الموضوع: التهويدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2017, 02:34 PM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع..
وفما يتعلق بالحبكة نجد ان الاحداث متسلسلة فنحن بصدد بطل النص وهو في شبابه او في سن متقدمة اكثر قليلا يروى لنا بعض ذكرياته التي يدعي بأنها ظلت عالقة في ذهنه على الرغم انه لم يعد يتذكر الكثير مما جرى.
فيعود بنا بداية الى سن الطفولة المبكرة ويخبرنا ان تهويدة امه رحلت كفراشة ربيع. ثم يسرد لنا كيف انه استيقظ من النوم على صباح ازرق وسماء زجاجية، كناية عن صفاء السماء في ذلك الوقت، ليجد نفسه وهو يقف امام منزله والباب خلفه مغلق والى جانبه عملاق النسمات، ثم يسير بصبحة ذلك العملاق في ارض عجائبية حتى يصل الى حيث سكة القطار، وهناك يفتح العلامق بوابة تطل على السماء التي ينبعث منها برودة و رائحة عشب ندية وهناك سمع تهويدة امه الهامسة وعندها استيقظ من النوم.
حيث يبدو الحدث في مجمله عباره عن ذكريات ما علق في الذاكرة من حلم شاهده بطل النص رغم ان السطر الاول يوحي بأن مغادرة الام وتهويدتها حدث قد وقع فعلا وكأن القاص اراد ان يقحمنا في النص ونحن نتعامل مع حدث واقعي وهو موت الام لانه السبب الاكثر احتمالا لانقطاع التهويدة بذلك الشكل. ثم يخبرنا ما جرى معه في وقت لاحق من مشاهدة لذلك الحلم والذي عاد من خلاله ليستمع الى تهويدة امه بعد زمن بعيد تأتي اليه من سماء ندية وباردة مما يوحي بأنها مكان اقرب الى الجنة، وهذا بدوره يؤكد على ان الام قد رحلت في سن مبكرة واصبحت تسكن السماء.

وحيث ان الحلم هو تعبير عن رغبات دفينة نستطيع القول ان القاص لجأ الى هذه الالية من اجل ان يوصل لنا مدى شوق بطل النص لسماع تهويدة امه التي انقطعت ذات يوم وهو طفل صغير وهذا يعني ان القاص لديه معرفه في علم النفس وعالج هذا الموضوع من واقع فهمه لمكبوتات ورغبات النفس البشرية الدفينة التي يعبر عنها بالحلم كثيرا، لكنه في نفس الوقت اراد ان يوصل لنا اثر موت الام في الطفل، وحيث انه استخدم ضمير المتلكم في نصه نستطيع القول بأنه ربما يكون هو شخصيا يتيم الام وهو بهذا النص يعبر عن مكنونات نفسه تجاه الفقد الذي اصابه في سن مبكرة.

يتبع...