أنا رغمَ جلجلةِ الأسى المِلحَاحِ
يا بدرُ لم يدر الورى بِنُواحي
يا بدرُ ليسَ سِوى الجمالِ بِخَافقي
شجني الحرونُ ومعزفي وصُداحي
نجواهُ أجنحةُ اليمامِ تَطُوفُ بي
فوق السَّحابِ بِغُدوتي ورواحي
هدهدتُ رغمَ الحزنِ فيه مشاعري
وملأتُه من صبوتي ومَرَاحي
وسفحتُ في أشجانه من لوْعَتي
وسكبتُ في موَّالِه أتراحي
وسخرتُ من دنياي كيف أبثُّها
وجعي وما في القلب غيرُ جراح
وأنا الذي نظمَ الجراحَ جواهراً
وعزفتُ بالشكوى أسى الأرواحِ
آمنتُ بالأقدارِ في جرَيَانِها
ما كنت في حكم القضا باللاحي
أسلمتُ أمريَ للإلهِ فما أنا
في الكونِ إلا ذرَّةٌ بِرِيَاحِ
إنْ مِتُّ مِتُّ وفي شفاهيَ بسمةٌ
وإذا حيِيتُ ففي رِضَا وسَمَاح
أنا في رِحَابِ الله مهجةُ ناسكٍ
يقْظَى تفوحُ بعطرِهَا الفوَّاحِ
الحسين الحازمي
25/2/1435هـ