الموضوع: المُلَح !
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-2014, 03:03 PM
المشاركة 57
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سمعت الشيخ بن عثيمين في أحد تسجيلاته و هو يشرح متن الأجرمية في شرحه لعلامات الفعل المضارع يقول:
أن أحد الأساتذة قال أن لم لا تدخل على الفعل الماضي فرفع أحد الطلاب أصبعه و حين أذن له أستاذه قال :
ألم تسمع بهذا يا أستاذ:
و جوزوا دخول لمْ على المُضي = كأن تقولَ لم أتى و لم رضي
فاحتار المعلم.

قلت:
و التحقيق أن هذا من المصطنع من التأليف و هو من صنع الشيخ الزاهد العلامة عبد الله الفالح-حفظه الله-لمدرسّه في المعهد العلمي،وسأله أحد المشايخ عن قصتها،فقال الشيخ عبد الله الفالح-حفظه الله-:لا أثبتها ولا أنكرها ؛لأن الشيخ كبير في السنّ ونسي،أسأل الله تعالى أن يطيل عمره في طاعته.
والشيخ من طلاب الشيخ السعدي-رحمه الله-.
و هناك قصة تشابها مفادها عن بسام البسام في منتديات ملتقى الحديث:
كان قد أخبرني أحد علمائنا ممن درس في دار التوحيد بالطائف في الخمسينيات من القرن الرابع عشر الهجري، أنه كان عندهم مراقب يتولى رصد الحضور والغياب من الطلاب وأظنه قال إن اسمه ( العجاجي ) وأن المراقب لا يجيد العربية كتابة وقراءة فكان يكتب أمام اسم الغائب من الطلاب جملة: ( لم حضر ). يقول الراوي: فحاولنا إفهامه أن أعظم علامات الفعل المضارع هو دخول ( لم ) عليه، فلم يستجب. فكان من أحد الطلاب ولعله الشيخ عبد الله الفالح ـ حفظه الله ـ أن عارض الألفية بأبيات ثلاثة تتفق مع الموقف بقوله:
وجوّزوا دخول لم على المضي *** كأن تقول لم أتى ولم رضي
.................................... *** وهكذا في لغة العجاجـــــي
ويقال إن أحد الطلبة صدّق صدور الأبيات من ابن مالك، وسأل عنها فأخبروه أنها ليست بالألفية وإنما هي بالكافية فلايزال يبحث عنها حتى كلّ وتعب.
وهو يصلي في جامع الشيخ محمد العثيمين-رحمه الله-في عنيزة،وفي الشتاء يذهب إلى مكة،ويقرأ عليه بعض طلبة العلم هناك.

ورد عليه الشيخ عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد، رحمه الله تعالى، صاحب (عدّة الباحث)، فقال:
ولم يجز دخول لم على المضي = ومن أجازه فإنه غبي!!

و هذا البيت موضوع و له نظائر لا يجوز تنقلها لأنها تخالف العربية و تربك المبتدئين ذكرته للتنبيه.



و قد وجدتُ ألفية العجاجي في ذم النحو و فيها يقول:
أبدأ بالنظمِ على اقتدارِ = في ذم علمِ النحو ذي البوارِ

فهذه ألفيّة العـجّاجي = بيّنةٌ واضحةُ المنهاجِ

معارضاً ألفيّة ابنِ مالكِ = فإنها غامضة المسالكِ

واللحنُ عند العلما يجوزُ = كقولهم مررتُ بالعـجوزُ

وجوّزوا دخولَ لَمْ على المُضي = كلَمْ سعى ولم دعا ولمْ رضي

فما يضيرُ قومَنا إن لحنوا = وقصدُهم لدى الجميعِ بيّنُ

والنحوُ مُبغضٌ لدى الصغير = قبل الكبيرِ العالمِ النحريرِ

جاء الكسائي وأتانا الأخفشُ = قد ربّطوا وحمّلوا وعـفّشوا

إن ذكروا يا صاحبي الكسائي = أقول هيّا قربوا دوائي

وإن أتى يا صاحبي الفرّاءُ = لم ينفعِ العـلاجُ والدواءُ

إن ذكروا يا صاحِ نفطويهِ = فابكوا عليه واصرخوا عليهِ

وسيبويهِ وابنُ خالويهِ = فويهِ ويهِ ويهِ ويهِ ويهِ

ثم الخليلُ ليس بالخليلِ = أقوالُه استعصتْ على الجليلِ

ثم ابنُ جنّي يا له من جنّي = فلستُ منه وهو ليس مني

حلّ بهم يا صاحبي برسامُ = لا انتقلوا من دارهم أو قاموا

فكم أباحوا ضربَ زيدٍ عمرا = كأنها غزوة بدرِ الكبرى

والضربُ لا يجوزُ إلا لسبب = وقد حشوا ظلماً بهِ كلَّ الكُتـُب

وحرّشوا ما بين عبداللهِ = مع أخيهِ الطفلِ في الملاهي

وأن هذا سارقٌ تفاحته = فلم يدعْ لأجلِ هذا راحتَهْ

وقامَ لي في المغربِ ابنُ مالكِ = وجاءني بألفِ بيتٍ حالكِ

ثم انبرى لي ابنُ عـقيلِ المصري = وقال هذا شرحُها في سِفرِ

ثم أتى في أوضحِ المسالك = ابنُ هشامٍ ليَ بـالمهالكِ

وشذّ قولُه كذا، وأوّلا = لم يطّردْ شيءٌ لديهِ مسجلا

ولغة الأعرابِ والسمار = العـودُ والرنينُ بالمزمارِ

واللغة الفصحى فبالسليقة = تـُفهمُ فافهم هـذه الطريقة

قد درّسونا النحوَ كُتباً كاملة = مكتبة لطالبيهِ شاملة

ثم أتوا قالوا احفظوا وأعربوا = ما تحته خطٌ فصرتُ أغضبُ

والانجليزي لغة العبادِ = في كلِّ شطآنٍ وكل وادي

لما أتيتُ الشُّرَطي حيّاني = فقال قود مورننق في ثواني

قلتُ له دوق كاتٍ ابنِ دُنكي = فقال وط وط وط بدونِ شكِّ

مستفعلن مستفعلن فعولُ = أصابني من نحوِكم ذهولُ

و قد رد عليه صديقنا الشيخ جبران بن سليمان سحار في منظومة سماه ( العُجالة السنيّة في نقض الألفيّة العجَّاجيّة):

لقد أسأتَ أيها العـجّاجي = وصرتَ كذّاباً وذا لجاجِ
إذن تذمُّ لغةَ القرآنِ = والعـلمِ والهدى مع الإيمانِ
وهي لعـمري لغةُ الرسولِ = والصحبِ والأئمةِ العـدولِ
وتمدحنّ لغةَ الفجّارِ = فأنتَ منهم؛ للحديثِ السّاري
ثم تـُبيحُ اللحنَ في الكلامِ = تشبُّهاً بالهمجِ العـوامِ
ثم أتيتَ بالمقالِ الباطلِ = تـنـقـله البومُ عن البلابلِ
(كقولهم)! بئس إذنْ من شاهـدِ = يا لك من مناقضٍ معاندِ!
دخولُ (لَمْ) على المُضي يجوزُ = لديك يا ذا الرجلُ العـجوزُ
أما عـلمتَ اللحنَ في المحافلِ = يا فدْمُ يُزري باللبيبِ العاقلِ
ثم تقولُ: (اللحنُ لا يضيرُ) = فالجهلُ فيك، والهوى خطيرُ
والنحوُ محبوبٌ لدى كلِّ العـربْ = ولم يُحقّرْهُ ذكيٌ ذو أرَبْ
فلم يُحقّرهُ سوى الجهولِ = العاجزِ المصابِ بالذهولِ
أما الذكيُّ الفطنُ اللبيبُ = فدائماً في قوله مُصيبُ
أئمة النحوِ لهم جهودُ = كثيرةٌ ليس لها تحديدُ
في نصرِ دينِ اللهِ والتفسيرِ = لوحيِهِ ذي النورِ والتبصيرِ
لقد ذممتَ سابعَ القُرّاءِ = وهـو الإمامُ العالمُ (الكِسائي)
ألحقتَ بالمفسّرِ (الفرّاءِ) = ذماً لقد أتيتَ بافتراءِ
ثم تذمُّ (الأخفشَ بنَ مَسْعَـدة) = وكم له من نُخَبٍ ليْ مُسْعِـدة!
ثم ذممتَ بعـد ذاك (يونسا) = وهـو (حبيبٌ) كاسمِهِ قد آنسا
و(نفطويهِ) و(ابنُ خالويهِ) = عـلمهما كلٌّ سما إليهِ
كيفَ تذمُّ الفذّ (سيبويهِ) = والعـلماءُ عالةٌ عـليهِ؟
وشيخُه (الخليلُ) لي خليلُ = وقدره لدى الورى جليلُ
تحتقرُ المحقّقَ (المُبرِّدا) = وكم رأينا للفتى تفرُّدا
في (الكاملِ) انبرى بعـلمٍ كاملِ = في بابهِ ولستُ بالمجاملِ
ثم (ابنُ جنّي) عـلمُه له نسبْ = جلّى (خصائصَ) الكلامِ للعـربْ
تدعـو عليهم وهم الأعـلامُ = وكم لهم صفّقتِ الأقلامُ؟!
قد حفظَ اللهُ بهم عـلمَ اللغـة = ففسّروا كتابَه ما أبلغَه!
وحجة الضربِ فتلك واهية = (دعـها) ـ كما قيلَ لنا ـ (سماويَهْ)
من ذا الذي قال لك: اضرب عَـمْرا = بزيدِهِ ، والأمرُ ليس قسْرا
مثـّلْ بغـيرِهِ من القرآنِ = وسنةِ المُسدّدِ العـدناني
نظمُ (ابنِ مالكٍ) جليٌ لا كما = زعـمتَ، بل لقد سما إلى السما
ثم ابنُه لقد أجادَ شرحَهُ = و(ابنُ عـقيلٍ) بعـده أوضحهُ
و(ابنُ هشامٍ) لخّصَ الشروحا = فزادها بشرحِهِ وضوحا
وكلُّ ما شذّ فلا يُقاسُ = عـليه، هذا عنده الأساسُ
ولغة الأعرابِ أكرمنْ بها = لكنما يعـرف هذا النبها
وليس بالسليقةِ الضعـيفة = يعـرفها ذو اللهجةِ السخيفة
و(الانجليزي) لغة الكفارِ = أغـرقهم ربيَ في البحارِ
أحببتـَهم فرمتَ تقليداً لهم = فصرتَ كلباً وحماراً عندهم
(ما هكذا تـُوردُ يا سعـدُ الإبِلْ) = ولستَ أهلاً لسماعِ ما نُقِلْ
الكلبُ والقطُّ مع الحمارِ = نعـتـُك عـندهم فيا للعـارِ!
فهاك رداً جاء بالإنكارِ = عليك فيما قلتَ من أوزارِ
سميتـُه (العـجالةَ السّنيّة = في نقضِ ما قد قلتَ في الألفيّة)
مستفعـلن مستفعـلن فعـولُ = النحوُ لا يدركه الكسولُ


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا