمْعاً وَتَرَكتَ حَسْرَةْ
فتوارى الجنيّ عنه هويّاً من الليل ، وأصابت مريراً
حُمَّى فغلبته عيناه ، فأتاه الجني فاحتمله ، وقال له :
ما أَنَامَكَ وقد كنتَ حَذِراً ؟ فقال : الحمى أَضْرَعَتْنِي
للنوم ، فذهبت مثلاً ، وقال مرير :
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ فتيانَ قَوْمِي
بما لَاقَيْتُ بعدهُمُ جميعا
غَزَوْتُ الجنَّ أطلُبُهم بثأرِي
لأسْقِيَهُمْ بهِ سُمَّاً نَقِيعا
فَيَعْرِضُ لي ظَليمٌ بعد سبعٍ
فأرْمِيهِ فأتْرُكُهُ صَرِيعا
في أبيات أخر يطول ذكرها.*
* ويروى أن عمرو بن معد يكرب الزبيدي قال هذا
المثل لأمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب .
رد مع الإقتباس