عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2013, 05:50 AM
المشاركة 19
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الحادية عشرة

عادت سلمى في الحافلة إلى بيتهم وهي مسرورة بإنهاء الامتحانات بخير... نزلت من الحافلة وانطلقت ورفعت رأسها لتقطع الطريق، فإذا بها ترى جمال وهو يبتسم وينظر إليها ونظراته ذات مغزى... خفضت رأسها، واهتز قلبها ورفرف من جديد... تصنعت عدم رؤيته فانطلقت ...

فناداها باسمها... التفتت إليه فقال باسما:

كيف حالك أختي؟

فقالت وهي مستعجلة: الحمدلله..

فقال وهو يركز عينيه عليها، وهي تخفضهما، لكنها تحس بالليزر ( النظرات) يخترق قلبها: أين اختفيت منذ زمن طويل، قلقنا عليك..

فقالت بحزم: لا داعي للقلق.. انشغلت بدراستي...

أحبط جمال من ردها، ومن إصرارها على غض بصرها...وعلم أنها لا تهتم لأمره وأيقن بفشله الذريع في استمالتها...

فقال في برود: وفقك الله..

فقالت في برود أكبر: آمين، السلام عليكم...

ثم انطلقت، حتى أنها لم تترك له المجال ليرد التحية..

وصلت إلى بيتهم، هدوء كالعادة، استفزها للبكاء... أحست بمشاعر مختلطة.. هل هذا حب أم مجرد إعجاب؟ ماذا يريد مني هذا الرجل؟ ألم أختف من حارتهم، إذن فليتركني وشأني... ألا تكفيني مشاكلي.. رباه ارحمني ...

توضأت وصلت ركعتين وبكت طوييلا في السجود، دعت الله أن يحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن...

وصلت استخارة، راجية من الله أن يريها الخير، وإن كان هو نصيبها، فليظهر منه ما يؤكد ذلك..

مرت أيام وقد انتهت الامتحانات وبدأ القلق وانتظار النتائج...

سافرت أياما عند خالتها في البادية لتغير الجو... لكن نظرات جمال كانت تلاحقها..

تحاول تجاهل الحوار الذي دار بينهما، والاهتمام المميز والظاهر..

ذهبت مع ابنة خالتها لتطلع على جمال الحقول قبل الحصاد مباشرة... فسرحت بنظرها بعيدا وبقلبها أيضا، إنها تحتاج للحب، تعبت من جفاف حياتها وقحولة مشاعرها، تتوق نفسها إلى زوج يتفهمها، ويغرقها في الرومانسية وتشعر معه حقا أنها أنثى... وليست عسكريا يذب عن حرمته في كل وقت ...

مرت أيام بعيدا عن كل شيء، سوى حياة بسيطة برائحة الفطرة الرائعة..

عادت أخيرا، وبينما هي في محطة الحافلات.. إذ تسمع أحدهم ينادي: جمال... جمال

التفتت بسرعة راجية من كل قلبها أن يكون هو... فوجدت شابا آخر ...

أما جمال فندم على خطوة باردة كلفته اختفاء سلمى... يحس بشوق لمرورها من هنا...

أين تلك الأيام التي كانت تمر فيها بشكل يومي... بحجابها الساتر وحيائها الباهر والنادر..

تذكر صديقته، التي لا يعلم عنها أحد شيئا...فاحتار في أمره... هل يسير في هذا الطريق ... لخطبة فتاة مميزة نادرة ، ويخلف وعده لمن سلمت له عرضها هدية.. وضحت لأجله أربع سنوات على أمل الزواج.. هل يطوي صفحة لم تعد تروقه... فتاة يراها مرة في الأسبوع، يعتبرها ملكه، ظن أنه يحبها، لكنه اكتشف أن هناك طريقا نقيا يستحق التفكير حقا...

احتار في أمره.. ركب الحافلة وانطلق نحو فتاة متعلقة به في جنون تحلم بالفستان الأبيض معه واستقرار حقيقي بقيادته...

مرت عشرة أيام... ظهرت النتيجة أخيرا... نجحت سلمى بميزة جيدة...

وجاءتها البشرى أنه تم قبولها لاجتياز امتحان ولوج كلية الصيدلة...

فسعدت جدا بالخبر.. وانطلقت نحو فرح تبشرها...

فرح التي فرحت كثيرا للخبر، وطلبت منها البقاء مكانها لدقائق ريثما تجلب بعض الأكل من البيت...

جلست سلمى في الكرسي بجانب درج البطاقات والنقود... وأمسكت بجريدة تقرأها، وبينما هي كذلك...

إذ سمعت صوتا اهتز له وجدانها... إنه جمال بطلعته البهية..

ملحوظة: وصلني أكثر من مرة سؤال، أو شبه تأكيد أني صاحبة القصة، أي نعم أصف الأمور بدقة كبيرة لكن هذا لا يعني أني عشت هذه التجربة،أعرف طرفي القصة ، واستأذنت قبل الكتابة، لأن القصة فيها الكثير من الأمور فائدة وعبرة وأيضا تأكيد على أمور مهمة عن الحب...

شكر الله لكم ورضي عنكم

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح