عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 11:39 PM
المشاركة 24
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
موقفهم من مقدسات المسلمين ,


بعد هذا الذي أسلفناه من شرح عقائد الشيعة وموقفهم من المصادر الأصلية للتشريع الإسلامى وهى القرآن والسنة والإجماع وضربهم عرض الحائط في فقههم بكل تلك المصادر وابتكار دين آخر لا علاقة له بالإسلام
يتبقي التعرض لمبحث آخر لا يقل أهمية وهو موقفهم من المقدسات الإسلامية التى هى فرضا وعقيدة يجب أن تكون في قلب كل مسلم ,
لا سيما وأن الشيعة الإثناعشرية سواء في لبنان أو إيران يكثرون جدا من المتاجرة بقضية الأقصي وفلسطين ويتخذونها ذريعة لنشر التشيع باستدام الصخب الإعلامى والتضخيم الهائل للمناصرة الكلامية التى يلقونها من ألسنتهم بينما يكتمون تجاه الأقصي والحرمين معتقدات أخرى صادمة كما سنرى ,

أولا : موقفهم من الحرمين ,
من القرآن والسنة يعتقد كل مسلم أن أطهر البقاع على الأرض وأقربها إلى الله عز وجل هى أرض مكة والمدينة بالترتيب حيث يقع فيهما المسجد الحرام والكعبة المشرفة قبلة سائر المسلمين والمسجد النبوى الشريف ,
وتفردت مكة المكرمة بالمكانة التى لا تنافسها فيها أرض أخرى حيث اختارها الله عز وجل مكانا لبيته الحرام وأثنى عليها في كتابه العزيز وجعلها حرما آمنا ليوم الدين وقبلة للمصلين وموطن الحج الذي خامس الأركان في ديننا الحنيف ,
يقول الله عز وجل :
[وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ] {البقرة:125}
ويقول أيضا :
[فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ] {آل عمران:97}
وشرف الله عز وجل تلك البقعة بألوان التشريف وأصبحت الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة , إلى غير ذلك من الفضائل المتواترة قرآنا وسنة ,
ويأتى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام في المرتبة الثانية وهو الحرم الثانى بعد مكة وجعلهما في أمان من الدجال عند خروجه في آخر الزمان كما ثبت في الأحاديث الصحيحة والصلاة في المسجد النبوى بألف صلاة فضلا على أن المدينة حازت من الفضائل الثابتة عن النبي عليه السلام الكثير ومنها أنها تنفي الخبث عنها وأن أهلها في أمان ومن أخافهم توعده الله بالعذاب الشديد فضلا على كونها دار ومقام هجرة النبي عليه الصلاة والسلام وعاصمة الإسلام في أزهى عصوره ومنها انطلقت دعوة التوحيد لتغمر الأرض بلا إله إلا الله محمد رسول الله ,

فما هى قيمة الحرمين الشريفين عند الشيعة الإثناعشرية ,
وهل ينظرون إليهما وإلى فريضة الحج الركن الركين من أركان الإسلام بالنظرة الواجبة على كل مسلم و هذا ما سنراه من خلال نصوصهم المعتمدة لنعرف أن حاخامات التشيع عندما سطروا تلك الكتب والمعتقدات كان هدفهم ضرب الإسلام في قلب المسلمين وإماتة الإنتماء الطبيعى للقرآن والسنة والشريعة السمحة وعقائد التوحيد واستغلالهم في جباية الأموال وتحويلهم إلى عباد قبور حقدا من عند أنفسهم ,
فهدموا قيمة الحرمين وأسسوا للشيعة مواطن قدسية أخرى مثل كربلاء والنجف الذي يلقبونه بالنجف الأشرف , والسؤال هنا الأشرف ممن بالضبط ؟!
وجعلوا تلك المناطق بصريح العبارة مواطن القدسية الأصلية التى تتفوق بمراحل على مكة والمدينة وبيت الله الحرام بل وشرعوا لأنفسهم فريضة للحج إلى كربلاء في نفس توقيت الحج لبيت الله الحرام عمدا لتضييع تلك الفريضة ,

حتى أصبح الشاهد الآن أن حجاج الشيعة لكربلاء سنويا يبلغون أربعة ملايين زائر كلهم جاء يبحث عن الثواب الذي فرضه علماء الشيعة عندما قرروا لهم أن زيارة الحسين في يوم عيد تعدل عشرين حجة !
وأن الله عز وجل ـ تعالى الله عن ذلك ـ وأنبياءه وملائكته ورسله يزورون الحسين كل عام !
وأن أرض كربلاء شفاء من كل داء لهذا اتفق علماء الشيعة على أن الشيعي يستحب له عند المرض أكل قطعة من طين كربلاء بقدر الحمصة بنية الشفاء
هذا فضلا على أن الصلاة لا تجوز إلى قطعة من حجر كربلاء يحملها الشيعي دائما ليسجد عليها
أن أنهم استبدلوا كربلاء بالكعبة , وترابها بماء زمزم , وأرض الحرمين بقطعة من كربلاء كموطن للسجود
* ينسبون لجعفر الصادق أنه قال يصف مكانة الكعبة إلى جوار كربلاء ,
( إن أرض الكعبة قالت من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه .
فأوحى الله إليها أن كفي وقري مافضل ما فضلت به فيما أعطيت كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر ولولا تربة كربلاء ما فضلتك و لولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك و لا خلقت البيت الذي به افتخرت فقري و استقري و كوني ذنباً متواضعاً ذليلاَ مهيناً غير مستنكف و لا مستكبر لأرض كربلاء و إلا سخت بك و هويت بك في نار جهنم ــــ كامل الزيارات ص 270 بحار الأنوار ج101ص 109)
وهذا النص لمن يتأمله يستغرب من كمية التبجح والجرأة على الله تعالى عندما لا يكتفون فقط بمجرد التفضيل لكربلاء على الكعبة بل بلغ حقدهم أن وصمو الكعبة المشرفة وأرض الحرمين بالذنب الذليل المتواضع الذي يتهدده الله بجهنم لأجل كربلاء
رغم أن كربلاء وقدسيتها المزعومة ما جاء ذكرها من قريب أو بعيد في القرآن في نفس الوقت الذي أنزل الله تعالى في كتابه آيات محكمات في فضل مكة وأنها مستقر البيت العتيق أول مسجد وضع للأرض ,
وقد ذكر الله في آيات كتابه العزيز بلدانا ومناطق أخرى من العالم تصريحا وتلميحا ولم يأت ذكر كربلاء ولو مرة واحدة , رغم أن المناطق المذكورة في القرآن لا تعدل مقدار ذرة في مكانة مكة التى يراها الشيعة أقل من الذنب الذليل إلى جوار كربلاء
فذكر الله عز وجل بخلاف مكة والمدينة طور سينين ومصر والجودى ومدين وغيرها في عشرات المواضع بالتصريح والتلميح ,
فمن أين أتى الشيعة بهذا المعتقد الذي يناقض أول ما يناقض القرآن الكريم ,
لكن تفسير اللغز يتضح مما شرحناه سابقا أنهم وضعوا حاجزا متينا بين عوام الشيعة وبين القرآن الكريم وتتابعت مخططاتهم ليضعوا الحواجز بينهم وبين أركان الإسلام كلية ,
والعداء السافر تجاه بيت الله الحرام لا تفسير له إلا أنه مبنى على حقد مجوسي محض باعتبار المسجد الحرام قبلة المسلمين لهذا لم يدخروا وسعا في صرف الناس عن الحج وتقديس بيته الحرام عن طريق النصوص المغرضة مثل :
(إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة و أفضل من عشرين عمرة و حجة ) فروع الكافي 1/324 ابن بابويه ثواب الأعمال ص52)
أى أن زيارة تلك المشاهد والقبور التى أسسوها كننبع للشرك بالله تعالى جهرا , تعدل مقدار عشرين حجة وعشرين عمرة !
فى تحريض سافر على تهوين شأن ركن من أركان الإسلام وجعله فى أدنى منزلة إلى جوار ما ابتدعوه ,
وتنقل نصوص كتبهم رواية أخرى مغرضة توضح صراحة دعوتهم للشيعة ألا يركنوا للحج ما دام عندهم كربلاء وزيارة الحسين ,
حيث تقول الرواية أن أحد الشيعة سأل إمامه فقال له
(إني حججت تسع عشرة حجة، وتسع عشرة عمرة )
فأجابه الإمام بأسلوب يشبه السخرية – (حج حجة أخرى، واعتمر عمرة أخرى، تكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلام ــ.الطوسي تهذيب الأحكام (2/16)، وسائل الشيعة (10/348)، بحار الأنوار (101/38 )
هذا مع لفت نظر القراء إلى البحث خلف ما يحدث عند تلك المشاهد والقبور والمهازل التى تنوء به الجبال من أساليب الإستجداء والاستغاثة بالأموات إلى التمسح بالأضرحة والسجود إليها والذهاب إليها زحفا على الأرض إلى غير ذلك مما تسجله عدسات الفضائيات والصحف في فترة الأعياد التى يقيمها الشيعة في أشهر العزاء !

وفى العام الماضي اتضح الغرض أكثر فأكثر حيث وقف نائب المرشد الأعلى للثورة على خامنئي المعروف باسم على علم الهدى يخطب في الجماهير الحاشدة في كربلاء في وقت الحج داعيا لتحويل القبلة إلى كربلاء بدلا من مكة في خطاب علنى سمعه الآلاف ونقلته عشرات من وكالات الأنباء والصحف !
حسبما نقلت جريدة طيبة الإلكترونية على موقعها في حينها ,
وفى وقت لاحق نقلت وكالة الأنباء الإيرانية فارس عن نفس الخطيب تبريره لتلك المقولة , فأضاف
(لأن بلاد الحجاز (السعودية) أصبحت ضحية للوهابية، والعراق محتلة من الكفرة والمغتصبين، فإن مدينة مشهد المقدسة وحدها يمكن أن تكون قبلة للمسلمين"، مضيفا أنه يزور مشهد سنويا 800 ألف زائر من الخارج و20 مليون زائر من داخل إيران على مدار العام، على حد قوله )

وما قاله علم الهدى فى فورة حماسه فى تلك الخطبة لا يعبر إلا عن مثقال ذرة مما يؤمنون به ويعتقدونه ومسجل فى مراجعهم التى تشهد على الحقد غير المسبوق تجاه قبلة الإسلام والمسلمين وتعظيمهم فى نفس الوقت للكوفة المدينة التى أصبحت فى تاريخ الإسلام منبعا للفتن والدسائس طيلة تاريخها ,
ينقل الفيض الكاشانى صاحب الوافي أحد مصادرهم الستة المعتمدة رواية فى باب فضل الكوفة ومسجدها رواية مفادها أن الحجر الأسود سيتم نزعه من مكة وزرعه فى مسجد الكوفة ,
تقول الرواية :
( يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس وصلى إبراهيم .. ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه ـــ الوافي للفيض الكاشاني , باب فضل الكوفة ومسجدها المجلد الثاني ج2 ص215)
وهذا التفكير الإرهابي ليس بمستغرب فقد سبقهم إلى هذا أقرانهم من الشيعة الإسماعيلية الباطنية الذين ما اكتفوا بالنصوص فهاجم طاهر القرمطى أحد رءوس القرامطة بيت الله الحرام وقتل الحجاج فيه حتى المعلقين بأستار الكعبة ودفن جثثهم في زمزم ثم نزع الحجر الأسود من مكانه ونقله لعاصمته حسبما ينقل بن كثير تلك الحادثة المشهورة المفجعة في البداية والنهاية ,
وتكتمل دائرة الأحقاد بالأمانى التى يتوقعها الشيعة في آخر الزمان عند ظهور المهدى المزعوم من سردابه , حيث بشروا أنفسهم بأن المهدى عندما يظهر سيكون أول أعماله هدم المسجد الحرام والمسجد النبوى ونقضهما حتى الأساس !
ينقل المقدسي في الغيبة والمجلسي في بحار الأنوار رواية تقول :
( إن القائم بهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وإله إلى أساسه ـ الغيبة للمقدسي ص 282 بحار الأنوار 52/338 )
ويؤكد الرواية شيخهم المعاصر حسـين الخراسـاني الذي يقول في كتابه ( الإسلام في ضوء التشيع ـ 132-133)
( إن طوائف الشيعة يترقبون من حين لأخر أن يوماً قريباً آت يفتح الله لهم تلك الأراضي المقدسة ..)
أى أنه يتمنى فتحها كما لو كانت بأيدى الكفار والمشركين ,
وفي احتفال رسمي وجماهيري أقيم في عبدان في 17/3/1979م تأييداً لثورة خميني ألقى أحد شيوخهم (د. محمد مهدي صادقي) خطبة في هذا الاحتفال سجلت باللغتين العربية والفارسية، ووصفتها الإذاعة بأنها مهمة، ومما جاء في هذه الخطبة
(أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود )
وهذا ما عبر عنه بشكل أكثر صراحة شيخهم المعاصر ياسر حبيب وآيتهم مجتبي الشيرازى وغيره في خطابات علنية مسجلة دعوا فيها الشيعة للاستعداد لفتح بلاد الحرمين وتحريرها من أيدى النواصب وهدم مساجدهم !
ثم بعد كل هذا الزخم من الأحقاد المعلنة , نجد من الشيعة اليوم من يخرج علينا بدعوة الوحدة الإسلامية التى صارت مطية كل راكب , والأكثر إثارة للدهشة وجود دعاة للتقريب بين أهل السنة أنفسهم رغم وقوفهم على تلك الكوارث التى تفصح صراحة عن حقيقة تلك الفرقة ,
لتبقي مشكلتنا الكبري أننا لا نقرأ ولا نهتم بالقراءة ولا نبنى المواقف بناء على الواقع الماثل بل نبنى المواقف على الهوى الشخصي ثم نبحث لها عن دلائل !
وكما رأينا موقفهم المخزى من الحرمين , سنرى موقفهم من المسجد الأقصي والذى يعتبر موقفا مفاجئا للكثيرين ولا شك , فى البلاد التى لا تعرف التشيع