عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2013, 09:26 PM
المشاركة 5
محمد اندبها
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله
اخي الفاضل أيوب صابر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مداخلتك طيبة وسأستعين بأقتباس ماتفضلت به
مرحباً بك استاذ محمد
أهلاّ بك اخي الطيب ....
موضوع غاية في الأهمية وقد حاولنا قبل وصولك طرحه للنقاش اكثر من مرة ولم يكن هناك سوى تفاعل طفيف وأظن ان ذلك يعكس عمق أزمة الكتاب ولا شك ان الانترنت وانتشار اجهزة الاتصال الذكية والانشغال بها واحدة من اهم الاسباب
.

بالتاكيد اخي ايوب فملتقي مثقفين مثل هذا المنتدي
مميزين أعتبرهم الصفوة
المُتاحة هذه الأيام ...
لا يمكن أن يغفلوا عن مواضيع تعالج الشأن الثقافي
وتبحث بعُمق الأسباب والمسببات التي تؤدي وأدّتْ الي تردي
عزوف المجتمع العربي عن النهل من الكتاب بالقراءة
ومصالحة الكتاب ليكون رفيق فعلي لهم ....
وبالتالي اعلم انه لا تقصير من جانبكم ولكن هكذا هي
الحالة العامة للمثقفين العرب في أنهم يأسوا من ايجاد حلول
لمعُضلات متشعبة الأسباب وغير واضحة المعالم
من ضمنها القراءة ومصالحة الكتاب والأهتمام به .....
فأصبح العزوف حتي عن مناقشة الموضوع بِصِفته العامة
وتحريك اوصال الأجراس لتُنبه ان هناك تقصير
وضعف وتشتت في العقل العربي ....
وما موضوعي هذا الا حجر القيته في بِركة ليُحرك الساكن ....
لكن اتصور ان السبب يكمن في غياب الوعي بأهمية الكتاب كمصدر مهم للمعلومة الصحيحة والمدققة . فغياب التحرير والتدقيق والتصحيح في الانترنت يجعل الانترنت مصدر غير موثوق به للمعلومة هذا من ناحية .
ومن ناحية اخرى يمكنك ان تنشر كم هائل من المعلومات والافكار وغيره من الابداعات على صفحات الانترنت ولكن لن يكون لها وزن حقيقي الا اذا ما دونت في كتاب يصبح مرجعية لا يمكن ان تضيع الا اذا أحرقت مكتبة الاسكندرية من جديد
.
نعم اخي عدم وجود الوعي بأهمية الكتاب كمصدر موثوق
وإستبداله بأشباه الكُتب ...لأسباب من ضمنها
اولاّ وجب ان نحدد حتي نوعية الكُتب
وثانياً الحالة العامة للقارئ العربي
وثالثاً التنشئة والبيئة المُصاحبة للقارئ العربي
بالنسبة لنوع الكُتب المُتاحة والأكثر تداولاً من باب
الرجوع اليها بين الحين والحين وأعتبره الأكثر اهتماماً من القُراء البسطاء الغير مؤهلين اكاديمياً ...
هو القرآن الكريم
علي اعتبار انه كتاب مُقدس

وتأتي قدسيته انه كلام الله سبحانه وتعالي
وبالتالي هناك حافز للقراء
او المجتمع العربي المسلم بصفة عامة
لقراءته والأستمتاع بما فيه مع وجود الأجر والثواب ...
اما بقية الكُتب الأخري سوي العلمية او الثقافية الاخري
أصبحت محصورة بقُرّاء متخصصين
وفي أماكن ثابته مُحددة المعالم
ولفترة معينة فقط لأجازة منهج
معين وبعدها تنتهي عملية القراءة
والنوع الأخر من الكُتب هو الخاص بالثقافة العامة الشاملة
الأدبية ...وهذا النوع بالذات هو الذي يصيغ شخصية القارئ
ويوجهه اينما يريد ويعطيه من الحلول والطُرق والمفارق
التي تصنع تكوينه الشخصي الفكري ....
هذه النوعية اخي الفاضل كانت فيما سبق منهل من مناهل الثقافة
العامة الشائعة حتي كُنّا نري الكُتاب
والعلماء حينما يصدرون طبعات
جديدة يتم تلقفها بسرعة غير طبيعية ...
فالكل كان ينهل مما يتحصل عليه
وحتي الذي كان لا يملك ثمنه ...يقوم اخر بشراءه وتلاوته امامه
بمعني الكل مستفيد مما في بطون الكُتب والمصنفات ...
وكما تفضلت ان دخول العالم الأفتراضي والكتابة الألكترونية
جعلت من الكُتب الملموسة الحقيقية الموثقة تنزوي في ركن
من اركان المكاتب سوي في
الساحات العامة او البيوت
ولا يقترب منها احد ....
فأصبح الكل يلث عن اختصار او اسم او معلومة تفي بالغرض
دون الغوص في كيف واين ولماذا ومتي حدثت الحادثة ...
من هذا الباب بعُدتْ الشُقّة بين القارئ والكتاب ...
فأصبحت ثقافتنا هزيلة مليئة بالاخطاء والرسائل المدسوسة
والأهداف المُبطّنة للكاتب ....أو الناقل ....
والسؤال كيف يمكن تنفيذ حملة تثقيفية بأهمية الكتاب؟؟؟
*
هذا السؤال صحيح ومهم علي اعتبار
انه يختصر ما نريده
بالضبط....
فالوسائل المفترض اتباعها للعمل
علي تنشيط وتحفيز الفكر العربي
علي الأقل للمتبدئين في المجال الثقافي
ونصحهم بأتباع السُبل الحقيقية
في التحصيل وهو الجلوس وأحتضان الكتاب
والدليل علي ذلك ردك الطيب الذي اعجبني علي احد الأعضاء حينما استفسر عن كيفية ان يكون
مُثقف وبأي طريقة تكون ناجعة لحصول المُراد ....
فما كان منك اخي الا ان نصحته وقلت له عليك بالقراءة
ثم القراءة والتكرار ثم القراءة عندها
يصبح لديك قاعدة تستطيع بها
فهم ماتريده في اي مجال سوي ثقافي عام او علمي تخصصي
فالمُحب للقراءة والتثقيف لا يمِلّ الجلوس صُحبة الكتاب
هذا هو المطلوب اخي هو النُصح والأرشاد والأيضاح
بشتي الطُرق والوسائل وإفهام افراد المجتمع بأن الكتاب
هو اصلح في ايجاد الركائز الحقيقية الغير
مشوشة او مُبهمة او متشابهه
وبيان ان الكُتب الألكترونية بما فيها من فوائد ايضاً
الا انها لاتشعِرك انك متمسك بزمام ما تقرأه
وايضاً سهولة تحريفه وتغييره وتعديله
وبالتالي المعلومة تصبح متغيرة بأستمرار ....
اما الكتاب او المُصنف يبقي علي حالة
بمعلوماته وأبجدياته وحواشيه .....
وهذا لن يحصل الا اذا انبري الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي
من التركيز علي النُصح والأرشاد والتوضيح والمقارنة
بين المعلومات الجاهزة المبتورة وبين ما يكون تحت الأيدي
وإني اعلم تمام العلم ان المجتمع العربي
نقصت عنده خاصية متابعة ما تخطه اقلام الأدباء
وذلك لأسباب .....كثيرة جعلت من المثقف والأديب
يفقد المصداقية لمواجهة القارئ لقراءة نتاجاته
تحياتي لك اخي الأستاذ ايوب
وللحديث بقية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيك... اندبها