الموضوع
:
[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
عرض مشاركة واحدة
09-10-2010, 01:48 PM
المشاركة
27
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Dec 2009
رقم العضوية :
8249
المشاركات:
29,962
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[
[
عنوان الزاد
] :
( الذكر اليونسي )
-------------------------------------
إن للمؤمن وردا يلتزم به في ساعات فراغه ، ومن أفضل الأذكار الذكر القرآني ..
هنالك ذكر في القرآن الكريم ، الله - عز وجل - جعل النجاة معلقة عليه ، وقد وعدنا أن يرتب الآثار على هذا الذكر ، كما رتبه على ذلك النبي ( عليه السلام ) .. وهو ما يسمى بالذكر اليونسي ، وهو من الأذكار المأثورة في حياة الأولياء والصالحين .
قال تعالى في كتابه الكريم :
{
وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
} :
أولاً
:
كلمة { نَادَى } تختلف عن كلمة " ذكر " .. حيث أن النداء فيه نوع من أنواع الالتجاء ، ولعله يصاحب - في بعض الحالات - رفع الصوت ..
فهو إنسان في ظلمات ثلاث :
بطن الحوت ، وظلمات البحار ، وظلمة الليل : {
ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
} ..
فإذن ، هناك التجاء ، إذ يكفيه أنه هرب من القوم .
ثانياً
:
كلمة {
إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
} ؛ أي هناك حالة من حالات الندامة ، بما لا ينافي العصمة .
إن الآية لم تذكر عدد المرات التي دعا بها يونس بهذا الدعاء ، فلا يستبعد أن تكون مرة واحدة فقط ..
فهو لم يقل : ثلاثمائة أو أربعمائة مرة ..
إذن النداء كان نداء بليغا ، وكان له ثلاث شعب ، والذي يلتفت إلى هذه الشعب يكون قد وصل إلى مغزى الذكر اليونسي :
أولا
:
الانقطاع : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ } .. أي لا مؤثر في الوجود إلا أنت ، إن كانت هناك نجاة ، فيا ربي منك أنت الإله المتحكم في هذا الوجود .
فإذن ، هناك انقطاع .. يونس ( عليه السلام ) انقطع إلى الله ، ومن ينجيه سواه من بطن الحوت ؟..
الآية الكريمة تقول : {[FONT="Arial Black"]
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
[/FONT
]} وهم في السفينة ، عندما تحيط بهم الأمواج ، {
دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
} .. فكيف إذا كان في بطن الحوت ؟..
ثانيا
:
التنزيه : {
سُبْحَانَكَ
} .. أي يا رب ، أنت المنزه ، وما وقعت به فهو هو من فعلي أنا ..
لقد خلقتني على وجه الأرض ، وجعلتني نبياً يوحى إليه ؛ فلماذا انتقلتُ من عالم الدعوى إلى عالم بطن الحيتان ؟.. كنتُ معافى ، ورب العالمين كتب لي رزقا لي واسعا ؛ ولكن المعاصي جعلتني أفتقر ، وسلبتني العافية ..
سبحانك أنت منزه !.. {
مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ
} ..
فإذن {
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
} كل بلية وكل سيئة ، الأصل فيها يعود إلى بني آدم .
ثالثا
:
الاعتراف بالظلم : {
إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
} .. أي أنا ظلمت نفسي ، ومن أقبح الظلم ظلم أقرب الناس إلى الإنسان .. الله الله في أحب الأنفس إليكم !.. والنفس التي بين جنبينا هي أحب الموجودات إلينا .. وبالتالي ، فإن أقبح الظلم ظلم النفس !..
إن للذكر اليونسي طعما متميزا في حالتين :
- بعد المعاصي ..
حيث أن المؤمن عندما يعصي ، يعيش حالة من الخجل والوجل .. وعندئذ تكون الفرصة الذهبية كي يسجد لله - عز وجل -، وإذا بهذه المعصية الصغيرة تستجلب منه دمعة ، تطفئ غضب الله عز وجل .
- بعد الغفلات ..
قد يكون الإنسان عادلا ، وهذا ممكن !.. ولكن الغفلات ألا تستحق أن يسجد الإنسان لربه - عز وجل - وحالته حالة نبي الله يونس ( عل؟!.. وقد قال تعالى: {
وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ
}؛ إنه وعد إلهي بمعاملتنا معاملة يونس ( عليه السلام ) ومن أصدق من الله حديثا!..
10 / 9 / 2010
رد مع الإقتباس