عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2010, 07:48 AM
المشاركة 155
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
6 ـ كيف يتحمل الجمل سوء التغذية؟


الوسط الصحراوي ليس فقط حارٌّا وجافٌّا، ولكن يتميز بضعف المصادر الغذائية وضعف تنوعها الفصلي والسنوي، ولكن الجمل يملك تقنيات للتأقلم مع كل نقص قد يحصل في المكونات الأساسية للغذاء (
طاقة، بروتين، أملاح..).

وأثبتت عدة دراسات أن الجمل يتوفر على أعلى طاقة تحويلية للعلف ذي القيمة الغذائية الفقيرة مقارنة مع باقي الحيوانات المستأنسة الأخرى، والسر في ذلك هو بقاء الأكل مدة طويلة في مَعِدَاته.

6 ـ 1 نقص في الطاقة:


تعتبر الدهون الاحتياطية هي الشكل المركز للطاقة عند الثدييات، وفي الوسط الصحراوي تعمل الشحوم المختزنة تحت الجلد على حجز الحرارة ومنع تسربها خارج الجسم. وتتركز معظم الدهون عند الإبل في السنام، وخلال فترة الجوع والنقص في الغذاء فإن الجمل يستهلك هذه الدهون بسهولة، ويمكن أن ينقص وزن السنام من (90 ـ 0) كيلو غراما. ويؤمّن الخزان الهائل من الطاقة للجمل الصمود والتحمل ولو مؤقتًا على نقص مصادر الطاقة.

فمثلاً عند جمل يزن 750 كيلو غرامًا، يبلغ الخزان الدهني 150 كيلو غرامًا وتعرض 3 كيلو غرامات فقط من الدهون إلى الاستهلاك (catabolisme)، ويمد الجسم بـ 160 ميتاجول من الطاقة المتحركة، وهو ما يعادل حاجيات 8 أيام من العيش لجمل عطشان، أو 3 أيام لناقة في فترة الإدرار.

6 ـ 2 نقص البروتين:


أظهرت دراسة التصرف الغذائي للجمل أن له قدرة على اختيار النباتات الأكثر غنى من حيث الآزوت، ويتيح له شكله الخارجي (عنق طويل) الوصول إلى الأعشاب اليابسة من نوع أكاسيا (Acacia) وفصيلة البقوليات الغنية بالبروتين.

يتحول العشب في الجهاز الهضمي عند المجترات إلى الأمونيا واليوريا (Amoniac) واعتمادًا على هذه المكونات تعمل المكروبات في المعدة (Rumen) على صنع البروتينات. ويقوم الجمل بإرجاع اليوريا في الكلية بكمية وافرة حيث إنه يتخلص فقط من 1% في حالة نقص بروتيني (هذه النسبة تصل إلى 25% عند الخروف) مما يسمح له بمواصلة صنع البروتين.

6 ـ 3 نقص في الأملاح المعدنية:


يعرف الجمل بقدرة كبيرة على استيعاب كمية كبيرة من الملح، وبحساسية لنقص في هذه المادة في الغذاء، وهذا يفسر تفضيله للنباتات من نوع الحلفاء (halophytes) الغنية بالماء والملح، وللجمل قدرة فائقة على استيعاب الكالسيوم والفوسفور دون أدنى تأثر عند تعرضه للعطش، وتفسير ذلك جاء من دراسة اكتشفت أن تركيز فيتامين د (D) عند الجمل يضاعف 10 ـ 15 مرة ما هو عليه عند باقي المجترات (فيتامين د يلعب دورًا رئيسيٌّا في تركيز الكالسيوم في العظام)

تعتبر مادة النحاس أساسية للجمل حيث إنها تدخل في تركيبة إنزيم يلعب دورًا هامٌّا في حالات الالتهاب (ceruplasmine)، وعند نقص مادة النحاس فإن نسبة هذا الإنزيم في الجسم تبقى مستمرة، وذلك ناتج عن تفريغ الاحتياطي من النحاس المخزن في الكبد. نفس الأمر ينطبق على مادة السيلنيوم (selinium) مما جعل الباحثين يتصورون أن الجمل يستبق الأحداث فيخزن المواد الضرورية لأنشطة الإنزيمات.

7 ـ خصائص حليب النوق:


يتميز حليب النوق بلون ناصع وطعم يميل إلى الملوحة، وتفوق القيمة الغذائية لحليب النوق كلا من الأبقار والماعز، وتتراوح كمية الطاقة في الحليب ما بين 900 ـ 1000 كيلو كالوري/ لتر واحد من الحليب (
عند البقر تصل من 700 ـ 750 فقط).

كما أن حليب الناقة يضم مركبات ذات طبيعة بروتينية مثل مضادات التخثر ومضادات التسمم ومضادات الجراثيم؛ لذا فهو لا يتجبن بسرعة، ويكمن الاحتفاظ به طازجًا لمدة طويلة.

يتميز حليب النـــوق باحتـــوائه على نسـبة هائلة من البروتين مقارنة مع حليب البقر ويتشكل الكازيين (caseine) البروتين الرئيسي (70%) والألبيومين (albumin) 3.22% والجلوبيولين (globuline) 1.2%. كما يحتوي الحليب على كمية عالية من الأحماض الدهنية الذائبة (قصيرة التسلسل).

كما يحتـــوي حليب النوق على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والأملاح كفيتامين أ، ب، س، A,B,C، يشكل أعلى نسبة مقارنة مع باقي الفيتامينات، وهذا له أهمية بالغة لدى السكان في المناطق الصحراوية. حيث إن الرعاة الذين يعيشون على حليب النوق يتمتعون بالصحة والحيوية، أكثر من ذلك فقد عرف لحليب الناقة عدة خصائص علاجية.

فقد كان اهتمام العرب بحليب الناقة في علاج أمراض مستعصية، حيث عولجت به القرحة، والاضطرابات المعدية، فقر الدم، والربو...

وثبت علميٌّا جدوى استعمال الحليب في علاج أمراض كالسكري، حيث تم اكتشاف بروتين خاص ذي فعالية متشابهة مع عمل الأنسولين (Insuline) حيث توجد 40 وحدة من هذا البروتين في كل لتر من الحليب.

كما تبين أن مضادات الجراثيم الموجودة في الحليب تجعله ذا أهمية في التخلص من عصيات السل، وجراثيم الحمى المالطية (brucelose)

ماذا بعد النظر؟


إن كل ما توصلت إليه الدراسات العلمية بخصوص الجمل خلال السنين الأخيرة قليل من كثير؛ حيث ما زال يخفي العديد من الأسرار التي ربما ستنكشف مع الأيام. ولقد ورد في القرآن الكريم ما يقرب من 360 آية تثير في الإنسان دواعي التأمل والتفكر والتعقل، حتى إن علماء الكلام صاغوا قاعدتهم المشهورة: (إن أول الواجبات الدينية المفروضة على المسلم النظر) أول آية نزلت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سورة العلق: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ) والقراءة هنا ليست فقط قراءة نطق بالكلمات والمفردات والجمل، وإنما أيضًا قراءة تفكر وتبصر وفهم لهذا الكون ومحتوياته، وذلك لغرض اكتشاف ما يكتنفه من أسرار وآيات.

فالخطاب القرآني يعمل أولاً على تحريك فطرة الإنسان لاكتساب المعرفة، وثانيًا على استخدام ما لديه من قدرات (العقل) بغية الوصول إلى الحقيقة: وهي أن وراء هذا الكون العظيم المتناسق خالق بديع مقتدر وهو الله ـ سبحانه وتعالى. إذن الغاية هي معرفة الله بآثار صنعه، واستشعار عظمته وقوته بمشاهدة الإخلاص في عبادته، امتثالاً لقوله ـ عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات.

لذا فقد أشاد الوحي السماوي من القرآن والسنة بالعلم وأهله؛ لأن العارفين العاملين هم أكبر درجة وأرفعها عند الله، وخشيتهم لله لا تعدلها أية خشية؛ باعتبار ما يهديهم إليه علمهم بقول ـ عز من قائل: (
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَآء) (سورة فاطر).

فالعلم سبيل إلى الإيمان الكامل الصحيح، والذي يقود صاحبه إلى التقوى. فلا عجب أن نجد أن الله قارن بين العبادة وذكر الله من جهة، والتفكير والتدبر من جهة أخرى، مثل قوله ـ سبحانه وتعالى: (إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِى الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النار(ّ سورة آل عمران.

1 - le dromadaire et son elevage - par D.Richard (1985) - edit EMVT collection (Etude et synthese) CIRAD Montpellier, 162PP

2 - The camel (par R.T Wilson (1985) Edit longman, londres 223PP

3 - The desert camel - comparative physiologilcal adaptation par R.YAGIL (1985) Edt kalrger, BAKE 163 PP

4 - The role of the camel in Africa - A Literature review par R Mukasa - Mugerwa (
1979) edit ILCA - CIPEA Adis - Abeba 86PP

5 - The one humped camel in eastern Africa - par Schwartz et Droli (1992) Edit Wertag - weikersheim 282PP

6 - The racing camel - par Saltin et rose (1994) edit Acta physiological Scandinavia Stockholm 95 PP

7 - Guide de lelevage du dromadaire par Dr Bernard FAYE (
1997) CARAD EMVT - Montpellier 126PP

8 - Bovine and ovine middle east and north Africa Magasine n 4,7,10,13,22,24.




//


انتهى ..

مجلة الإعجاز العلمي