عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2014, 10:08 AM
المشاركة 7
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


شكرا لك أستاذ مقداد على رحابة صدرك
وسامحني على عودتي للأسئلة
صدقت فالتأريخ لأحداث أو عادات أو أماكن مهم جدا للأجيال القادمة، فهناك بعض الكتاب أرخوا طفولتهم بكل ما فيها من فرح وحزن وهناك من اختار طريق التعريف ببلده و بمناطق قديمة ربما لفظها الزمن فأعاد لها الروح من جديد وأدخلها التاريخ من أوسع الأبواب كما فعل " نجيب محفوظ"
لكن يبقى الأدب الأكثر انتشارا هو أدب المعاناة والألم ...فهناك من كتب سيرة ذاتية قمة في الصراحة بل قمة في الفضيحة التي اشمأز منها من يعرفه ومن لا يعرفه كما هي رواية " الخبز الحافي " للأديب الراحل محمد شكري، هذه الرواية التي تم ترجمتها لعدة لغات والتي تتحدث عن الفقر وعن معانات الكاتب ومغامراته الجنسية مما اعتبرها البعض عارا لأنها تتحدث عن المحظور وتكشف المستور في مجتمع مسلم
لذا استغرب، كيف ينتهي حبر الروايات العادية بسرعة بينما مداد الحزن والمآسي وحياة الحروب والثورات والميز العنصري... (وما نتج عنها من خراب نفسي ودمار شامل لكل جميل وقبيح أيضا لأنه مهما كان هناك من قبح تبقى مخلفات الاستبداد والطغيان هو الأفضع والأنكى بالروح قبل الجسد) يبقى غزيرا لا ينقطع
فنجد أغلبية كتاب المناطق الساخنة أو التي سبق وأن عانت ويلات الحرب، لا يحيدون عن هذا المسار أي الكتابة عن الجانب المأساوي في حياتهم وحياة أوطانهم
فماذا يميز هذا النمط الأدبي الذي أصبحنا نراه حاضرا بقوة خاصة في الساحة العربية عن غيره من الأنماط الأخرى؟
وهل أصبح من الواجب على الكاتب الذي يعاني هو أو بلده أيا كان نوع المعاناة، السير في نفق مظلم لأن هذه هي المصداقية لديه؟
أم أنها النفس البشرية الباحثة عن كل ما هو حزين ومؤلم؟
أليس من الخطر الانكباب على لون واحد من الكتابة هو نوع من الخطر يحدق بالأدب العربي الحالي ؟


فاتحة الخير
أسعد الله أوقاتك من جديد
من كمال سروري هو فتح باب النقاش المفيد لي أولاً. قبل كل شيء.
ويبدو لي أنك قارئة بوعي متمكنة من أدواتك ، و في الخبز الحافي، كما تفضلت جاء النقد لإشكالية الجنس الفاضح فيها، وفي الجانب الآخر، لو تأملنا العنوان، فهو يحكي لوحده’ قصة الفقر الموجع الكافر، المسبب للكثير من المشكلات الإجتماعية، منها هذه الإنحرافات التي جاءت نتيجة حتمية لمجتمعات تعاني من الفقر والبطالة، الكلُّ يجهد ويتعب ليُسْكِت عصافير بطنه.
ومن يوم هابيل وقابيل والبشرية تعاني من الآلام والويلات والأحزان، لذلك هي حبل معاناة ممتد، إلى نهاية الكون والحياة’ فمادامت هناك حياة هناك معاناة، والمعاناة ليست فقط المؤلمة، وإنما هناك آلام الرفاه والأموال، والسعي من أجل تحقيقها، وربما تكون أكثر فجوراً من آلام الفقر ومن ويلات الحروب، فالإنسان يستغل أخيه الإنسان ببشاعة وفظاعة، وأعود للخبز الحافي لنرى آثار الإستعمار على أوجهه المتعددة من إسبان وفرنسيس وإنكليز، أليسوا جاؤوا لبلادنا لنهب ثرواتها، في سبيل ترفيه شعوبهم على حسابنا؟.
فالكاتب الملتصق بقضايا أمته لا يمكن أن يحلق بعيداً عن واقعه، ليكون لسانهم الذي نقل معاناتهم للمسرح العالمي، كما حدث عندما ترجمت رواية الخبز الحافي على سبيل المثال، والكثير من الأعمال الأدبية للمبدعين العرب.
وليست المعاناة هي معيار النجاح للكاتب أو عدمه، لكنها جانب مهم في الحياة، تستحق الإلتفات إليها، وهي جزء من المستقبل، ومحالة للخروج من النفق، فكل كاتب له رؤيته وطريقته في طرح المشكلات وعند تصورات متعددة للحلول الناجعة ذات النفع العام.
ولكل شخص إمكانياته، فالكاتب شخص له جوانبه التي يشرق فيها، وجوانب أخرى لا يستطيع الإبحار فيها، فممكن أن يغرق في لجتّها وتضيع عليه معالم الطريق.
... ويبقى متسع للحديث ...
تحياتي معطرة بالريحان