الموضوع
:
حافية على جسر طبرية -رواية
عرض مشاركة واحدة
11-18-2013, 03:54 PM
المشاركة
22
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
تاريخ الإنضمام :
Aug 2009
رقم العضوية :
7565
المشاركات:
238
11-
فيلا الندى
دلفت ديان من باب فيلا كتب
عليها فيلا الندى ..ثمة حفلة صاخبة الليلة ..انه عيد ميلاد ندى الليثى
العشرون..هى تعرف مسبقاً...كان الباب مفتوح على مصرعيه لدخول الضيوف ..يقف
بجانبه
حارس عجوز هتف فى فرح
ست داليا ..حمد الله على السلامة
تجاهلته ديان حتى لا تثير شكوكه.. لاشك ان
الشبه بهذه الداليا شديد..تبغى القاء نظرة لا اكثر و
ربما حالفها الحظ وتحلت
بشئ من الشجاعة وعرفتهم بنفسها ..هذه الشجاعة التى لم تواتها منذ
عشر
سنوات جاءت اليهم بقلب مكسور ورحلت بقلب اشد انكسارا اما اليوم فقلبها
مجبور على
الدخول لحياتهم ..ليس هناك انكسار فى حياتها بل سوء حظ واختيار
لأن كان به شئ من العاطفة
وهى لم تأتى اليهم تحمل شيئاً منها بل قلب اسود
سواد الليل الحقود
فى هذا المكان يسكن شخصان احالا حياتها
جحيماً..احدهم سرق احلام حياتها منذ سنوات بعيدة
والاخر سرق احلام فرحها
منذ سنوات قليلة..احمد الليثى وداليا الليثى ترى من تكرهيه اكثر ديان
همست
لنفسها وهى تتكئ على الجدار ترقب الحفل الذى اقتصر فقط على عدة فتيات..شعرت
فى
مكانها انها منبوذة ليس من الان بل منذ ولادتها..لم تشارك يوماً تلك
الضحكات..لم تتذوق فى عيد
ميلادها العشرين طعم الحلوى ولم تحصل على هدية اى
هدية تافهه..كانت تلتهم الحضور بنظرتها
التهاماً وقد دمعت عيناها بحرقة
وتوقف فى محيط عينيها مما اعطاها لمعة مخيفة تراقصت فيهما
اضواء الشموع وهم
يطفئون تورتة عيد الميلاد..كان بداخلها تنيناً غاضب ينفث النار بتؤدة
فيحترق صدرها احتراقاً
.
كم تمنت لو أن معها ذاك الكلاشينكوف الذى
حملته إبان خدمتها فى جيش الدفاع لتفرغهم فيهن
جميعاً..اسعدتها الفكرة
وابهجها منظر الدماء فى مخيلتها فاستعادت روحها وعزيمتها على
الانتقام
..
اخذت طبق من الحلوى وبعض العصير وجلست فى ركن هادئ تأكل بتلذذ وترتشف
العصير ببطء
داليا..اخترقت تلك الصرخة الممزوجة بالفرع
أذنها وفتاة بثوب دانتيل ابيض مكلل ببتلات الورود
الحمراء تقترب منها وفى
يدها كاس من العصير ..انكسر الكوب عند قدمى ديان والفتاة تهز
شعرها الاسود
الطويل الناعم فى غير تصديق
من أنت
ثم تحدق اليها فى ذهول تشبيهن داليا كثيرا ..لكن لست داليا
نهضت ديان فى لحظة وهى تواجه ندى بقوامها الممشوق وخزتها فى صدرها رياح حقود وهى
تحسد جسد اختها الجميل وبشرتها الخمرية
قالت فى بساطة
داليا قريبتى
هزت ندى رأسها فى استغراب فيما معناه فنحن ايضاً اقارب ولم ارك فى حياتى قبلا
-
ديان انا قريبة لكم من امريكا ..اعتذر عن اقتحامى للحفل هكذا لكنى ابحث عن عائلتى منذ فترة
بعيدة
-
عائلتك
..
تمتمت ندى بذهول وقد تجمعت رفيقاتها يثرثن بهمس عن تلك الزائرة الغريبة
التى ظنت
ندى بداية انها داليا ابنة عمها مضيفة الطيران التى تسافر دوماً
اغتاظت ديان من النظرات الفضولية فهمت بالرحيل
وهى تقول فى ياس وتهز كتفيها فى لامبالاة
يبدو انى اخطأت التقدير..اعتذر
ولن ازعجك بعد اليوم.اومأت برأسها برحكة مسرحية مدربة
وادات ظهرها
-
انتظرى صرخت ندى وهى ترقب تلك الزائرة الغريبة ترحل
امسكت بذراعها فى لهفة وهى تكرر عبارتها
من انت ..ما اسمك ..لم اتعمد مضايقتك ...من انت
قالت ديان بهدوء
ديان اللليثى ثم قالت الحروف بطريقة بطيئة متعمدة
ديان احمد الليثى
تركت ندى ذراعيها وصدرها يعلو ويهبط وهى تصرخ مستحيل
توقفت الموسيقى ولم يعد سوى الهمس والثرثرة
وعينيى ندى المتسعتين فى غير تصديق
وذهول بينما تعلقت عينيها بمن يقف خلف
ظهر ديان فى تلك اللحظة وهى تهمس وتشير الى ديان
وتغمم
بابا ..من هذه
لم يكن احمد الليثى يقف وحيدا فى هذه الحظة التى استدرات اليه ديان
بل وقف بجواره عامر الليثى ابنه بشعره الحليق
وطوله الفارع وهو يحدق فى ديان بعدم تصديق
ثم يمسك بذراع ديان برقة وهو
يقودها بعيد عن الاعين الفضول لغرفة مكتبية
دعاها للجلوس وهو ينتظر ابوه الذى رتب على وجنة ندى بشئ من الحنو
ثم دخل مكتبه..ازداد فى اللحظة سنوات فوق سنوات عمره
رد مع الإقتباس