الموضوع
:
[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
عرض مشاركة واحدة
09-03-2010, 10:45 AM
المشاركة
20
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Dec 2009
رقم العضوية :
8249
المشاركات:
29,962
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[
عنوان الزاد
] :
-------------------------
(
التعامل مع الدنيا
)
.........................
إن تعامل الناس بالنسبة إلى الدنيا، على نوعين :
هناك قسم توطدوا بالدنيا ، ورضوا بالمتاع العاجل .. وبتعبير القرآن :
{
اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا
} ..
وهناك قوم انقطعوا إلى الآخرة ، وأهملوا الدنيا ؛ أي لا يشتغلون للدنيا ، فهم غير فعالين فيها، ويغلب عليهم الذكر اللفظي مثلا ، ولا يبالون لا بمجتمعهم ولا بأسرهم ..
وهذه أيضا حالة مرفوضة.
إن الكلمة الفصل في هذا المجال لأمير المؤمنين علي ( عليهِ السلام ) :
(
إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
) ..
إنه تعبير رائع جدا !.. فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات ، لتثبيت دعائم الحياة المادية .. والمؤمن من اهتماماته في الدنيا ، أن يجمع مالا وفيرا ، ليوقف بها أمرا ماديا ، يكون له زادا في عرصات القيامة ..
(
إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له
) .. من هم أصحاب الصدقات الجارية ؟.. هم أصحاب المال ؛ فالمؤمن الفقير : رأس ماله الدعاء ، والصبر .. أما المؤمن الغني : هو الذي بإمكانه أن يبني ما يكون له صدقة جارية ، وأن يتكفل الأيتام .
فإذن ، إن الدنيا مزرعة الآخرة ..
في عالم الزراعة : كلما اتسعت رقعة المزرعة ، كلما زاد المحصول .. وكلما زاد المحصول ، زادت الزكاة الواجبة لذلك المال .. وبالتالي ، فإن الدنيا إذا أصبحت في يد أمثال سليمان ، تصبح نعم العون على الآخرة !..
إن الإمام علي ( عليهِ السلام ) يقول : (
واعمل لآخرتك ، كأنك تموت غداً
) ..
إن المؤمن قد لا يخشع في صلاة الصبح ، وقد لا يخشع في صلاة الظهر ؛ لأنه يكون في قمة الانشغال اليومي .. أما في خصوص صلاة العشاء ، فإن لها حالة خاصة .. وذلك لأن الإنسان عندما يصلي صلاة العشاء ، يصلي صلاة المودع ، فهي آخر فريضة لهذا اليوم ، وبعدها سوف ينام ، والله - تعالى - يقول في كتابه الكريم :
{
اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
} ؛ فالموت والنوم أخوان قريبان ..
من أين للإنسان الضمان أن الله يرجع له الروح بعد النوم ؟.. ولهذا عندما يستيقظ من النوم ، يخر ساجدا لله ويقول : (
الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني ، وإليه النشور
) ..
فالعبارة حقيقية !..
إن بعض الحجاج - مع الأسف - يحجون حجة ، هم لا يرضون بها ، على أمل الحج السنة المقبلة !..
من قال أنه سيوفق لذلك ؟.. لذا عليه أن يحج حجة مودع ، وفي ليلة القدر كذلك عليه أن يقوم بأعمال مودع .. ومعنى قول الإمام علي ( عليهِ السلام ) : (
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
) بعبارة أخرى : ( ليس الزهد ألا تملك شيئًا ، ولكن الزهد ألا يملكك شيء ) ..
مثلا :
هناك فقير له عصا وله سبحة ، ولكن قلبه متعلق بهما ؛ فهذا الإنسان عابد للدنيا ..
وهناك إنسان آخر عنده مصانع كثيرة ، ولكن قلبه غير متعلق بها ؛ فهذا الإنسان زاهد بالدنيا .
3 / 9 / 2010
رد مع الإقتباس