الموضوع: من روائع السلف
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2010, 02:09 AM
المشاركة 90
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* أُتل كلام الرحمن
ذكر الامام موفق الدين ابن قدامة رحمه الله في كتاب التوابين :
أن الاصمعي قال: اقبلت ذات يوم من المسجد الجامع بالبصرة فبينا إنا في بعض سككها اذ طلع اعرابي جلف جاف على قعود له متقلد سيفه وبيده قوس ،
فدنا وسلم ،وقال لي: ممن الرجل ؟
قلت : من بني الاصمعي،
قال:أنت الاصمعي ؟قلت نعم، قال:ومن اين اقبلت؟ قلت :من موضع يتلى فيه كلام الرحمن.
قال: وللرحمن كلام يتلوه الادميون؟قلت :نعم. قال:اتل علي شيئا منه .
فقلت له : انزل عن قعودك.
فنزل، وابتدأت سورة الذاريات،فلما انتهيت إلى قوله سبحانه ( وفي السماء رزقكم وما توعدون)، قال:يا اصمعي،هذا كلام الرحمن؟
قلت :أي والذي بعث محمدا بالحق ،انه لكلامه،انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
فقال لي : حسبك.
ثم قام إلى ناقته فنحرها ،وقطعها بجلدها،وقال:اعني على تفريقها.
ففرقناها على من اقبل وأدبر. ثم عمد إلى سيفه وقوسه ،فكسرهما وجعلهما تحت الرحل ،وولى مدبرا نحو البادية وهو يقول (وفي السماء رزقكم وما توعدون).
فأقبلت على نفسي باللوم ،وقلت: لم تنتبه لما انتبه له الإعرابي.
فلما حججت مع الرشيد،دخلت مكة، فبينا إنا أطوف بالكعبة ،اذ هتف بي هاتف بصوت دقيق ، فالتفت،فإذا بالإعرابي نحيلا مصفرا،فسلم علي،واخذ بيدي، وأجلسني من وراء المقام،
وقال لي: اتل كلام الرحمن،
فأخذت في سورة الذاريات. فلما انتهيت إلى قوله تعالى(وفي السماء رزقكم وما توعدون) صاح الإعرابي: وجدنا ما وعدنا ربنا حقا.
ثم قال: وهل غير ذالك؟
قلت : نعم، يقول عز وجل ( فورب السماء انه لحق مثل ما أنكم تنطقون)
فصاح الإعرابي وقال:يا سبحان الله من الذي اغضب الرحمن حتى حلف؟الم يصدقوه حتى الجؤوه إلى اليمين؟
قالها ثلاثا،وخرجت فيها نفسه
منقول )