عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 10:41 PM
المشاركة 21
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


قال : قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة , وأنتم قبل قتلهم كنتم أقرب إلى الاستقامة منكم اليوم , قتلتم ستمائة رجل ٍ إلا واحدا ً

فغضب لهم ستة آلاف , واعتزلوكم , وخرجوا من بين أظهركم , وطلبتم حرقوص بن زهير الذي أُفلت فمنعه ستة آلاف ٍ وهم على حذر وخوف

فإن تركتموه كنتم تاركين لما تقولون , وإن قاتلتموهم والذين اعتزلوكم فأُديلوا عليكم , فالذي حذرتم وفرقتم به هذا أعظم مما أراكم تكرهون

فأنتم أثرتم حمية ربيعة ومضر من هذه البلاد , فاجتمعوا على حربكم وخذلانكم نصرة ً لهؤلاء , كما انضم هؤلاء لأهل هذا الحدث العظيم والذنب الكبير .

فقالت عائشة رضي الله عنها : فماذا أنت تقول ؟

قال : أقول : هذا الأمر دواؤه التسكين , فإذا سكن تفرقوا , وإن أنتم بايعتمونا فعلامة خير ٍ , وتباشير رحمة ٍ , وإدراك بثأر هذا الرجل , وعافية

وسلامة لهذه الأمة , وإن أنتم أبيتم إلا المكابرة لهذا الأمر , كانت علامة شر ٍّ , وذهاب هذا الثأر , وبعثة الله في هذه الأمة هزاهزها - البلايا والحروب -

فآثروا العافية تُرزقوها , وكونوا مفاتيح الخير كما كنتم تكونون , ولا تعرّضونا للبلاء , ولا تعرّضوا له فيصرعنا وإياكم

وأيم الله إني لأقول هذا وأدعوكم إليه , وإني لخائف ألا يتم فتنزل المحن والبلايا بالأمة وقد قل َّ متاعها ونزل بها ما نزل .

فقالوا : نعم , إذن أحسنت وأصبت المقالة , فارجع فإن قدم علي , رضي الله عنه , وهو على مثل رأيك صُلح هذا الأمر .

رجع القعقاع إلى علي رضي الله عنه , فأخبره بما حدث فأعجبه ذلك , وأشرف القوم على الصلح كره ذلك من كره ورضي من رضي .