عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2014, 02:05 AM
المشاركة 17
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
السعداء فوق التراب ... بين الحقيقة والسراب
قصص رائعة لأناس عرفوا السعادة فلزموها...
أسعدكم الرحمن ورضي عنكم جميعا
وبسم الله نبدأ مع القصة الخامسة عشرة:

لله في خلقه شؤون
سأحكي لكم اليوم قصتان جديدتان على لسان أصحابها كما سمعتها منهم منذ أسبوع..

القصة الأولى: مفتاح قلب زوجي

سأحكي لكم قصتي التي طالما أرقتني إلى أن أكرمني الله وفك كربي...

منذ زواجي منذ خمسة عشر سنة لم أسمع كلمة طيبة تفرح قلبي من زوجي، كان قاسيا معي، ولسانه لاذع، إن حاولت أن ألين الكلام معه سبني وأخرج من لسانه شتائم فاحشة تجرح عزتي..

وصلت لمرحلة كرهته فيها، وكلما حاولت نصحه ضربني بعنف واتهمني بأني أود السيطرة عليه والتحكم فيه وهذا ما لن يكون لي يوما..

مرت السنوات وقد ناقشت غير مرة موضوع الطلاق معه ومع أهلي، انقضت بين يدي السبل، لا لين ينفع ولا صمت ولا رفع صوت ولا تمرد...

ضاقت بي الدنيا بما رحبت، أأعود إلى بيت والدي الذي هربت منه وشكوت جفافه؟ أم أصابر على هذا الوضع المزري الذي تألمت له جمجمة رأسي وعظام جسمي من كثرة الضرب والعقاب بسبب وبدون سبب..

إلى أن وفقني الله منذ سنة إلى زيارة صديقة قديمة، ألقيت بين يديها ما يقض مضجعي ويسود حياتي، فأوصتني بملازمة الاستغفار، واللجوء إلى الله القدير القهار، فقلب زوجي بين يديه وليس لدي سواه..

قررت التجربة، نعم صحيح الله لا يجرَّب، لكن قررت الملازمة لعل الله يرحمني من هذه العيشة الضنك وينر لي دربي..

أسبوع أسبوعين لا جديد يذكر، كنت أتصل بها وأقول لها لا شيء، لا شيء يؤثر في هذا الجلمود البشري الذي ابتليت به..

فتوصيني بالصبر وأن الله يبشر الصابرين فصبر جميل وملازمة ومثابرة ففتح الله قريب ولا ندري لعل المنح بدأت تهل ولكن لا أحس..

بعد شهرين، بدأت نفسيتي تهدأ، والأمور شرعت في الاتضاح، وزوجي قلت شتائمه، وحالي بدأ يتوازن وحياتي بدأت تصفو، تبلدت مشاعري تجاه أفعاله، ثم بعد أسابيع بدأت أدفع بالتي هي أحسن، وأعصر على لساني ليمونة صبر وأحتسب الأجر عند الله...

أخيرا بعد نصف عام، تغير سلوك زوجي بشكل أبهرني حقيقة، كأني أتزوج من جديد، الآن حقا تزوجت رجلا بحق، طاهر اللسان، طائعا للرحمن، نقي السريرة، لين الجانب، حليما كريما..

لست في حلم، فالله لا مستحيل معه والقلوب بين يديه يقلبها كيفما شاء..

والله على ما أقول شهيد

فسبحانك ربي ذو الجلال والإكرام..

بقلم: نزهة الفلاح

القصة السادسة عشرة: سبحان مقلب القلوب..

أنا فتاة سني سبعة عشر عاما، من أسرة فقيرة جدا، والدي يعمل بالخياطة في سوق عام، يفرش على الأرض ويضع آلة الخياطة ويستقبل الزبائن، لكن البلدية تضايقه ككل الباعة المتجولين، وتصادر المبيعات بين الفينة والأخرى، والله يعلم كم جعنا واقتطعنا من قوتنا ليقتني الآلة، لعل الله يكفينا شر الجوع والعري..

في الأسبوع الماضي، صادروا الآلة الأسطورة، وذهبوا بها لتكسيرها كعقاب لكل من تسول له نفسه البيع أو العمل في السوق بدون رخصة أو دكان له قوانينه..

فاجأني الخبر وأفجعني، ولكن الله بفضله ثبتني، وتذكرت السر الرائع الذي أنار حياتي منذ شهر بسبب صديقة لي جزاها الله عني خيرا...

فشرعت في الاستغفار والدعاء وتقوية اليقين في قلبي والتوكل على رب الناس واستمداد القوة منه والاستعانة به على بطش الناس...

بعد ساعات فاجأتني أختي بأن رئيس البلدية أمر بالإفراج عن الآلة دون سبب واضح، وأن والدي ذهب لاسترجاعها...

سبحان الله، بكيت فرحا وحمدت الله تعالى على كرمه، ودعوته بالرزق الكريم الذي يغنينا عن الناس ويكفينا بطش أي إنسان ..

فسبحان الله العلي الوهاب..

بقلم: نزهة الفلاح