عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2019, 09:11 AM
المشاركة 14
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: خواطر من سورة يوسف
إن يوسف - عليه السلام -، رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الأمل.. فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة؛ في الدنيا: حين استطاع، بفضل الله، ثم بحكمته، في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر.. وفي الآخرة: حين تصدَّى لامرأة العزيز.. ورفض الفاحشة.. ونجح! لقد نزلت هذه السورة بعد عام الحزن حين كان النبي - صلى الله عليه و سلم - في أشد أوقات الضيق، وعلى وشك الهجرة وفراق مكة.. وهنا نلاحظ أشياء مشتركة بين يوسف - عليه السلام- والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: - يوسف - عليه السلام - ترك بلده فلسطين.. والنبي - صلى الله عليه وسلم - على وشك ترك مكة أحب البلاد إليه.. - ويوسف - عليه السلام - فارق أهله.. والنبي - صلى الله عليه وسلم - فارق أهله، فماتت زوجته خديجة ومات عمه الذي كان يدافع عنه.. - يوسف - عليه السلام - انتصر.. وكأن الله تعالى يريد أن يقول للنبي - صلى الله عليه و سلم - إن يوسف مر بظروف مشابهة لظروفك.. ولكنه انتصر.. وكذلك أنت.. سوف تنتصر مثله بإذن الله!.. لقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته، في أمس الحاجة لهذه المعاني.. فقد نزلت السورة وهم في مرحلة معنوية هابطة.. ولعل هذا يذكِّرنا أيضاً، بمرحلة الهبوط الشديد الذي تعاني منه الأُمة اليوم.. وكأن الله تبارك و تعالى يقول لنا لا تيأسوا فالنجاح قادم.. فهذه السورة تعلِّمنا الأمل.. ولكن تذكَّر أنه بعد النجاح مطلوب منك التواضع.. لأن النجاح فضلٌ من الله.. قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: -3].. فلا تدع غمرة النجاح ونشوة الانتصار تنسيك التواضع لله.. وليكُن قدوتك في ذلك يوسف - عليه السلام - حين قال في نهاية القصة في الآية: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101]، وكأن الصالحين سبقوه.. وهو يريد اللحاق بهم.. فهذه السورة كما قال العلماء: "ما قرأها محزون ٌ.. إلا سُرِّي عنه".. أشركونا في صالح دعائكم..

منقول