عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2014, 07:08 AM
المشاركة 20
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد أركون:
كتب الدكتور عبدالله عمر الخطيب حول موقف أحد اشهر الحداثيين العرب من القرآن الكريم فقال:
(..وظف أركون دراساته النقدية منذ مطلع السبعينيات من القرن العشرين لإعادة قراءة القرآن الكريم وتفسيره وفق مناهج النقد الأدبي الحديث، فنشر عدة دراسات نقدية وفق المنهج اللساني والسيميائي والتحليلي للقرآن الكريم، ثم نشر جميع دراساته في كتابه الموسوم "قراءات في القرآن" نشر سنة 1982م في باريس، وصدرت منه عدة طبعات، ثم استل منه دراسات، وعمّق البحث فيها ونشرها في كتاب عنوانه "القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني" أعاد فيه قراءة لسانية لسورتي الفاتحة والكهف، وقد بين في مقدمة كتابه الأخير الغاية من الدراسة وفق هذه المناهج "تحليل الخطاب الديني أو تفكيكه يتم لا لتقديم معانيه الصحيحة وإبطال التفاسير الموروثة بل لإبراز الصفات اللسانية اللغوية وآلات العرض والاستقلال والإقناع والتبليغ والمقاصد المعنوية الخاصة بما أسميته الخطاب النبوي"، ولا شك أن هذه الغاية سرعان ما تنهار في ثنايا الكتاب لينقلب الأمر إلى إقصاء متعمد للتفسير الموروث وتقصد إظهاره بصورة تشي بحماقة النص، وإعلاء القراءة الحداثية للقرآن وفق هذا المنهج..)*
و في مقالةة له ذات صلة قال :
(...
سورة الفاتحة نموذجا من الكتاب
يرفض أركون ابتداءً جميع التفاسير الموروثة لسورة الفاتحة، وينبه بأنه لن ينخرط في الخط التبجيلي الذي سار عليه عدد كبير من المفسرين، ولكن هدفه من إعادة التفسير لسورة الفاتحة هو أن تفسيره "أكثر بعدا وعمقا في المساهمة بتشكيل بعد ديني منفتح عن طريق مثال الإسلام ... دون أسبقيات لاهوتية، وسوف يعترض عليّ اللاهوتيون المحترفون زاعمين أنني أريد أن اختزل كلام الله إلى مجرد مشروع أنتربولوجي مهدد بالإغراء الوضعي".
وأسجل على قراءته لسورة الفاتحة جردة من المؤاخذات، أذكر منها:
أولاً: أزال عن القرآن الكريم ثبوته النصي والحرفي والكتابي، فادعى أن القرآن الكريم لم يثبت في عهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بل بقي الجدل في آياته ثبوتاً ونسخا وحذفا وسقطا حتى القرن الرابع الهجري، في اتفاق بين السنة والشيعة، لئلا تستمر المماحكة فتسقط آياته جميعها، وبهذا القيد الأول من جهته طعن في ثبوت النص الذي يدرسه مما سيمكن أي دارس من رفض قداسة الآيات على اعتبار أنها ربما لم تثبت.
ثانياً: ذكر بثمانية مبادئ ترتكز عليها سورة الفاتحة حال القراءة التفسيرية الكلاسيكية، وينظر إليها على أنها مسلمات ثم ختم المبادئ بتعليقه "ينبغي أن نعلم أن هذه المبادئ الثمانية مارست دورا موجها يتحكم بكل مجالات الفكر العربي – الإسلامي حتى مجيء عهد الأيدولوجيا الاشتراكية – الماركسية، واليوم تحصل قطيعة فعلية مع هذه المبادئ، ولكن غير مرفقة بقطيعة نظرية".
والمشكل أن نعلم أن من هذه المبادئ التي يسعى أركون لخلخلتها، المبدأ الأول: الله موجود، والثاني: لقد تكلم لجميع البشر باللغة العربية وآخر مرة لمحمد، المبدأ الثالث: لقد استقبل كلامه أو جمع في مدونة موثوقة هي: القرآن.
ثالثاً: عند تفسيره الألسني لكلمة "أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم" وظف المنهج الألسني الذي أحال المعنى المقصود في الآية إلى معنى بعيد جدا "إن أداة التعريف لها وظيفة التصنيف
في التراكيب اللغوية التالية:
الصراط المستقيم، الذين أنعمت عليهم/ المنعم عليهم، المغضوب عليهم، الضالين، فهذه التراكيب هي عبارة عن مفاهيم أو أصناف أشخاص محددين بدقة من قبل المتكلم، وقابلين للتحديد من قبل المخاطب، عندما يصبح بدوره قائلا أو متكلما"، وقد ورد في هامش الكتاب ما يؤكد المعنى المراد عند أركون بأن المغضوب عليهم والضالين هم أشخاص محددون في مكة معادون للرسالة الجديدة؛ نأى القرآن نفسه عن ذكرهم بأسمائهم، مستخدما سمة تجريدية عمومية.
رابعاً: إعلاؤه من قيمة التفسير التأويلي/ الباطني، الذي يتيح للقارئ – بحسبه - فضاءات وخيالات يمكنه استكناه بواطن المعنى من النص القرآني لسورة الفاتحة. "النسق التأويلي أو الباطني وهو الأهم"، ومن خلال هذا النسق راح يغرب في تفسير آيات سورة الفاتحة تغريبا صوفيا روحيا لا يمت للقرآن بخيط:
" الحمد لله ... الرحيم .. يحيلنا إلى علم أصول الأنطولوجيا
مالك يوم الدين ... يحيلنا إلى علم الأخرويات
إياك نعبد .. يحيلنا إلى الطقوس والشعائر
إهدنا الصراط المستقيم يحيلنا إلى علم الأخلاق
صراط الذين أنعمت عليهم .. يحيلنا إلى علم النبوة
غير المغضوب عليهم ... يحيلنا إلى علم التاريخ الروحي للبشرية") **

و من آراء اركون هذا عن القرآن:
- (يتكلم عن صحة القرآن و ثبوته باعتباره أنه مجرد فرضية. )***
- ( يصف أركون قصة أصحاب الكهف بأنها أساطير.) ** **
_____________
*مقالة للدكتور عبدالله عمر الخطيب بعنوان (
الحداثيون وقراءة النص الشرعي(1) ،الراصد:http://alrased.net/main/articles.asp...rticle_no=5752
**مقالة للدكتور عبدالله عمر الخطيب بعنوان ( الحداثيون وقراءة النص الشرعي(2)
،الراصد:http://www.alfetria.com/forum/showthread.php?t=1253
*** و *** *
الانحراف العقدي في أدب الحداثة و فكرهان،ص:1117

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا