عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2016, 12:53 PM
المشاركة 31
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ربما تقول لي ان الوحدة الخليجية مهمة اكثر من مستحيلة ومثل حلم إبليس في الجنة وهذا الكلام ليس جزافا وانما يعكسه واقع مرير يظهر راسه احيانا في مباراة لكرة القدم المفروض ان تكون ودية فإذا بها تتحول الي ساحة يموت فيها الأمل بالوحدة والتآلف والتراحم وحتى الروح الرياضية.
لكن الخطر القادم خطر مفصلي خطر يهدد وجود الخليج العربي ككل والمخاطر واضحة وبارزة للعيان وعلى راسها نضوب النفط وانخفاض مداخيله ، ولكن ذلك ليس الخطر الوحيد فالعاقل يستطيع ان يرى بوضوح الأطماع الاستعمارية القادمة من بلاد لا تبعد سوى مرمى حجر، وحتى لو تلكات هذه الدول في حروبها الاستعمارية فان نفاياتها النووية اصبحت تهدد الخليج العربي فكيف اذا وهي على بعد فرسخ من امتلاك السلاح النووي؟
ان الوحدة الخليجية والقوة الاقتصادية ومن ثم قدرة الخليج على الدفاع عن نفسه وتحقيق الاكتفاء في هذا الخصوص والاعتماد على الذات من حيث القوة البشرية ( العامل الديمغرافي ) والقوة الردعية اصبحت امور اكثر من ملحة *وهي الضمانة لاستمرار وجود هذه الدول على الخريطة.
اما كيف يمكن ان تتحقق هذه الوحدة ؟! طبعا تجربة اوروبا شاهد على ان الخلافات الوطنية قد لا تنتهي أبدا وهذا ما دفع بريطانيا للخروج من الوحدة الاوروبية ولو انها هناك وحدة إدارية واقتصادية اكثر من كونها وحدة اندماجية بسبب الاختلافات الكثيرة بين أعضاءها وهو ما لا ينطبق على الخليج اي ان تحقيق الوحدة حتى الاندماجية في الخليج سيكون إسهل الف مرة او لنقل بعدد العوامل المشتركة التي تجعل وحدة الحال بين هذه الدول واقعا ملموسا.
نعود لنسأل السؤال الاهم اذا: كيف يمكن ان تتحقق هذه الوحدة ؟ ربما على اهل الخليج التفكير خارج الصندوق والاستفادة من تجارب الاخرين والماضي، فليس من الضرورة تغيير أنظمة الحكم القائمة لتحقيق الوحدة وهي حتما العائق الأعظم فلا بد من التفكير بوحدة تضمن استمرارية خصوصية كل دولة او امارة لكنها تحقق عناصر القوة الاساسية في نهاية المطاف الاقتصاد والدفاع وهذه ممكنة في ظل المخاطر العظيمة التي تلوح في الافق.
اما اداة تنفيذ هذه ألمهمة فلا بد ان تكون شريحة الشباب والذين وفرت لهم التكنولوجيا وسائل اتصال عديدة بل وألغت الحدود الجغرافية التقليدية بينهم .
اذا يمكن للشباب الخليجي ان ينطلق في نسخته الخاصة به من الربيع في ظل هذه المخاطر وبهدف الحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة الارض والإنسان .
ربما ان على الشباب الخليجي ان يطلق نسخته من الربيع بعد ان يضع اهداف واضحة لا لبس فيها تتمحور حول تحقيق الوحدة الخليجية في ظل المخاطر المحدقة بهدف ضمان مستقبل الأجيال القادمة.

ويمكن اذا ما كان دستور عمل الشباب في ربيعهم الخليجي واضح الغايات ولا يهدد الحكومات ولا يهدف الي تغيير أنظمة الحكم ان يلقى تعاطف من الحكومات واجهزتها ومؤسساتها وبالتالي تسهيل المهمة لان البقاء مصلحة مشتركة وكذلك المستقبل .
ولو كنت صحفي واعلامي خليجي مثلك استاذ يزيد لجعلت هذا المطلب غايتي وكرست له جهدي ضمن هذه المحاور :
- الحديث باستفاضة عن مخاطر انتهاء عصر النفط.
- الحديث باستفاضة عن البدائل الممكنة لضمان تحقيق مصادر دخل بديلة ولا بد ان يتم التفكير خارج الصندوق بهذا الخصوص مثل الاستثمار المشترك في الاراضي السودانية مثلا اذا تعذر البديل الوطني لاسباب الجغرافيا ، ولا بد من الاستعانةىبهذا الخصوص بمراكز البحث والمختصين للاستماع لرايهم واقتراحاتهم.
- تبني فكرة الربيع الخليجي الهادف الي تحقيق الوحدة الخليجية في ظل أنظمة الحكم القائمة ولكن من خلال تحقيق وحدة اقتصادية وأمنية ودفاعية تضمن استمرارية الوفرة الاقتصادية او تحقيق بدائل لاستمراريتها.
- توضيح غايات الوحدة الخليجية دون كلل او ملل لتجنب عداء أنظمة الحكم وأجهزتها بل ومن اجل الفوز بدعمها او على الاقل تحيدها .
- استثمار وسائل الاتصال الاجتماعي لتعريف الشباب الخليجي بهذا المشروع الوطني .

ان المخاطر حقيقية والعمل من اجل تلافي الأثر السلبي لهذه المخاطر اكثر من ملح وافضل شريحة لتحقيق ذلك هي شريحة الشباب، وهذا المشروع الوطني الخليجي يوفر للشباب برنامج عمل يمكنهم من مل اوقات فراغهم ويوجه طاقاتهم نحو البناء بدلا من الانشغال في امور هدامه لهم ولمجتمعاتهم .

ان التخطيط الاستراتيجي الفردي عند دول الخليج غاية في الأهمية لكن الأيادي اذا تجمعت تكون قادرة على تحقيق المستحيل بسهولة ، فلا بد اذا من السعي المشترك لضمان المستقبل للأجيال القادمة واقصر الطرق لذلك الوحدة الاندماجية لغايات تحقيق الامن والقوة الاقتصادية والدفاعية ووسيلة تحقيق هذه الوحدة هم الشباب الخليجي وأداتهم نسختهم من الربيع والحراك الثوري الوحدوي.