الموضوع: الرعيّة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2884
 
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية

سعاد الأمين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
176

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
May 2012

الاقامة

رقم العضوية
11181
05-15-2015, 09:31 PM
المشاركة 1
05-15-2015, 09:31 PM
المشاركة 1
افتراضي الرعيّة
الرعيّة
تركض كالسلحفاة...تزخرف الطريق بدربها الحافي، ترسم أصابع قدميها المنتفخين حكاية مشوارها...الطويل وقسوة الحياة...
الرمال المتوهجة تلسعها...فترفع قدما وتنزل الأخرى..وتوحوح من فرط الشواء اسفل قدميها...تركض كالسلحفاة وتحدث نفسها.:
ــ لماذا أنا ؟ ..هم مجانين!
تركض كالسلحفاة والطريق ممتد..والرمال متوهجة..لايوجد ظل.. لا ظل حائط ولا ظل شجرة ولا ظل رجل..فقط أغنام تصقع جرتها فى قيلولة الظهيرة ثم تنتشر أمامها.. الظل الوحيد الذى قذفته المئذنة أمامها ، حين سقطت أشعة الشمس خلف المسجد فى انحدارها الأزلي.، صرخت بأعلي صوتها حتى فزعت الأغنام:
ــــ لماذا هذا العذاب..أنا الزهوة بت رضينة أعفو عني..يارب
ثم إلتفت..للرجل المتسرول بلباس أبيض،يعتمر عمامة، ينتعل مركوبا،و يخلل لحيته بأصابعه،يتكئ على عصاه مستظلا عند عتبة المسجد متجهما، ينتظر.
ــ أريد الدخول للمسجد ياهذا....
نظر إليها..نظر من خلالها.. ثم ، أدار ظهره وأغلق باب المسجد..طرقت عليه طرقا خفيفا
ـــ أريد الدخول...أواه العطش..
قطب جبينه وزجرها:
ــ أذهبي بعيدا يا امرأة أعوذ بالله هذا مسجد..ليس مكانك!
ـــ مشوارى طويل أريد ماء العطش.. العطش...العطش ...العطش..
أزعجته، بإلحاحها
قفز أمامها ملوحا بعصاه فتلاشت ..ركضت.. ركضت أمامها الأغنام..توارت شمس المغيب..جلست الزهوة تتفقد قدميها واحمرار وانتفاخ.. نظرت إلى حذائها الذى كانت تحمله فى يدها.. حينما كانت تركض فو ق الرمال الساخنة ابتسمت مسرورة تحدث نفسها:
ــ لو انتعلت حذائي لتمزق..
رفعت حذائها وقبلته، وانطلقت حافية تركض كالسلحفاة..خلف الأغنام..
رفع النداء للصلاة التفت إليه، رأته يهرول نحو المسجد مصت شفتيها ثم تمتمت:
ـــ ليتكم تعلمون..!؟
ومازالت تركض كالسلحفاة ، خلف غنم إبليس!