الموضوع
:
العلماء هم الدعاة
عرض مشاركة واحدة
09-13-2010, 07:41 PM
المشاركة
11
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
سابعا :
نتج عن العزلة بين العلماء وبعض الدعوات المعاصرة - أقول البعض حتى لا نظلم الذين هم على الاستقامة - أن نشأت لبعض الدعوات
مناهج وأفكار وكتب ومؤلفات معزولة عن السنن ، وعن العلوم الشرعية بشموليتها . بل وحتى بتفصيلاتها .
وصارت كل طائفة تأخذ من العلوم الشرعية ما يناسب أوضاعها . وهذا أسلوب من الأساليب الخاطئة التي تخالف منهج السلف ،
وحتى نشأ للدعوة في العالم الإسلامي علم يشبه علم الكلام لدى الجماعات في ارتباطه بالأهواء والأشخاص ، لا بارتباطه بالسنة وبالأئمة .
وقد برزت في الآونة الأخيرة ، نتيجة لهذا الفصل بين الدعاة والعلماء دعوات كبرى ، قوامها وركائزها ، رؤساء ليسوا بعلماء ،
وتعتمد على أفكار وحركات محدثة ، تخالف هدي الإسلام ، وعلى عواطف لا تضبطها القواعد الشرعية ولا المصالح المعتبرة .
ثامنا :
كما نتج عن هذا التقصير في طلب العلم الشرعي على أصوله وعلى مناهجه السليمة الصحيحة ، بل ونتج من ذلك عند أصحاب الدعوات
التي تفصل بين العلماء والدعاة الحيلولة بين أتباعها وبين تحصيل العلم من المشايخ .
بل كثيرا ما ترد إشكالات من بعض الشباب في شتى بلاد العالم الإسلامي ، ناتجة من صرف بعض الدعاة لأتباعهم عن العلماء بذرائع شتى ،
حتى أن بعضهم قد يعاقب الشاب الذي ينتمي إليه لماذا جلس يطلب العلم الشرعي على الشيخ فلان !!
ونتيجة لذلك حصل الخلل في المفهوم ، فقد فهم بعض الدعاة- هداهم الله- بسبب العزلة بينهم وبين المشايخ أن المشايخ خصوم أو أعداء للدعوة ،
أو أن لديهم ما يضر بالمنتسب للدعوة ، أو ما يشوش أفكاره عليها . وسبب ذلك أن في دعواتهم أمراضا ومصائب لا يرضاها العلماء ، وقد ينتقدونها .
ومن هنا تعللوا بصرف شبابهم عن العلماء وأهل العلم والفقه في الدين .
وفي الآونة الأخيرة لما رأى بعضهم عوار هذا النهج صاروا يوجهون شبابهم إلى المشايخ لأخذ العلم عنهم فقط دون ما يتعلق بالمناهج والقضايا
الدعوية والتربوية ونحوها ، وهذا من مسالك أهل الأهواء ، وهو مسلك خطير يجب ألا يستمر عليه من ينشد الحق والإصلاح ،
ولذلك وجب مناصحة أولئك الدعاة وبيان الحق لهم .
رد مع الإقتباس