عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
5462
 
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبده فايز الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,902

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3512
01-19-2014, 03:43 PM
المشاركة 1
01-19-2014, 03:43 PM
المشاركة 1
افتراضي الهاء في القوافي! لـ/د. عمر خلوف
الهاء في القوافي



د. عمر خلوف
المصدر: رابطة الواحة الثقافية
الهاء حرفٌ ضعيف (مهتوت)، يشبه حروف العلّة، فله حكمه الخاص في القوافي.


فعلى عكس حروف اللغة الصحيحة الأخرى، لا يأتي روياً إلا بشروط. كما أنه يشابه المدود في صلاحيته للوصل.


وقد أشكلت الهاء في القافية على بعض شعراء العربية قديماً وحديثاً، فخلط بعضهم في قوافيه بين ما يصلح من الهاءات روياً، وبين ما لا يصلح له منها.


وروى ابن رشيق في عمدته شيئاً من ذلك فقال:


"وكثيراً ما يسقط الشعراء في هذا النوع، قال أبو الطيب:


أنا بالوشاة إذا ذكرتك أشبه ** تأتي الندى ويذاع عنك فتكره


وإذا رأيتك دون عرض عارضاً ** أيقنت أن الله يبغي نصره


فغلط في التصريع لأنه التزم فيه الهاء، ولولا ذلك لكان البيتان رائيين...




وقد وقع ابن المعتز في مثل حال أبي الطيب فقال:


أَفنى العُداةَ إِمامٌ ما لَهُ شَبَهُ ** وَلا تَرى مِثلَهُ خلقاً وَلَم نَرَهُ


ضارٍ إِذا انقَضَّ لَم تُحرَم مَخالِبُهُ ** مُستَوفزٌ لِاِنتِباهِ الجَزمِ مُنتَبِهُ


ما يُحسِنُ القَطرُ أَن يَنهَلَّ عارِضهُ ** كَما تَتابَع أَيّامُ الفُتوحِ لَهُ


ووقع بشار بن برد على تقدمه عليهما في مثل ذلك، فقال:


اللَهُ صَوَّرَها وَصَيَّرَها ** لاقَتْكَ أَو لَم تَلْقَها تَرَها


نُصباً لِعَينِكَ لا تَرى حَسَناً ** إِلا ذَكَرتَ بِهِ لَها شَبَها


[إِنّي لَأُشفِقُ أَن أُقَدِّمَها ** قَبلي وَأَكرَهُ أَن أُؤَخِّرَها]
ولا أعلم أن أحداً من العلماء تسامح في مثل هذا، بل هو عندهم عيب كالإكفاء" اهـ.




والقافية كما هو معروف، تنقسم عند العروضيين إلى: مُقَيَّدة ومُطْلَقة.




فالمقيّدة هي ذاتُ رويٍّ ساكن، تنتهي عنده القافية، ويتوقف فيه جريان النفَس.


أما المطلقةُ؛ فهي ذات رويّ متحرك، يجري به النفَسُ بحرفِ مدٍّ مماثل لحركته: (الياء للخفض، والواو للضمّ، والألف للفتح). وقد سمّوا المدَّ الناتج عن إشباعِ حركة الروي (وصْلاً).




ونظراً إلى أن الرويّ المتحرك قد يتصل بالهاء عوضاً عن المدّ، قرروا أن تكونَ الهاء حرفَ (وصلٍ) كذلك، تشبيهاً لها بالمدود، على الرغم من توقفِ النفَس عند هذه الهاء إذا كانت ساكنة، وعدم جرَيانه كما هو الحال في المدود.




فإذا تحركت هاء (الوصل) هذه، جرى النفَسُ بحركتها هي، لينشأ عنها أحد حروف المد كذلك، والذي أسموه: (خروجاً). وهو أقصى ما يمكن أن تنتهي به القافية من الحروف، ولا يكون (الخروج) إلاّ حرف مدّ.


وقد حكموا بأن الرويَّ المقيّد (الساكن) لا وصلَ له، وأن (الوصلَ) لا يسبقه ساكن!




ولكن ظهر بعد الخليل نوع من التقفية لم يكن لهم بها عهد، جعلَتْ ما قبل الهاء حرفاً ساكناً، غير المدّ أو اللين، تبدو فيها الهاء (صلةً) لحرفٍ ساكن. وهو ما لا يجوز عندهم. فاختلف العروضيين في تصنيف هذه القافية. فذهب بعضهم إلى أن الهاء هي الروي، وذلك على الرغم من كونها تخلط ما بين الهاءات الأصلية وغيرها، وأقرّ آخرون بأنها (صلة)، وذلك على الرغم من كون (الروي) قبلها حرفٌ ساكن.




وقد جعلتُ هذه المقالة صورةً تطبيقية لِما يمكن أن تكون عليه الهاء في القوافي، روياً أو وصلاً.




ولعلّي ألخص المسألة بداية في ثلاث قواعد شاملة:




أولاً: إذا كان ما قبل الهاء حرف مدّ ( ردْف)، فهي رويٌّ بالإجماع، سواء أكانت الهاء أصلية أم لا.


حيث تختلط الهاءات الأصلية بالفرعية في القصيدة الواحدة.




ثانياً: إذا سبقَ الهاء حرفٌ متحرك، أو ساكن، والتزم الشاعر الهاء الأصلية في قصيدته، كانت روياً.


سواء التزم الشاعر حرفاً قبلها أم لم يلتزمه.




ثالثاً: إذا سبق الهاء حرفٌ متحرك، أو ساكن، وخلط الشاعر بين الهاءات الأصلية والفرعية، لم تكن إلاّ صلة.


ووجب على الشاعر التزام حرفٍ للروي قبلها.




وما خالف ذلك يعتبر خطأ من الشاعر أو شاذاً إن وجد.






وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا