عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2016, 11:34 AM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
Nov 30, 2012Sireen rated it it was amazing
أثناء قراءتي لرواية "يسمعون حسيسها" تأكدت من وجود شياطين على هيئة بشرِ يعيشون هنا, وتأكدت من وجود مقابر جماعية وفردية لأناس أحياء في مكان. كدت وما زلت أكاد لا أصدّق كل العذاب الذي تعرّض له مساجين في سجون "تدمر" السورية وفي سجون أو بالأصحّ "مقابر" أخرى على هذه الأرض... كدت لا أصدّق استيقاظهم على لكمات قاسية وشتائم بذيئة وضرب بالبسطار وبالسياط المنقوعة لعدة أيّام بالملح ليتلذّذ الجلاد بمنظر المعذَّب يتألم بانخلاط الدمع مع الملح! كدت لا أصدّق القتل والتعذيب بالخازوق والزحف على الزجاج وغيرها الكثير من أنواع التعذيب التي تقشعر لها الأبدان! كدت لا أصدّق الطعام والسوائل المخلوطة بالفضلات وأنواع الحشرات وتأكل الجرذان نصيبها من الخبز والبرغل الذي يقدّم للمساجين! كدت لا أصدّق تفشّي أمراض عدة مثل الجرب والسل والكوليرا بين المساجين دون أن يرقّ لهم جفن على ما يحصل! لا أصدّق أن كل هذا يحصل لبشرِ أحياء في مقابر تتسلّى الشياطين في تعذيب هؤلاء المساكين ومعاملتهم معاملة الكلاب والحيوانات وقتل نفوسهم بكل سهولة وكأنها ألعاب يتسلّون عليها أو أنهم مجرد أصنام يتدرّبون عليها.. أي قلوب تلك التي يملكون! أي قلوبِ نملك؟؟ أين كنّا عنهم؟؟ أين نكون عن أمثالهم؟؟ ما شقاؤنا وحزننا في الدنيا مقارنة بدفن حياتهم في الحياة؟؟ كنت أتساءل طوال الوقت ما الذي صبّرهم! ماذا لو كنت مكانهم؟؟ كنت سأُقاد حتماً للجنون... بعضهم جنّ,, وبعضهم كفر.. وبعضهم صبر!!
الدكتور إياد أسعد صبر 17 عاماً من أجل رؤية ابنته التي تركها رغماً عنه وعندها بضعة أشهر! أتساءل لو كنت مكانه هل سيكون لديّ القدرة على التحمّل؟؟ هل ستبقى لديّ رغبة في البقاء والصبر؟؟ هل سأحب الحياة؟؟
مزيجاً من المشاعر والتساؤلات والدموع والأسى والإدمان تتنازع داخلي!
أدمنت على هذه الرواية.. أدمنت على الحزن الذي سببته لي.. أدمنت على صحوتي من غفلتي عن عالمٍ موجود لم أدرِ عنه من قبل!
هي وحدها.. هي الأولى التي فعلت ذلك.. هي قصّة الدكتور "إياد أسعد".