عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2013, 04:39 AM
المشاركة 13
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة السابعة

أوت سلمى إلى فراشها، وهي تفكر في النظرة الغريبة التي لفتت انتباهها، ترى لماذا كان مهتما بي رغم أنه لا يعرفني؟ تراي جميلة ومميزة إلى الدرجة التي تجعله ينظر إلي هكذا؟ ....

احتارت ولم تجد جوابا، لكنها أحست بشيء يداعب قلبها المقفل والذي تحفظه من كل مؤثر يمكنه أن يحرك حاجة دفينة للحب والاهتمام والرعاية....لاسيما في بيئة قاحلة، لم تعرف فيها حب أب ولا مدح ولا تشجيع من أم... وحدة وهدوء وملل لولا علاقتها بالله ثم بالناس وشغلها فراغها ....

مر اليوم التالي عاديا في الجامعة بين محاضرات وتحضيرات في خزانة الجامعة مع زميلتها المقربة...

ثم غداء في مطعم الجامعة... ثم آخر حصة في التطبيقات العملية لمادة البيولوجيا الحيوانية وتشريح فأر أبيض ...

كل هذا واهتمام البارحة لم يفارقها، أشعرها بنوع من السرور رغم صعوبة بعض الأمور، لاسيما وأن التشريح ختم بنقطة سيئة نظرا لأنها في سهو منها أتلفت بعض الأعضاء الداخلية للفأر خلال القص...

وأخيرا خرجت من القاعة وتخلصت من الرائحة النتنة، وتوجهت إلى محطة الحافلة...وصلت أخيرا بعد ساعة من الزحام إلى الحارة، وهاهو جمال يطل برأسه مترقبا، وما إن رآها حتى اختفى داخل الدكان، أكملت طريقها نحو هدفها اليومي... وجدت أخت فرح تحل مكانها، فسألتها عنها، فعلمت أنها في المستشفى نظرا لأن الألم لم يتوقف، وأنها فقدت جنينها... بسبب تهور زوج لا مسؤول بضربات يومية لا إنسانية..

جلست قليلا للتفكير، ثم قررت أن تزورها في الغد ... وانطلقت لجلب الجداول من دكان جمال...

هاهي قادمة، هكذا قال جمال لنفسه وقلبه يضرب بسرعة ثلاثمائة نبضة في الدقيقة :p ولكنه مسيطر تماما على انفعالاته، جلس وأمسك كتابا .. وجلس يقرأ متصنعا الاهتمام وعمق التفكير والرؤية...

هاهي وصلت أخيرا، وألقت السلام فرد السلام وقام من مكانه مبتسما وقال: أهلا أختي سلمى..

فقالت له: هل جهزت لي الجداول التي اقترحت البارحة؟

فقال برزانة متصنعة ونظرة عميقة ذات مغزى متناسيا مكان الأوراق: جداول آآآ جداول ...

نعم أظنني جهزتها... لحظة..

وشرع في البحث عنها، ويقول: أين وضعتها يا سامي ( يقصد أخاه) أين أين مممم ...

لا أعلم أين وضعها أخي لكن أظنها جاهزة، أيمكنك الانتظار قليلا؟ سيأتي بعد قليل..

وبدأت الحكاية ....

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح