عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2015, 02:18 PM
المشاركة 6
رغد نصيف
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

حُزن أصيل.. حبيب

في غمرة حزني و أنا مخضب بألوان العذاب, لعلها كانت تزينني, توقفتُ برهة من الزمن و كأنني أسترجع روحاً سُرقتْ مني للتو و كأنني أحضر روحاً جديدة.. هاربة و عنيدة و غارقة في واقع تنكره, حزين و أنا املك ما يملكه الغير و أكثر ثم أنني قنوع بما أملك, لمَ الحزن يا ترى؟ لمَ تجاعيد الزمان تستقر بين حاجبي و تقلب ملامحي و كأنها تحتلني تغزوني ثم تطالبني بمواصلة المسير و كأن شيئاً لم يَكن, غريب بتناقضي الفذ.

دعوني أبوح لكم ببعض الأحزان التي لا يلتفت لها أحد, بَعد أن أنهي طقوس الكلام و الذهاب هنا و هناك كأعمال يومية مسجلة مسبقاً في ذاكرتي و خواطري المُبعثرة, و بعد أن أنهي أحاديثي مع الأحباب و الأصحاب أغرق في تساؤلاتي أنها حالة تلازمني تطلقني الى الفضاء ذلك الفضاء الذي يحتاج فكرة حرة, و قليلاً ما أزوره بحضرة أحد الا أنني أطيل التأمل ببعض التفاصيل البالية بنظر المحيطين بي, الا إنها تكون كَوني السري و لحُسن الحظ شيفرة الدخول اليه مجهول حتى أنا أجهلها أنني أعبر الأسوار و أراني قابع فيها, ترى ماذا أرى هناك؟ هي مملكة مقسومة بين عالم الأحياء و الأموات نصفها محكم مزين بالقضبان و أخر حر طليق و كأن مداه لا حدود, أتألم لأنني أقف على ناصية تفصلني بين عالمين, من يهمهم الأمر متمسكين بيدي المتوجهة نحوهم و نظري صوب الطرف الأخر, و كلماتي لا تطيق ثقل المعنى ما وصفت رؤيتي و لا عيشي الرغيد, مترف أنا في العالمين عندما أكون على الأرض بعد أن أنهي واجباتي أخلع عني المادة و أخرج من مخيلتي جناحين و اسافر الى حيث أحب, الموسيقى بصخبها و عزف أخر عذب يجرف الروح و تطفو بعيداً فوق نهر الزهو, و فرشاة أحتار في وصفها تظهر عجرفة الشخصية و تفردها, و حرف يسعفني الأن كي أخبركم أنني أناني مترف زاهي و بهي و عارف أنني حزين و أنه صديقي الصدوق يا سادة بعد أن أنتهتْ أحزاني طقوسها, خرجت أبحث عن غيرها عن الجهل الذي ينهش مجتمعنا, عن أناس بأعين معصوبة و أيام تَمر بوهن و خضوع أنه حديث طويل يمر بفصول لا نهاية لها و لكم أن تحكموا ما أن تخرجوا من قوقعة الذات أن حولنا ما يستدعي الحُزن, أخرجوا قليلاً و سترون, هنالك أحزان أكبر من أن تختصر في اشخاص إنها كونية.

و لأكن مشاغباً بعض الشيء و أرمي بحزني على اسباب ملموسة, لعلني مرهق الشعور, أو إنني ورثت حُزني من حضارة وادي الرافدين, أو إنني أبالغ بعض الشيء, لندع الأجابة للأيام أن الأيام كفيلة بالأجابة, و لعلني سأسرد ذات الحديث بمنطوق أخر الا إن رفيقي الحُزن لن يتركني وقتها بل سنكبر معاً.

2015/1/27


#يتبع

,,وَ أَتَكحلُ بِكَ لأنكَ عَزائيَ الأَسودْ,!!

https://www.facebook.com/pages/Ragha...5084772?ref=hl