عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2010, 11:10 PM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
تحية للجميع ,
وتقدير خاص للإخوة ريم بدر الدين وعلى الزهرانى ,
فوجهتى نظريهما أصابت كبد الحقيقة ,

كنت لا وزلت أقول أننا محترفي نظر إلى أقدامنا فقط دون الإهتمام بالعمق والأهداف ,
ورد الفعل المناسب على مثل تلك الأفعال ليس هو الشجب والإستنكار فارغ المضمون , بل استغلال هذه الضربات لتعميق علاقتنا بما يشتهى الغرب أن نقطع به علاقتنا ,
وهو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والسيرة والتاريخ الإسلامى الذى حمل لواءه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ,

وما يثير دهشتى أن نوازع الشجب والإستنكار داء تسرب من الحكام إلى الشعوب فيما يبدو ,
وهو إن كان أمرا مفهوما من الحكام فهو مستغرب من الشعوب , ومن قواد الرأى العام فيها وهم المثقفون ,
نحن نرغب في الغضب الإيجابي لا الغضب السلبي بالشجب والإستنكار
الغضب الإيجابي بالدراسة المتأنية وإدراك أين يمكن عجزنا الحقيقي ,
وهو العجز الذى لا يحتاج منا بحثا فقد شرحه النبي عليه الصلاة والسلام قبل أربعة عشر قرنا ,
فقد سأل النبي ربه ألا يسلط على أمته عدوا من غير أنفسهم واستجاب له الله ,
وسأله ألا يجعل بأسه بينهم فمنعها عنه رب العزة ,

من هنا ..
ندرك أن عيبنا الرئيسي تنطبق عليه الآية الكريمة
[ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ] {الرعد:11}
كما تنطبق عليه بشارة الحديث النبوى ,
أن الضعف والخذلان لن يكون بسبب قوة أعدائنا ولكن بسبب الخور في ضلوع الأمة
والخور في ضلوع الأمة ليس سببه تكالب الأمم علينا بل سببه الرئيسي أن العدو الأصلي هو من بين أظهرنا ,

من دعاة العلمانية تارة ومن دعاة الشيوعية تارة أخرى ومن دعاة التغريب تارة ثالثة ومن أساطين البدع التي تقدم نفسها في إطار الدين حتى تفسده من داخله ,
وعندما كان المسلمون قادة العالم كانوا قادة لأنهم منحوا العلماء ولاءهم وسمعهم وأبصارهم وهم يحاربون كل بدعة تضرب في أصول الدين وتصدوا لها جميعا على قلب رجل واحد
فكان جسد الأمة متحدا على محاربة الضعف الداخلى فلم ينل منهم عدوهم سهما واحدا
أما عندما بدأت جيوش التغريب تنحل جسد الأمة فقد تتابعت حوادث الإستهانة التي لم نعبر عنها إلا بالشجب والإستنكار والغضب السلبي ثم النسيان والعودة إلى نفس نقطة البداية ,
هددوا اليوم بحرق المصحف وقبلها حرقوه فعلا في جوانتناموا , وقبلها حوادث الرسوم المسيئة وقبلها وقبلها ...

وردود الفعل كانت مظاهرات وشجب واستنكار !!!
وكأنه مطلوب من الغرب أن يسبح بحمدنا أو يحيي نبينا أو يعلى من شأن ديننا !!
أمر غريب ,
منذ ظهور الإسلام والصليبية واليهودية هم الأعداء الأزليون لنا فهل نستغرب وقوع هذه الحوادث منهم ؟!
ورد الفعل لا يكون بالتظاهر بالغضب ثم السكوت ومواصلة النوم بلا نهاية !
بل رد الفعل الأول هو أن نعلى من شأن نبينا بدراسة سيرته وأعادة الإهتمام بها واستغلال مشاعر الغيرة التي دبت في عروق كل مسلم لكى يلتفت من جديد إلى تاريخه وأمته الحقيقية ,
رد الفعل الحقيقي يكون بزيادة الإرتباط بيننا وبين القرآن والسنة وإعادة الغيرة عليهما بتركيز الإهتمام بهما وأن يقوم كل فرد منا بواجبه بالتوعية في محيطه وحسب طاقته ,

فبدلا من أن يكون الشباب الجامعى لا يعرف من هم الخلفاء الراشدون ! وأبناؤنا لا يعرفون من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه إلا قصة الغار !
نكرس الغيرة ونستغلها كى يستيقظ النائمون فيتمسكون بما يغيظ الغرب حقا ويبطل مخططاتهم ,
وهو تمسكنا وإصرارنا على ثقافتنا الإسلامية ولغتنا العربية التي هضمتها دعاوى التغريب , حتى نعيد تعليم أبنائنا من جديد أصول هذا الدين وعبر الأجيال الجديدة سيخرج من يعيد أمجاد التاريخ حقا وصدقا
هذا هو الغضب الإيجابي لا الغضب السلبي

أما الكارثة الأكبر حقيقة ,
فهى أننا نحترف الشجب والإستنكار عندما يأتى من الغرب , رغم أن هؤلاء هم أعدى أعدائنا منذ الأزل , !
وليس منتظرا منهم أن يقولوا فينا خيرا !
وفى نفس الوقت ,
نغفل ونتغافل عمن هم بين أظهرنا ويتخذون أقنعتنا ويتكلمون بألسنتنا وفى نفس الوقت يعتدون على القرآن والسنة والنبي عليه الصلاة والسلام بأكثر مما يعتدى الغرب بمراحل !
فهناك من اتهم النبي عليه الصلاة والسلام بالفواحش وهو يدعى أنه مسلم وينادى بعلمانية الحضارة , وعندما هب المفكرون الإسلاميون لبتر هذا العنصر الخبيث قام مناصروه بدعوى عدم إثارة الفتنة ليدافعوا عنه
وعودوا إلى قصة سلمان رشدى !
وهناك من وصف القرآن الكريم بألفاظ خبيثة لم يصفه بمثلها حتى اليهود تحت زعم حرية الأدب ثم قام المدافعون عنه كى يحبطوا جهود الرد عليه بدلا من أن يشنقوه في ميدان عام
وعودوا إلى حادثة رواية ( وليمة لأعشاب البحر )
وهناك من تعدى على الله عز وجل ووصفه بالظلم والتهريج ـ حاشا لله ـ ومع ذلك دافعوا عنه باسم حرية الفكر والإبداع
وراجعوا إن شئتم ملفات شعراء الحداثة الذين قال قائلهم إن رحمة الله تأجلت إلى يوم القيامة !
وهناك من تعدى على القرآن الكريم ومزقوا صفحاته ـ لم يكتفوا بالتهديد ـ بل مزقوا صفحاته وحشوا بها صناديق التفاح التي يصدرونها إلى بلادنا , ولم يكتفوا بذلك بل أعلنوا عقيدتهم في أن هذا القرآن محرف مبدل وأن الذين قاموا بهذه الجريمة هم الصحابة !!
أعلنوها فى الفضائيات بلا خجل ولا حياء وكتبوها فى كتبهم !
ومع ذلك خرجت الأصوات تدافع عنهم وتمنع قول الحق فيهم باعتبار أن الكلام في هذا الموضوع يثير الفتنة الطائفية !!!

سبحان الله يا خير أمة أخرجت للناس
تبكون لتهديد النصاري واليهود بالحرق وبينكم من هم أشد خبثا منهم ويتخذون من المذهبية والعلمانية والشيوعية والحداثة طريقا للهدم من داخلكم .. وأنتم تدافعون أو صامتون !!
سبحان الله !

إن كل منكم إن كان مسلما غيورا حقا ,
عندما يسمع بحادثة اعتداء على كتاب الله أو سنة نبيه أو ثوابت الأمة ,
فعليه أن يؤدى حق الله بالغضب ,
لكن بالغضب الذى ينتج أثرا وفعلا , لا الغضب السلبي الذى يريح الضمائر المريضة لتعود إلى نومها الطويل
والغضب الإيجابي هو دور كل منا في بيته ومجتمعه وأسرته ووطنه ,
ولو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب عليه أن يدفع بأبنائه إلى القرآن الكريم والسنة النبوية كى ينهلوا منها ,
أما أصحاب القلم فأمانتهم عند الله أكبر وأعظم ,
وهى زكاة القلم الواجبة ,
هى الفريضة الغائبة عن الشعراء والأدباء والمفكرين والفقهاء والعلماء
على كل منا أن يمد قلمه فيكتب ويدعو ويعلم ويدافع عن ثوابت الأمة في مواجهة التغريب ,
فهذا هو رد الفعل الحقيقي على أى حادثة اعتداء نسمع بها ,
فإن أرادوا أن يعتدوا على كتاب الله بالحرق علينا أن نزيد تمسكنا به وننشر تفسيره وننهل مما علمنا الله كى تتعلم أجيال قادمة أن هذا الكتاب هو دستور الأمة الحقيقي ,
فالأقلام هى مقياس التحضر
وهى أغلى وأهم من أن نجعلها وسائل للترفيه والسعى وراء الذاتية ومناقشة توافه القضايا وديننا وحضارتنا كلها على محك الإختبار ,

والله المستعان