عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2788
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
10-05-2016, 09:16 PM
المشاركة 1
10-05-2016, 09:16 PM
المشاركة 1
افتراضي قصة وأدت في مهدها
كمراقب للعقود ،كنت دائم التجوال، والواقع أن هذه الوظيفة كانت تناسبني ،فانا اكره المكاتب ، والأماكن المغلقة ، وفي احد الأيام ، وكان ذلك في فصل الشتاء، طُلب مني السفر إلى احد المدن في أعماق الصحراء , فرحت بهذه الرحلة فرحًا شديدًا , فبالقرب من تلك البلدة ، كان هنالك لي صديق عزيز يعمل مدرس في احد الهجر، وبمجرد أن أنهيت عملي اتجهت إليه . وما أن وصلت ، ساقني صديقي لبيت شعر في البرية ،ولم تكن تلك الخيمة أو" بيت الشعر" بعيدة عن المنازل، وعندما دخلنا تم الترحيب بنا وأجلسوني ،وباشروني بالقهوة وبعد أن انتهت كلمات الترحيب ،قام أكبرهم سنا بالحديث فقال :
- عندما كنت في الثامنة عشر من عمري حدثت لي قصة ، كان لها اثر في مجرى حياتي ،هذه القصة من الصعب لأي إنسان أن يصدقها حتى أولئك الهائمون الساكنون في عالم الخيال . أنها اقرب لان تكون كذبة كذبتها وصدقتها ، وتفاعلت معها لتصبح واقعا ما زال أعيشه ، رغم أن عمري الآن تجاوز الستون !
توقف ذلك الرجل ونظر لمن حوله والذين كان جلهم يداعبون هواتفهم المحمولة !ثم التفت إلي وواصل حديثه :
- هذه القصة لم احكها لأحد من قبل فلقد احتفظت بها داخل دهاليز نفسي ، واختلقت قصة أخرى ، قريبة للمنطق حكيتها إلى أصدقائي
لماذا فعلت ذلك ،وأنا لا أحب الكذب ، ولا أخشى ما أقول ؟!
- قد يكون للعقل دور في هذا ، ففي بعض الأحيان يحتاج الإنسان لشيء من الخبث والحكمة ! ولكن لماذا أقصها الآن ؟! هل الفراغ الذي أعيشه الآن بعد تقاعدي هو السبب ؟
توقف برهة عندما لاحظ أن من حوله ما زالوا بأجهزتهم المحمولةمنشغلون !
ثم عاد لحديثه :
- وعودة لقصتي، ففي احد الأيام خرجت من منزلي حاملا بندقية الصيدوتوغلت في البراري، وعندما مالت الشمس إلى المغيب، أخذت ابحث عن مكان لأقضي فيه ليلتي فوجدت ربوة تطل على وادي سحيق ، فقررت أن يكون فيها مباتي، أوقفت سيارتي ،وأخرجت فراشي، ومددت ظهري. حاولت النوم ولكنني لم استطع ، كان هنالك شعور أن المحبوب الذي طال انتظاره قريب فالبشارات تسبقه تحملها الرياح تتجول بها ، أحسست ببعضها - قطرات باردة تلامس بحب وحنان وجهي ويدي، سطع البرق فجأة ، وسمعت هدير الرعد ، وزادت قطرات الماء المتساقطة فأسرعت ، وحملت فراشي ودخلت سيارتي . كان البرق يتراقص يخترق السماء طولا وعرضا ليظهر أجزاء من الوادي كانت الأرض حولي لها لمعان. ضللت أراقب واستمتع بهذه المكرمة ألإلهية حتى هاجمني النعاس. أصبح المنظر يغيب ويعود. كان راسي يترنح في جميع الجهات و يرتطم بما حوله. وأخيرا : تلاشى المنظر، خطفه الإرهاق، واستسلمت عيني للنوم. توقف ونظر حوله مرة أخرى
كان الجميع منهمكون في مداعبة أجهزتهم !!
نظر ألي وكأنه يسألني أيواصل سرد قصته أم يتوقف !
تسمرت في مكاني انظر إليه بعينين لا تظرفان ، وأنا في قمة الإحراج والحزن عليه . تنهد وصوب عينيه للفراغ ثم التفت إلي وقال بغضب : زمن اغبر!
سوف يجف نبع الإلهام من ارض الواقع والخيال في هذا الزمان ، لقد قتلت هذه الأجهزة كل شيء جميل فينا !
وغادر في صمت بدون أن يكمل قصته !!