عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 07:20 AM
المشاركة 18
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخ الفاضل .. إيهاب ..
علمتَ هذا الكلام لكنك لم تفهمه فجاء ردك يفوح بالكِبر والمغالطات
ليتك تفرغ نفسك وتدعك من الإهتمام بشخص صاحب الموضوع والحكم على نواياه , فليس هذا من السنة التى تدعى الإنتساب إليها ..
هذا أولا :
وثانيا : ما تسميه كبرا ومغالطة جاء فى رد متخم بأدلته من السنة وآثار السلف الصالح , وسبق أن نبهتك أنك بإقرارك بالإنتماء للعقيدة السلفية وبدعية معتقد الإخوان , فهذا لا يجعل بيننا خلاف فى الأصول أساسا , ولكن فى طريقة التصدى لمجمل البدع , وقد جلبت الأدلة من السنة والسلف على عدم جواز مناصرة أصحاب البدع بأى حال ولو كان فى مواجهة أصحاب بدعة أخرى ..
بل السنة هى التصدى للجميع
الإخوان كانوا من أوائل من أفتتحوا مراكز إسلامية في الغرب حين هاجرت كوادرهم بسبب القمع
في القرن الماضي وهذه المراكز دخل بسببها -وما زال- ألاف من نساء ورجال الغرب إلى الإسلام
و والله لو لم يكن لهم إلا هذه لنفي التهمة التي كتبتها أنت فوق لكفتهم ! -وهل حروب المستشرقين
واليهود والنصارى سعت لإدخال الناس في الإسلام أم إخراجهم ؟؟؟!!!

هذه هى المغالطات بعينها أيها الأخ الكريم ..
فأولا : هل لعملهم الصالح الذى تدعيه لهم فى الدعوة للإسلام يبيح لهم بدعتهم , ويبيح لك إقرارهم عليها يا ترى ؟!
وليتك تخبرنا يمنهج السلف فى هذا الأمر , لأنك فيما يبدو غفلت عن قول ابن تيمية والأئمة فى شأن المعتزلة الذين تصدوا بالجدل والمناظرة لفلاسفة اليونان والغرب فى العقيدة فهزموهم وألزموهم وكان هذا الفعل من حسناتهم التى لم ينكرها عليهم علماء السلف , لكنهم أبدا ما أقروا منهج المعتزلة بكامله نظير أنهم كانوا سببا فى هداية الآلاف للإسلام بسبب مناظراتهم وجهودهم ضد فكر اليهود والنصاري , واستمروا فى تصنيف كتب الفرق للرد على كافة ضلالات المعتزلة ومنهجهم القائل بحاكمية العقل على النصوص
فهذه نقرة وهذه نقرة أخرى ..
وثانيا : تقول أنه لو لم يكن للإخوان إلا هذا الفعل لكان هذا مبررا لتبرئتهم من التهمة التى وجهتها إليهم ..
وهذه تناقض غريب , لأنك فى سابق ردودك أقررت معى أن ما عليه الإخوان من معتقد هو معتقد بدعى مخالف للسنة فكيف تأتى الآن وتسميها تهمة ألصقتها أنا بهم ظلما ..
أم أنك يا ترى تقصد تهمة الإرهاب فليتك توضح لنا هل جرائم الإخوان التى تحدثنا عنها فى هذا الموضوع بما يكفي , هل هى جرائم استحلال وتكفير لمسلمين معصومى الدم , أم أنك تجرى على مذهبهم فى اعتبارها جهادا فى سبيل الله ؟!
فهذا هو ما اتهمت به الإخوان أيها الأخ الفاضل تهمة البدعة التى أثبتناها من كتبهم ومبدأ تشكيل الجماعات فى الإسلام ,
وتهمة الإرهاب التى خرجت من حيز التهمة إلى حيز الإقرار باعتراف الإخوان بها وافتخارهم بها أيضا ..
ثالثا : أما إن كنت تقصد قولى عندما قلت لك أن الأثر السلبي الذى خلفته جماعة الإخوان على الإسلام أشد ضررا من أفعال اليهود والنصاري من المستشرقين , كان هذا بتأمل بسيط , لا أعتقد أنه يخفي عليك
لأن العدو الصريح أسهل كثيرا فى المواجهة من العدو الخفي ..
فالمستشرقون وأضرابهم لقوا هزيمة فادحة على يد علماء المسلمين عبر تسعة قرون لم يستطيعوا خلالها أن يثبتوا شبهة واحدة على الإسلام , بعد أن أبدع العلماء إبداعا ليس له مثيل فى تفنيد سائر شبهاتهم على الإسلام سواء فى القرآن أو السنة وثبوتها أو أحكام الإسلام أو حتى تاريخ الصحابة ..
ولم يحدث أن تمكن المستشرقون من إضلال أى مجموعة من المسلمين بما مارسوه من إثارة الشبهات حول الإسلام ..
ثم جاء القرن العشرين ..
وخرجت أولى الجماعات البدعية فى العصر الحديث وأعنى بها الإخوان وكانوا أصحاب قصب السبق فى تشكيل الجماعة وتشكيل جناح عسكري مسلح لها يقوم بأعمال القتل والإرهاب تحت بند الجهاد فى سبيل الله , وخرج من رحم هذه الجناعة كافة الجماعات المتطرفة التى شهدناها فى العصر الحديث والتى اتخذت السلاح والقتل وسيلة لدعوتهم , وليت أنهم وجهوا سلاحهم إلى الأعداء مثلا بل كانت أفعالهم وتفجيراتهم وضحاياهم فى بلاد المسلمين بعد أن كفروا المجتمع المسلم قاطبة بناء على أفكار البنا وسيد قطب
ومنذ ذلك الحين وصم الغرب الإسلام كله بتهمة الإرهاب واتخذ أفعال هؤلاء المبتدعة والخوارج كدليل على إلصاق تلك التهمة بالدين , ولم يقصر الإخوان ولا جماعاتهم فقدموا للغرب أكثر مما يتمناه فى هذا الشأن وعمت أعمالهم العالم كله ,
وهذه النتيجة التى وصل إليها الغرب بأفعال الإخوان وكافة الجماعات التى حذت حذوها , نتيجة عجز الغرب عن إحراز معشارها طيلة تسعة قرون حاربوا فيها الإسلام بالمواجهة فلم يجدوا إليه سبيلا وعندما أتوا إليه بتشجيع الفرق المنحلة والمبتدعة كان لهم ما أرادوا بعد أن صار بأس المسلمين بينهم , وليس بسبب أعدائهم
وهذا هو ما أخبرت به السنة من أن الله عز وجل لن يسلط علي هذه الأمة عدوا من خارجها بل سيكون بأسها بينها , فدل ذلك دلالة قاطعة على أن الإسلام والمسلمين ما عانوا وهانوا بسبب قوة أعدائهم فى مراس الحروب ولكنهم انهزموا من داخلهم بأفعال المبتدعة والمتدثرين بالدين ..
وبقياس أثر المبتدعة وأثر أعداء المسلمين من الخارج يبين لك وللكافة أيهما كان أشد نكاية وأخطر أثرا
دعنا من هذا الكلام ودعنا نعود لإصل الخلاف .. ونسأل من هم الذين خرجوا في 30 يونيو ؟
هم أربعة أقسام :
1. النصارى وهولاء تم شحنهم طائفياً من رهبانهم وتم شحنهم بمواصلات إلى نقاط التظاهر ,
وأولئك القوم ما خرجوا لأن الإخوان فرقة مبتدعة بل لإنها ذات مسحة إسلامية , ولو جئتهم بعمر بن
الخطاب لما رضوا به
أنت هنا تجرى على أوهام الإخوان عندما يصورون أن ثورة يونيو إنما هى ثورة النصاري !!
وكأنى بالملايين التى خرجت فى يونيو كلها على دين النصاري أو متحالفة معهم , وقد أفردنا الرد التفصيلي على تلك الحجة فى صلب الموضوع الذى نناقشه ..
وتتبقي كلمة أقولها لك ولكل من هو خارج مصر ولم يعش فيها ..
أن النصاري ليس فى عدتهم ولا فى مقدرتهم هذه القدرات الخرافية التى يزعمونها فى الغرب أو يزعمها بعض من له هوى إخوانى ليستثير العاطفة الدينية فى النفوس , ولو كان لهم من القوة مقدار خردلة لما تمكن الإخوان من الوصول إلى الحكم ولما تمكنت التيارات الإسلامية من اكتساح الإنتخابات بنسبة 95 % تقريبا ..
فأين كانت قوة النصاري الموهومة عن تلك المرحلة يا ترى ؟!
الأمر الآخر الهام ..
أن من يعيش خارج مصر لا يدرك أن الفتنة الطائفية التى زرعها الإحتلال البريطانى مطلع القرن الماضي ليست أصيلة فى نفوس الناس , وإنما نتجت وتجددت بألاعيب السياسة وحدها ولجأ إليها الحكام لإلهاء الشعب عن المطالبة بحقوقه
أما الأصل فى معيشة المصريين فخلاف ذلك
وليس للنصاري كلمة فى الحكم إلا ما يعطيه لهم الحكام بغض النظر عن رضائهم الذى تتحدث به
ولو كان رضا النصاري معمول به فى مصر لما وصل مرسي للحكم وليس عمر بن الخطاب التى تتمثل به ..
2. أنصار التيارات العلمانية وهولاء أيضاً خرجوا من أجل اختلافهم مع الإسلام نفسه وليس مع الإخوان ولو جئتهم بعمر بن الخطاب لما رضوا به .
ما ينطبق على النصاري ينطبق على العلمانيين بلا فارق ..
فلو كان للعلمانيين أدنى تأثير على إنتماء الشعب لدينه , لما حقق الإسلاميون هذا النصر الكاسح فى الإنتخابات رغم أن الأحزاب الإسلامية كانت حديثة التكوين جدا ومع ذلك صوت لها الجميع ..
ولاقي العلمانيون ومن شايعهم هزيمة ساحقة فيها ..
فالقول بأن للعلمانيين دور فى إسقاط الإخوان قول ينافي الواقع , لأن العلمانيين لو كانت لهم قوة لبرزت فى الإنتخابات , لكن الذى أسقط الإخوان هو جمهور الشعب الذى انتخبهم بعد أن اكتشف خداعهم ونفاقهم وتلونهم ومتاجرتهم بكل القيم ..
وهؤلاء لا يعنينا رضاهم أو سخطهم كشعب
وأكررها لك لولا الإخوان لما وجد العلمانيون أذنا تسمع لهم أصلا , ولكن الحيز الضيق الذى أحرزوه فى أسماع الناس إنما جاء نتيجة لفشل الإخوان الذريع وسقوط شعاراتهم الصوتية
3. الجهلاء ممن لا رأي لهم ويتأثرون بالحملات الإعلامية , وفي كل شعب وفي كل أمة ستجد تلك الفئة
من الناس -على سبيل المثال بعد إنتصار ديغول على قوات الإحتلال الألمانية وعميلها فيتشي عُقد إحتفال تجمع فيه مئات الألاف من الأنصار حول ديغول فسأل ديغول أحد أنصاره أين كان هولاء حين
كنا نقاوم ونُطارد فقال له مساعده : هولاء هم أنفسهم الذين كانوا يصفقون للحكومة العميلة ! - يعني
بالعامية معاهم معاهم عليهم عليهم .
أولا : لو فرضنا جدلا وجود جهلاء يتأثرون بالإعلام فكم تبلغ نسبتهم فيمن خرج يا ترى ؟!
ثانيا : أن تعطى للآلة الإعلامية قوة ليست متحققة أصلا , فالإعلام وقف بشدة بالغة ضد الإخوان فى الإنتخابات النيابية وقبلها فى تعديل الدستور أيام المجلس العسكري ورغم هذه الوقفة الشرسة إلا أن فشلهم كان ذريعا ..
فأين كانت تلك الفئة الجاهلة التى تتأثر بالإعلام يا ترى ؟!
ثالثا : قياسك على حكومة فيشي الفرنسية قياس مع الفارق , لأن ديجول فى ذلك الوقت كان بطل الحرب والإستقلال وهو الذى التفت حوله جماهير الفرنسيين ونفذ وعوده الكاملة لهم بإعادة بناء الجيش والحكومة الفرنسية وخوض غمار الحرب مجددا حتى إستقلال فرنسا
فأين هذه الأعمال من الإخوان الذى خرجوا من فشل إلى فشل ومن أكاذيب النهضة إلى أكاذيب تحرير القدس !!
الأمر الأخطر من ذلك أن ديجول عندما أسس الجمهورية الخامسة ولاحظ أن هناك بعض فئات من الشعب تقوم بمظاهرات ضده , قام بعرض نفسه وحكومته على الشعب فى استفتاء عام ..
ورغم فوزه فى الإستفتاء وتجديد الثقة بنسبة 68 % إلا أنه اعتبرها نسبة غير كافية واستقال هو وحكومته
فأين هذا من مرسي وجماعته الذين رفضوا رفضا باتا الإستفتاء على مرسي استجابة لعشرات الملايين المطالبين بذلك , وأين هذا من مرسي الذى فاز على شفيق بأقل من واحد بالمائة ثم اعتبرها شرعية لا تقبل النقض ولا يجوز لمعارضيه أن يشككوا فى ثباتها رغم ضآلتها كنسبة نجاح
رابعا : هل كان فى مقدور الإعلام أن يتبنى ويبنى هجومه على الإخوان لو كان الإخوان أحرزوا أى نجاح من أى نوع يقنع الشعب بأن حملات الإعلام هى حملات تشويه ..؟!
أنت هنا تلقي اللائمة على الإعلام وكأن الإعلام هو من أفشل الإخوان أو هو من دعاهم للكذب والنفاق والتجارة بالدين ؟!
4. عوام المسلمين الذين يحبون الدين مثلي ومثلك لكن غباء وأخطاء الإخوان صدمتهم وسعوا لإسقاطهم .
لكن من الأقسام الأربعة من الذي خطط ونظم ومول وقطف ثمرة 30 يونيو ؟
وهؤلاء أيها الأخ الفاضل هم غالبية المصريين .. وهم من قاموا بالثورة على الإخوان ..
وثمرات ثورة يونيو لم تتضح بعد لأن الإنتخابات لم تجر , وعندما تجرى ويحظى المصريون برئيس يحقق لهم الحد الأدنى من مطالبهم ويعمل لأجل وطنه لا جماعته ..
عندئذ نقول أن الثمرة قطفها وفاز بها هذا الشعب الذى أسقط مبارك وعندما فشل مرسي أسقط مرسي ولو أتى ألف رئيس فاشل بعدهما فستبقي الميادين وكلمة الشعب فيها مسموعة حتى تتحقق لهم أمانيهم باذن الله
لك التحية ..