في بحثي الطويل حول اسباب العبقرية والشخصية القيادية الفذة وجدت ان السجن هو ثاني اهم عامل بعد اليتم لخلق العباقرة الأفذاذ وصناعة القيادة الكرزمية الخالدة. عدد ـهايل من الشخصيات القيادية التي تركت بصمتها في التاريخ تخرجت من جامعة السجن. مانديلا مثلا خرج من سجنه الي قصر الرياسة ليملأ الدنيا ويشغل الناس وترك بصمة لا تمحى على صفحات التاريخ.
وتكاد لو دققت لا تجد قيادي كرزمي فذ واحد لم يدخل السجن اذا لم يكن يتيما قبل ان يصبح زعيما ملهما ذي قدرات قيادية وبصيرة نافذة. حتى عبد الناصر دخل السجن وهو شاب يتظاهر ضد الاحتلال البريطاني ولو انه كان يتيما أيضاً ...
المهم وبناء على ما تقدم ومن واقع ما فعله الانقلاب في مصر العربية في جماعة الاخوان بعد ثورة الربيع المصري حيث يتم أطفال الكثير منهم وسجن أغلبيتهم يمكننا ان نستشرف المستقبل ونقول بكل ثقة ان الاخوان المسلمون قادمون ليبقوا هذه المرة ويتركوا بصمتهم على صفحات التاريخ...
لو دققتم لوجدتم ان خريج التوك توك اياه تعلم في مدرسة اليتم حتما ولذلك نتوقع انه وخلال سنوات قليلة ان تمتلئ مصر بأمثال ذلك السائق الذي خطف الأضواء لفصاحته وقدرته على التعبير الخطابي المؤثر ، حتى انني ظننته شخصيا يصلح كوريث لعبد الناصر في مجده و كونه شخصية قيادية فذه...وقد يكون ايتام الاخوان اعظم واقدر وافصح واخطر كونهم ضحايا العنف الذي أصاب آبائهم في رابعة ...
اما من دخل السجن منهم فهو الان يتاطر ويتاهل وتشحذ همته ليكون عضوا فاعلا في جمهورية الاخوان القادمة لا محالة .. هذه الجمهورية التي ولدت في السجن حتما وهي قائمة هناك الان بكل اطرها ...بعد ان تم حشر كل ذلك العدد الهائل منهم في السجون، التي وكما يصفها ذلك الكاتب المصري هي اقرب الي " مفارخ العنف" ولو انني اراها ايضا جامعة تخرج القياديين الافذاذ الملهمين المبدعين اصحاب البصيرة والإرادة الفولاذية التي يصنعها السجن ..
لكن لنا ان نتصور اثر السجن على عقول وارواح هذه الاعداد الهائلة من الاخوان التي توطنت الزنازين، واصابها ما اصابها من عذابات السجن التي لا بد ان تكون تركت اثرها في الأجساد وعلقت بالأرواح...فاي نوع من الناس ستخرج هذه السجون ؟
بعضهم سيخرج وهو صاحب بصيرة على شاكلة النبي يوسف عليه السلام، الذي صار يعبر الرؤيا بعد ان مكث في السجن بضع سنين، وبعضهم الاخر سيخرج ليمارس القتل، ويكون ربما، من اخطر الإرهابيين... ومنهم من سينتقل من السجن مباشرة الي قصر الرئاسة.
في كل الأحوال يمكننا الجزم وبما لا يدع مجالا للشك ومن واقع حركة التاريخ بأن الانقلاب حفر ، ومن خلال ما مارسه من عنف وسجن واضطهاد ضد جماعة الاخوان ، ان الانقلاب حفر قبره بيده ورسم نهايته البشعة المحتومة، فهذه جدلية تحكم حركة التاريخ وثورات الشعوب ، ولن يطول الزمن حتى تخرج جمهورية الاخوان القائمة حاليا في عنابر السجن ، سوف تخرج بكوادرها المؤهلة صاحبة البصيرة والقيادة الفذة والإرادة الفولاذية لتحكم مصر الي ما شاء الله، وسوف يشكل ايتام الاخوان طليعة قيادية مبدعة بل عبقرية فذة ترفد جناح خريجي السجون بكوادر تساهم في انجاح وإطالة عمر جمهورية الاخوان القادمة لا محالة الى ما شاء الله...
ولكل ذلك اقول الاخوان قادمون ....ولا اقول ذلك جزافا ولا حبا بهم ولا ميلا او تحيزا لهم ولكنها الحقيقة التي توحي بها الوقائع التاريخية ودراستنا لأثر اليتم والسجن على الشخصية الانسانية وبالتالي جدلية التاريخ وحركته التي لا تحابي أحدا ...خاصة ان مصر العربية كانت في الماضي التليد تقرض بريطانيا وتلعب دورا مثاليا لليابان واليوم وفي ظل الانقلاب اصبحت من اخوات الصومال على رأي سائق التوك توك...ورقصني يا جدع ...
وان غداً لناظره قريب ...
*