عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 11:33 PM
المشاركة 20
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وهذا اعتراف صريح وواضح بأن مصنفات علم الرجال والتى هى عمود علوم الحديث والنقل والرواية والطريقة الوحيدة للتيقن من صحة صدور الروايات أو بطلانها , هى عند الشيعة عبارة عن أقوال مرسلة بلا معنى وبلا إسناد صحيح وأول مؤلفاتهم بها جاء مليئا بالعيوب فضلا على أنه مصنف بعد مائة وخمسين عاما من أقرب الرواة إلى عمر المؤلف الذى يعالج أحوالهم والمفروض أنه يبين موقفهم من الجرح والتعديل
هذا بالإضافة إلى أحوال أوثق رواة الشيعة وهم الرجال الذين تميزوا بين آلاف الرواة بالتوثيق المتواتر عند الشيعة ويعتبرون عندهم بنفس مكانة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام عندنا !
وهؤلاء الرواة منهم زرارة بن أعين وجابر بن يزيد الجعفي وشيطان الطاق وبريد بن معاوية العجلى وغيرهم ,
هؤلاء الرواة عندنا نحن أهل فى حكم كتبنا الرجالية كلهم زنادقة وأجمعت كلمة المحقيين على ذلك ,
بينما هم عند الشيعة أوثق الرواة لا سيما زرارة بن أعين وجابر الجعفي ,
ورغم هذا الاعتقاد بالتوثيق فقد أوردت كتبهم الرجالية الأصلية مثل رجال الكشي روايات عن جعفر الصادق ومحمد الباقر تقول بلعن زرارة بن أعين عدة مرات على لسان الإمام الصادق بعد اكتشافه كذبه الصريح عليه
وفى نفس الكتاب نقل الكشي عن جابر بن يزيد الجعفي أنه روى عن محمد الباقر عليه السلام سبعين ألف رواية !
أكرر ,
روى سبعين ألف رواية عن الإمام الباقر ومثلها تقريبا عن جعفر الصادق وعندما سؤل عنه الصادق وعن مروياته أفاد بأنه لم يره عند أبيه الباقر إلا مرة واحدة وما دخل عليه ـ على جعفر الصادق ـ قط !!
فمن أين أتى جابر الجعفي بمائة وأربعين ألف حديث حدث بها عن الباقر والصادق ؟!

بالإضافة إلى حقيقة هامة يجدر بنا الإشارة إليها أن الأئمة من آل البيت المفترى عليهم مثل على زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق كلهم مدنيون فى المولد والوفاة ولم يحدث أن أقام أحد منهم بالعراق أو الكوفة مطلقا , ولا ثبت شيئ من هذا لا فى كتب السنة ولا الشيعة
والصادق زار العراق ونزل عند أبي جعفر المنصور ببغداد , بينما الرواة الشيعة الذين تعتمد الشيعة اليوم على مروياتهم ويتخذونها دينا كلهم بلا استثناء من الكوفة !
فمتى وكيف ومن أين استقي هؤلاء الكذابون الفجرة مئات الآلاف من الروايات الموجودة بقلب كتبهم ؟!
والأهم كيف وثق الشيعة أمثالهم واعتبرهم أصحاب الأئمة والناقلين الصادقين عنهم ؟!
ولو أردنا أن نلقي نظرة إلى منهج أهل السنة فى أمر معاصرة الراوى لمن ينقل عنه , سنجد أن أهل السنة قرروها كقاعدة صميمة فى الجرح والتعديل حيث أن أحد كبار علماء الجرح والتعديل عندنا صرح بأن المحدثين وعلماء الجرح والتعديل واجهوا كذب الرواة بالتاريخ
ومعنى هذا أنهم واجهوا إدعاء الرواة بالسماع عن طريق معرفة مواليد ووفيات من يروون عنهم فمن ثبت أنه روى عمن لم يلقه أو يعاصره ثبت كذبه
ولم يقتصروا فقط على شرط المعاصرة بل ضمنوه شروطا أهم تتمثل فى إمكانية اللقاء إذ أنه فى تلك العصور لم يكن السفر هينا فإذا روى أحد الرواة شيئا عن عالم بالشام بينما الراوى بالعراق ولم يثبت أنه غادرها تسقط روايته
أما عن كيفية إثبات أنه لم يغادرها فقد سبق أن شرحنا منهج بن عساكر فى تاريخ دمشق وهو نفس منهج بقية علماء الرجال حيث يسطرون تراجم الرواة بالمواليد والوفيات والرحلات أيضا !
فلنا أن نتخيل كيف قبل الشيعة روايات جابر وزرارة وهم بالإجماع كوفيون بينما الأئمة مدنيون ولو افترضنا أن هؤلاء الرواة كانوا يرحلون للحج فهل تكفي فترات الحج لينقل جابر الجعفي وحده عن الإمامين الباقر والصادق مائة وأربعين ألف رواية
وحتى ندرك استحالة ذلك بأى مقياس ,
يكفينا أن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم وهم الذين صحبوا النبي عليه الصلاة والسلام سنين حياته بعد الدعوة لو أننا أحصينا روايات أكبر المكثرين عنه ما تجاوزت أربعة آلاف حديث !
وها هو أبو هريرة رضي الله عنه الذى كان ملتصقا بالنبي عليه الصلاة والسلام منذ إسلامه وحتى انتقال النبي عليه الصلاة والسلام للرفيق الأعلى , بل وكان ـ كما يقول عن نفسه ـ مشغولا بجمع الحديث لا صناعة ولا هم له إلا هذا الأمر
ومع ذلك ما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من أربعة آلاف حديث بالمكرر
وعدد الصحابة رواة الألوف لا يزيد على أصابع اليد الواحدة بينما أكثرهم روى العشرات والبعض الآخر روى المئات التى لا تتعدى خمسمائة حديث ,
كل هذا وفيهم من صحبه طيلة سنوات الدعوة قائما وقاعدا مجاهدا وعابدا ولم يتركوه طيلة ثلاثة وعشرين عاما وليس من بينهم صحابي واحد روى أكبر من الأربعة آلاف
فكيف روى جابر الجعفي الكوفي عن الإمامين الباقر والصادق سكان المدينة مائة وأربعين ألف رواية ؟!

ومن المضحكات المبكيات حقيقة أن عالما من علماء الشيعة مثل عبد الحسين شرف الدين لم يستح أو يدارى خيبته الثقيلة فصنف كتابا للطعن على أبي هريرة رضي الله عنه وزعم فيه أنه كان يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام
ودلل على ذلك بأنه روى أربعة آلاف حديث فى فترة صحبته للنبي عليه الصلاة والسلام وهو عدد كبير ـ فى نظره ـ لو قسناه بالفترة التى عاشها أبو هريرة مع النبي عليه الصلاة والسلام رغم أنها قرابة عشرين عاما !

الأسئلة المعلقة !


نأتى فى نهاية هذا الفصل لطرح التساؤلات التى طرحناها وطرحها العلماء الأفاضل من المتصدين لكشف عوار هذا المعتقد ولم يجدوا من الشيعة جوابا لا صريحا ولا تلميحا ,
باختصار لأنها أسئلة قاصمة لظهر المعتقد كله , ومنها ,
أولا : من أين أتيتم بالقرآن لكريم , وكيف يكون القرآن الكريم مفقود الإسناد عندكم من طرق الأئمة المعصومين وهو أكبر الدين وأول العلم , وإذا لم تأخذوه عن آل البيت فمن أين أخذتموه ؟!
ثانيا : وثقتهم فى رجالكم الفاسق والكافر ومن تعتقدون ضلاله المبين واعتبرتهم هؤلاء الحفنة من شراذم الرجال هم أصحاب الأئمة المعصومين الناقلين لعلمهم , رغم الإيمان التام لديكم بفساد هؤلاء النقلة
فى نفس الوقت الذى كفرتم فيه الصحابة العدول بنص القرآن الكريم ورفضتم رواياتهم للدرجة التى دفعت زنديقا مثل عبد الحسين شرف الدين أن يقول أن مرويات الصحابة من أمثال أبي هريرة ليس لها عند الإمامية مقدار بعوضة ؟!
فما هى الروايات المعتد بها عندكم إذا ؟!
روايات زرارة بن أعين النصرانى الذى لعنه الإمام الصادق ونعته بأنه ألعن من اليهود والنصاري , أم روايات جابر الجعفي الذى روى مائة وأربعين ألف حديث عن إمامين لم يقلق إلا أحدهما ولجلسة واحدة فقط لا غير !
ثالثا : أتباع من أنتم بالضبط ؟!
تقولون أنكم مسلمون وتتبعون أهل البيت , فمن المرسل من عند الله عز وجل , ومن نبي الأمة
محمد عليه الصلاة والسلام أم جعفر الصادق رضي الله عنه .؟!
والسؤال منطقي ,
لأن كتب الشيعة المعتمدة لا تنقل شيئا إلا عن جعفر الصادق وحده حتى أنهم تسموا بالجعفرية نسبة لجعفر الصادق , ومرويات بقية الأئمة إلى جوار روايات جعفر الصادق لا تعدل إلا قطرة فى بحر !
فلماذا اختص جعفر الصادق وحده بنقل هذا الكم الهائل من الدين , وأين هى مرويات بقية الأئمة الذين هم أئمة معصومون مثل جعفر وقاموا بالدين مثله كما تزعمون ,
والأخطر ,
أين تراث وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ؟!
وكيف يكون هو صاحب الشريعة وإمام الأئمة ورواياته فى أعظم كتبكم الكافي لا تتعدى ستة وستين حديثا من مجموع ستة عشر ألف حديث تقريبا احتواها الكتاب
معظمها لجعفر الصادق بنسبة خمسة وتسعين بالمائة على الأقل ولا توجد فيها روايات لفاطمة الزهراء أو لعلى بن أبي طالب أو للحسن أو للحسين رضي الله عنهم إلا بمقدار العشرة أو العشرين
فإذا كنتم بلا قرآن ولا سنة فمن أين أخذتم الإسلام يا ترى ؟!
رابعا : يعجز الشيعة حتى يومنا هذا من إثبات حديث واحد صحيح متصل السند ولو على شروطهم إلى النبي عليه الصلاة والسلام , وكل رواياتهم عنه موقوفة مقطوعة عند جعفر الصادق ؟!
فأين تراث السنة أين المصدر الثانى للتشريع ؟!
والأطم من ذلك أنهم يدعون اتباعهم لآل البيت ورغم هذا لا يوجد عندهم كتب جامعة لسيرة المصطفي عليه الصلاة والسلام أو حتى سيرة الأئمة إلا فيما ندر
, فى حين أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام تمثل قسما بأكمله عند أهل السنة اسمه ( السير والمغازى ) يتعرض أصحابه أول ما يتعرضون لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام وأحواله وصفاته وغزواته .. الخ
خامسا : فى نفس الوقت الذى رفض فيه الشيعة الاثناعشرية سنة الصحابة التى نقلناها بأسانيد متصلة صحيحة إلى النبي عليه الصلاة والسلام ,
لم يكتفوا بأن يقبلوا روايات الوضاعين والكفار والزنادقة فحسب , بل تجاوزا الأمر إلى اعتبار الخرافات التى يرفضها العقل السليم مصدرا رئيسيا للتشريع
ومنها ما يسمى برقاع وتوقيعات المهدى المنتظر التى وقعها وأخرجها عبر سفرائه الأربعة فى فترة الغيبة الصغري التى امتدت لسبعين عاما ,
حيث كان السفراء واحدا بعد الآخر يدخلون على المهدى حاملين أسئلة الناس فتخرج التوقيعات بخط المهدى ـ فيما يزعمون ـ لتحمل الأوامر بالفتوى والدين !!!
رقاع أصحابها مقطوع بأنهم زنادقة أفاكون استغلوا جهل العوام ليأكلوا أموال الناس بالباطل ومع هذا فتلك الرقاع المزورة مصدر هام من مصادر التشريع عندالشيعة الإثناعشرية وبإجماع علمائهم ؟!
ولم يقف الأمر عند الحد بل تمادوا إلى حد مضحك ,
ففي فترة الغيبة الكبري التى لا يوجد فيها سفراء للمهدى ينقلون إليه أسئلة السائلين , ابتكر علماء الشيعة نظرية تقول بأن الرقاع من الممكن أن تصل للمهدى من العوام مباشرة ,
قال بهذا الأقدمون وأيدهم المعاصرون من أمثال ياسر حبيب حيث نصح سائليه فى موقعه على الإنترنت باستخدام هذه الرقاع بالطريقة التى نصت عليها رواياتهم لتصل إلى المهدى وأوصاهم بها لأن المهدى ـ على حد قوله ـ ينظر لها بعين العطف
أما الطريقة الواردة فى كتبهم فهى أن يكتب الشيعي على رقعة ما يطلبه من المهدى ثم يلقي الرقعة فى بئر !
وستصل الرقعة للمهدى وإن كنا لا نعلم كيف ستصل ولا كيف سيأتى الجواب !
ولا ينبغي لنا أن نستغرب هذا المسلك مع عقول مريضة استعبدها أصحاب العمائم وعطلوا عقولهم تعطيلا تاما وخاطبوا فيهم غرائزهم على نحو جعل من الجمهور الشيعي عبارة عن أرض رملية تمتص فى يسر وسهولة كل مياه الخرافات التى يلقيها إليهم المعممون ,
وإلا فكيف يجرؤ على الكوارنى وكيل المرجع الأعلى الوحيد الخراسانى على أحاديث الخرافة علنا على الهواء للدرجة التى يستخف بها بعقول الناس فى قناة تليفزيونية فيفتيهم أن مثلث برمودا تلك البقعة الغامضة فى المحيط الأطلنطى عبارة عن قاعدة عسكرية للمهدى المنتظر !
كما جاء غيره فى تسجيل شهير فى موقع يوتيوب فقال بأن الولايات المتحدة عجلت بضربة العراق لخوفها من خروج الإمام المنتظر مما استدعى أن تبقي قريبة من موقع الحدث عند ظهوره !
وكما قال رئيس إيران الحالى أحمدى نجاد ذو الأصول اليهودية أنه مختار من قبل الإمام المهدى وواجه خصومه بذلك
وصدق المثل القائل ,
إذا ضعفت النفس استسلمت للخرافة ,

ويتبقي الفصل الأخير فى هذا القسم من الكتاب وسنخصصه إن شاء لبعض الأصول الفقهية الشاذة عند الشيعة