الذكرُ الدّائم إن من صفات المؤمن ، أنه يطلب من الله - عز وجل - أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل . ( واجعل لساني بذكرك لهجا ، وقلبي بحبك متيما ) . فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة . كيف يذكر الإنسان ربه ؟. هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم : أولا : المصيبة والبلاء إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة . ولهذا فإن إيمان السفينة إيمان معروف ، فالمؤمن وغير المؤمن عندما يكون الطوفان ، يذكر الله عز وجل . يقول تعالى في كتابه الكريم : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } . فإذن ، إن المصيبة تذكّر، ولكن مادامت قائمة . ولهذا فإن المسجون يكون في محرابه وعلى سجادته يصلي ، فإذا أطلق سراحه ينسى كل شيء . ثانيا : النعمة إن النعمة هي أيضا تذكر، حيث يكون الإنسان في غفلة ، فيأتيه خبر مفرح مثلا : جاءه صبي ، أو مال ، أو فرج . فيذكر الله - عز وجل - وهذا أمر جيد . ثالثا : الاستفتاح بالتسمية إن الإنسان ليس دائما في مصيبة ، وليس دائما في نعمة لذا علينا أن نجعل الأعمال لله - عز وجل - دائما ، مثلا : عندما يدخل المنزل ، فليقل : بسم الله أدخل هذا البيت . وعندما يريد أن يتناول الطعام ، يبدأ بالبسملة ، وينتهي بالحمد . وعندما يتوضأ كذلك يبدأ بالبسملة . وقد ورد عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلَّمَ ) : ( كل أمرٍ ذي بال ، لم يُذكر فيه بسم الله؛ فهو أبتر ) . فإذن ، إن كل الأمور الهامة ، هي من موجبات ذكر الله كثيرا . إن من آثار ذكر الله عز وجل ، غير إخراج العمل عن كونه أبتر ، أنه يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي . ما معنى بسم الله ؟. في اللغة العربية : كل جار ومجرور ، لا بد أن يكون متعلقا بشيء . مثلا : إذا قلنا : في الدار . فإن هذه الجملة ناقصة ، ولا بد أن تقدر تقديرا بـ: مررت أو دخلت . وهنا { بسم الله } جار ومجرور، و { الرحمن الرحيم } صفة للفظ الجلالة . فالجملة ناقصة جدا ، ولابد أن نقدر، والتقدير المعروف : أني أفتتح عملي هذا ببسم الله الرحمن الرحيم . ************************************** حميد 1 - 11 - 2013