عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2015, 09:45 AM
المشاركة 207
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أن الله خلقنا للسعادة الدائمة ، أعدّها لنا وأعدّنا لها
أن الإنسان خُلق للحياة الدائمة والعيش السرمدي ، وعمر الآخرة لا نهاية له ، وقد جعل الله هذه الدنيا مزرعةً للآخرة ، ورتّب الجزاء في الآخرة على الأعمال في هذه الدنيا ، فكان تأهل العباد لتلك السعادة الأبدية بهذه الأعمال الدنيوية :
ان الالتفات الى قِصَر العمر في الحياة الدنيا لمن دواعي اليقظة والحركة للسالك، فان الإنسان بطبيعته يحب نفسه ويحب لها النفع والخلود وان اشتبه في تشخيص مصاديق النافع والضار ، كما هو الواقع خارجا..
وعليه فإن استيعاب قِصَر الحياة ، وان اللامحدود يتحدد سعادةً وشقاءً بهذا العمر المحدود مما يجعل كل آن فيه يقابل اللامحدود ومن المعلوم أن هذه المقابلة الوجدانية _ وهي مدعومة بالشرع والنقل يحول الإنسان على موجود حريص على كل فترة من حياته أضف إلى حرصه لانتقاء أفضل الأعمال التي يملأ بها هذا الوقت القصير الذي سيحدد مصير الأبد في الجحيم أو النعيم!.
ولا ريب أنّ هذه الأعمار القصيرة ، والمدة القليلة ، لو استغرقت بالعبادة بحيث لم يعص الله فيها طرفة عين ، ولم يصرف مقدار نفس من الأنفاس إلا في طاعة الله ، فهي مع ذلك قاصرة وناقصة بالبداهة والضرورة عن الأهلية للمقابلة ، ومقام المعارضة والمجازاة.
فلا بدّ بمقتضى الرأفة الإلهية والرحمة الربانيّة ، أن يفتح لهم أبواباً من أبواب كرمه ، يؤهلّهم بها لمقام الجزاء بما لا انقضاء له ولا فناء ، إذ كل نعمه ابتداء ، وكل إحسانه تفضّل.
**************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 6 - 2015
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي