عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2013, 03:26 AM
المشاركة 39
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي

( هذا رد آخر كتبته فى مناقشة أخرى حول نفس المقال أطرحه أيضا للفائدة , ونلفت النظر إلى أنه ليس ردا على أى مداخلة وردت هنا )
الرد
ما أكتبه اليوم ليس ردا فليس يوجد ما يستحق الرد على السخائم والشتائم والعته الذى يصيب البعض ,
لهذا فما أكتبه اليوم بعض الملحوظات التى تيسر للباحثين دلائل هامة , خاصة لأرباب دراسة الفرق البدعية ويمكن اعتبار تلك الردود استكمالا للمقال الأصلي
فمن الطريف أن أنصار الإخوان يمنحونا بردودهم الهمجية ما لا يتصورنه من الفائدة , فلولا ردودهم لما أمكننا التدليل على ما نعتقده فيهم وعرفناه من الكتب , فأتى هؤلاء بممارساتهم المختلفة ليقدموا لنا الأدلة فى كل مرة , على أنهم تيار بدعى صرف , وعلى أن الإسلام هو الواجهة التى اتخذوها لطعن الإسلام نفسه , بخلاف ما نجمت عنه الأحداث من انكشاف مذهل لطبيعة العقل الإخوانى ..
وربما كره البعض منا ما جرّته الجماعات والفرق البدعية عبر التاريخ على الإسلام , ولكن النظرة المدققة تكشف لنا فى الواقع فائدة أخرى ..
فظهور هذه الفرق عبر التاريخ هو فى حد ذاته واحد من أعظم دلائل النبوة , إذ أن القرآن الكريم و النبي عليه الصلاة والسلام أخبروا عن ظهور تلك الفرق بل وحددوا صفاتها بكل دقة ,
فالقرآن الكريم حدثنا عن القلوب التى تعمى , وعن القلوب التى تفقه .. أى لا تفهم ,
وبالنظر لطبيعة عقول الإخوان وغيرهم من الخوارج والرافضة سنجد فى تلك الآيات تفسيرا واضحا لسبب انضمام بعض الناس إلى تلك الجماعات , لا سيما وأن معتقدات تلك الفرق تناقض أدنى قدر من العقل والمنطق , وقد رأينا الخوارج كيف أنهم كفروا الصحابة واستحلوا دماءهم ووصفوا ذلك بأنه من الدين !
ورأينا ممارسات الإخوان ومناصريهم عبر عام كامل والتى اتسمت بغباء مطلق لا يمكن فهمه ,
فلو كان الأعضاء من العامة المخدوعين فماذا عن بعض العقليات الكبيرة التى انضمت إليهم ولا تزال تصدقهم ,
هناك منهم بالطبع من باع الدين بالدنيا بشكل صريح , أى أنه يعلم تمام العلم أنه منافق وأن متاجر بالدين سعيا للنفوذ والكسب المادى , لكن المذهل تصور وجود إنسان عاقل ينضم لتلك المعتقدات عن قناعة ,
فيظن أنهم جماعة الإسلام وغيرهم كفار , ويقر باستحلال دماء المسلمين , ويقر بأن الجماعة أهم من الأوطان , وبأن الكذب .. نكرر الكذب الصريح والنفاق الفج , هو من الإسلام .. إلخ تلك الهلاوس ..

ونجد أيضا فى السنة المشرفة أحاديثا ثبتت صحتها العملية بوقوع ما تنبأت به , ومثاله قوله عليه الصلاة والسلام .. :
( قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )
وحديث آخر تحدث فيه النبي عن أئمة يدعون الناس إلى النار من استجاب إليهم قذفوه فيها , بل وحدد صفاتهم أيضا أنهم من العابدين تعبدا ظاهريا بدرجة كبيرة تخدع وتفتن , فظاهرهم الصلاح وباطنهم من قبله العذاب ,,
وتلك الأحاديث فرضت نفسها فرضا على الواقع بما رأيناه ..
فانظروا بأنفسكم إلى الإخوان فى رابعة وهم يقنتون فى صلواتهم بالدعاء على السيسي وقيادات الجيش وحاولوا أن تسألوهم كم مرة دعوتم على بيريز الصديق الوفي لمرسي , أو نتنياهو سفاحهم الشهير
وراجعوا تاريخ الإخوان ,
وانظروا كم قتيلا يهوديا أو نصرانيا محاربا سقط بأيديهم , وكم قتيل مسلم سقط بنفس تلك الأيدى ؟!
وتأملوا فى سنة الحكم الرياسية السوداء للإخوان ,
كم مرة كفروا المسلمين واستحلوا دماءهم , وكم مرة يا ترى ذكروا اليهود والأمريكيين ــ مجرد ذكر ــ بسوء
أتحداكم أن تجدوا تصريحا واحدا لمرسي ضد إسرائيل أو أمريكا طيلة فترة حكمه , على الأقل حتى يدارى فضيحة اعتذاره الشهير لليهود على وصفه لهم قبل الرياسة بأحفاد القردة والخنازير
وهو التصريح الذى اعتذر عنه بمذلة ومهانة أمام جون كيري بل وفنده وأنكره وقال أنه اقتطع من سياقه !!

كل هذا رأيناه عمليا من الإخوان وأنصارهم عبر عامين كاملين فى قنوات تنادى بأنها قنوات دينية !!
ولولا خشيتى من تلويث سمع القارئ لذكرت بعض الألفاظ التى يستحى منها اليهود ولم يستح منها هؤلاء .. وبالذات الألفاظ التى تطعن فى الأعراض فهم مولعون بها بدرجة كبيرة ولم يتركوا خصما لهم إلا ورموه بها وهى صفة أخذها الإخوان من الشيعة الرافضة , حيث يتسم الروافض بذات الداء وقد قذفوا خير خلق الله بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام , أعنى الصحابة وأمهات المؤمنين ..
وثمة داء آخر عرفناه عمليا بعد أن قرأناه نظريا , ألا وهو ماكينة التبرير !
فالإخوان تفوقوا على إبليس فى اختراع الأعذار والتماسها للأفعال الفجة التى مارسها كبارهم وقادتهم , وصدقوهم رغم أنهم بعد عهد طويل من رفع شعار ( الإسلام هو الحل ) , ومن محاربة الربا والقروض
وبعد الرياسة لم تتخذ إدارة مرسي خطوة واحدة تجاه أى تعديل تشريعى للتشريع الإسلامى , بل العكس زادت الطين بلة بزيادة الضرائب على الخمور !
ثم سعى مرسي للإقتراض الربوى بهوس مجنون , حيث لم يترك دولة زارها إلا وحدثهم فى قروض ربوية بخلاف صندوق الخراب الدولى ,
وهذه السياسة ربما نفهمها من النظم العلمانية , ولكن كيف نفسرها بجانب نظام ادعى رئيسه أنه لن يسمح باقتراض قرش واحد لميزانية الدولة !
وبعد ثمانين عاما من المعاداة الظاهرية لليهود والأمريكيين , وبعد هتافات ( على القدس رايحين شهداء بالملايين )
وجدنا العمالة الفجة والصريحة للأمريكيين دونما الحاجة إلى أدلة , عقب هذه المظاهرات السياسية التى قامت بها الإدارة الأمريكية للدفاع عن الإخوان , وبعد العلاقة الحميمية بين آن باترسون سفيرة الشيطان الأكبر وبين الشاطر كبير الإخوان الذى علمهم السحر ,,
ثم التعاون الأمنى الوثيق بين إسرائيل وبين نظام مرسي والذى فاق تعاونهم مع مبارك ! , ومن مساخر مرسي أنه فى لقائه مع قناة الجزيرة سألته خديجة بن قنة عن هذا التصريح الذى صرحت به الخارجية الإسرائيلية ووصفت التعاون مع مرسي بهذا الشكل المخزى , فأجابها مرسي ببلاهته المعهودة ( إن هذا دليل على الندية ) !!
عقول عجيبة , وقناعات لا ندرى حقا كيف تستسيغها عقول بسطاء الإخوان ,
ولا تفسير لذلك ــ كما قلنا ــ إلا عمى القلوب ..

وبسبب هذا العمى , نقضي فى تلك الأيام أوقاتا لطيفة للغاية مع مساخر الإشاعات من جهة , ومساخر التبرير من جهة أخرى
وآخرها النكتة التى ذكرها التعليق السابق عن طائرة إسرائيلية اخترقت حدود مصر وضربت إرهابيين فى سيناء
وهى شائعة أطلقها صحفي اسمه أشرف سويلم , ويبدو أنه تبين مدى حماقة الإشاعة فنفاها بعد ذلك
ورغم هذا التقطتها آلة الدعاية الإخوانية حتى نشروها فنفاها المتحدث العسكري بالطبع ودون ذكر تفاصيل وأوضح أن الطائرة التى ضربت موقع الإرهابيين طائرة أباتشي مصرية ,
والإشاعة لأنها صادرة من الإخوان , ففيها أهم سمة فى الإخوان ألا وهى الحماقة , فأى متخصص بالشئون العسكرية سيكتشف حماقتها بمجرد سماعها , ببساطة لأن الإشاعة تقول أن طائرة فانتوم إسرائيلية هى التى ضربت الموقع , وهذه أول مرة نسمع فيها عن دولة تخترق حدود دولة أخرى بطائرة مقاتلة واحدة !
لأن الهجوم الجوى على دولة منظرة يكون بالأسراب وليس بالطائرات المنفردة ..
هذه واحدة ..
الأمر الثانى هناك قوات الطوارئ الدولية بين مصر وإسرائيل لمراقبة الإختراق الحدودى بين الجانبين ورفع تقارير شهرية عن ذلك ضمن تفاق معاهدة السلام , وليست إسرائيل بالحماقة الكافية لإعطاء مصر ورقة ضغط سهلة ونقطة تفوق بهذا الشكل الغريب , لا سيما وأنها لم تحدث على الإطلاق من قبل
الأمر الثالث ,
أن القوات المسلحة المصرية موجودة بالفعل فى سيناء وتدك معاقل الإرهابيين منذ شهر كامل , فما حاجة إسرائيل لضرب أى موقع إرهابي حتى لو كان يهددها إذ أن الأمر لن يستحق أكثر من إبلاغ المعلومة للجانب المصري
أما الذى ينسف الإشاعة من منبتها ,
هو تحدينا لمطلقها ومن يروجها أن يأتينا بشبهة دليل على صحتها , أى دليل من أى نوع وهو ما يجزون عن إثباته كعادتهم ..
وليت أن أنصار الإخوان لديهم من المنطق ما يفندون به أى سؤال نسأله أو أى نقطة نثيرها سواء كانت نقطة شرعية أو سياسية , وذلك بدلا من الكلام المرسل وإنفلات الأعصاب
لكن ما نطلبه فيما يبدو عسير المنال , فهم لم يسمعوا عن حجية الدليل من الأصل
ولهذا ندين للإخوان ومناصريهم بالشكر العميق على ردودهم المستمرة , فهى كما قلت تعطينا الفرصة تلو الفرصة لنشر ما نريد ما أفكار
وللقراء الأعزاء ..
القاكم قريبا بإذن الله مع الجزء الثانى من هذه الدراسة