عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2015, 01:59 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...

الاسباب والدلالات والشواهد التي دفعتنا هنا للادعاء ان ما يجري منذ استلام جلالة الملك سليمان الحكم هو ثورة مكتملة الاركان وبكل ما في الكلمة من معنى، وهي ثورة الحزم لان اهم اركانها والذي اعطاها هذه السمة هو الحزم:


3-الاهتمام بـ وتلبية الاحتياجات الشعبية والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية:

قد يكون اهم مطلب من مطالب الثورات هو تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوزيع الثروة بصورة أكثر عدالة، وتحسين ورفع مستوى المعيشة.

ونجد ان ثورة الحزم بادرت بل وسارعت، منذ انطلاقتها بوصول جلالة الملك سليمان الى كرسي الحكم، لصرف مبالغ طائلة للمواطنين، كجزء من مجموعة إجراءات اتخذت لتلبية الاحتياجات الشعبية، مما سيخفف عن المواطنين بعض الأعباء المالية، ولا شك انه سيضخ مبالغ هائلة في السوق، ويعمل بصورة غير مباشرة الى تنشيط الحركة الاقتصادية، ووفرة النقد، وبالتالي توفير فرص العمل، وتحسين الدخل، وبالتالي التخفيف من الالتزامات والاعباء المالية على المواطن العادي ورفع مستوى المعيشة.

ويمكننا الادعاء أيضا بأن تسمية مواطن عادي ليتولى حقيبة سيادية بالغة الأهمية في فترة بالغة الحساسية، وهي وزارة الخارجية بدلا من تسليمها لأمير من ضمن دائرة الاسرة الحاكمة يقع ضمن دائرة فسح المجال لمزيد من المشاركة الشعبية في نظام الحكم واتخاذ القرار. ولا شك ان هناك إجراءات أخرى عديدة، تصب في هذا الإطار مما حسن وبشكل ملموس من مستوى المعيشة.

ويمكن قياس أثر هذه الإجراءات الثورية التي تبنتها ثورة الحزم على المواطن العادي والشعب بشكل عام وذلك بمقارنتها benchmark مع الإجراءات التي اتخذتها حكومة الانقلاب في مصر مثلا، فنجد ان حكومة الانقلاب في مصر قد اتخذت إجراءات اثقلت على المواطن بحدة، وبدلا من التخفيف على المواطن العادي ورفع مستوى المعيشة، خدمت رجال الاعمال والطبقة الحاكمة، ومن ذلك رفع الأسعار، وعدم إطلاق اية مشروعات اعمار او إجراءات اقتصادية يمكن ان توفر وظائف وتخفف من حدة ازمة البطالة وتضخ أموال في السوق وبالتالي تخفف من الأعباء المالية.

حتى ان بعض المحليين يعتقدون بأن هذا الفشل لحكومة الانقلاب ربما يكون أحد اهم الأسباب لعودة الجماهير الى الشارع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل وتخفيف الفقر والاعباء المالية، وهي نفس الاهداف التي دفعت الجماهير للثورة بداية الامر قبل ان يأتي الانقلاب الى الحكم في ثورة مضادة.

وفي المحصلة نجد ان الاجراءات التي تبتها ثورة الحزم حسنت من كافة المؤشرات الاقتصادية والمالية بينما كان لاجراءات حكومة الانقلاب اثار سلبية على كافة المؤشرات الاقتصادية. صحيح ان المعطيات الاقتصادية مختلفة بين البلدين لكن علينا ان لا ننسى بان كل دولة لها مواردها فالسياحة في مصر مثل النفط في المملكة العربية السعودية.

ايضا وفي مقابل اتخاذ ثورة الحزم قرارا بزيادة المشاركة الشعبية في دائرة الحكم نجد ان وزير العدل في حكومة الانقلاب في مصر خرج على الملاء ليعلن في مخالفة دستورية واضحة بأن أبناء عمال النظافة لا يمكنهم تولي بعض الوظائف مثل القضاء لان مثل هذه الوظائف مقتصرة على أبناء الذوات.

قد يقول قائل ان إجراءات ثورة الحزم جاءت من باب كسب الدعم والولاء الجماهيري والشعبي ليس الا! وأقول بأنه وعلى الرغم من القاعدة او الأساس التي بنيت عليه تلك القرارات، لا بد من الاعتراف بأنها لبت ولو جزئيا مجموعة من المطالب الشعبية وحققت بذلك واحد من اهم الأهداف لأي ثورة تنطلق لتحقيق مثل هذه الأهداف. كما ان الاستقرار في نظام الحكم واحد من اهم اسباب تحقيق الرفاه الاجتماعي.