الموضوع: قصاصات ملونة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2013, 11:04 PM
المشاركة 123
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شعبى الأعزل يقتلونه، ويقتلعونه، وينسفونه، ويبعثرون أشلاءه عبر وديان الأرض وجبالها.. مطر مطر مطر.. فلأقتُل، ولأمت بعد ذلك.. تهاوت الجدران، وتعالى الصراخ، والمطر ينهمر، وأفواه القرب تتقيأ أحشاء السماء يمجموعها على المدينة المجرحّة المسكينة، المدينة المعشوقة المنتهكة فى المطر، وفى الليل، المنتهكة فى الضحى وفى الظهيرة، فى الصحو والغيم والعاصفة والسكون.. بكيت صامتاً.. ووجهى تضربه الريح والمطر.. جزعت على أخى القتيل، وجزعت على أهلى القتلى، وجزعت على صحبى، وأمّى، وجزعت حتى على من قتل فى تلك اللحظات، ومن سوف يقتل.. والمطر يدق النوافذ، والأبواب، يريد أن يخترق البيوت والمغلقات والأعماق، يريد أن يجرى أنهراً فى الحنايا والخفايا، مهدداً بالموت، ومنقذاً من الموت من احب، من سوف ألد.. مؤذناً بحياة تضطرم وتصطخب وتتناسل سراً وعلانية.. أيها المطر! أيها الفجر الأسود الذى لا ينبلج! أيتها الساعات المحمّلة بالهدم والردم.. بالأنقاض والخرائب، أيها الصباح المحشرج بسيول الدم التى ستدفق يوماً، وغداً، وبعد غد، والسنة القادمة، وما أنفكت تدفق عبر خمسين سنة من صراع، وجراح، فى كل ساعة من ساعاتك الثقيلات الباكيات.
جبرا إبراهيم جبرا - البحث عن وليد مسعود


مودتي


.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....