عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2013, 03:23 AM
المشاركة 38
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الصديق العزيز أحمد ,
أولا أهلا بك بعد غياب ,
ثانيا ..
هناك نقطة هامة لفت نظر الجميع إليها لأنها نقطة مفصلية ,
فالسبب الذى قامت من أجله ثورة يونيو ليس كما يظن بعض المتابعين أنه الفشل ..
فمرسي وإن كان أفشل رئيس جاء إلى مصر منذ قيام الجمهورية إلا أن الثورات لا تقوم بسبب الفشل الإدارى بعد هذه الفترة القصيرة فى الحكم أخى الكريم ..
فالفشل يسبب الغضب نعم ولكنه لا يرتفع لمستوى الثورة العارمة إلا إذا اقترن الفشل بالفساد
أى إذا كان الفشل متعمدا وليس بسبب ضعف امكانيات الشخصيات التى تقود البلاد
فمبارك كان رئيسا فاشلا بالمستوى الإدارى بنسبة 50 % تقريبا طيلة العشرين سنة الأولى من حكمه الغابر
ولم يبد من الشعب خلال تلك الفترة أية نية نحو ثورة شاملة بسبب ضيق العيش الذى تسببت فيه سياسات مبارك الإقتصادية , وذلك لأن الفشل كان بسبب التصلب الذى يعانى منه النظام وضعف إمكانيات القائمين عليه , ولهذا وحتى عام 95 كانت هناك نسبة نجاح ما ترتب للشعب الحد الأدنى من الإستقرار
لكن الثورة وإرهاصات الثورة لم تبدأ إلا بعد عام 1995 عندما انكشفت لأول مرة مؤامرة التوريث على يد محمد حسنين هيكل فى محاضرته الشهيرة التى كانت بداية الصراع بينه وبين النظام , وبظهور جمال مبارك فى الساحة وظهور السياسة الاقتصادية الجديدة بدأت معالم الثورة تتشكل منذ عام 2002 حيث كانت السياسة الإقتصادية تعتمد على الفساد المقنن لمص قوت الشعب وسحب كافة الأرباح التى نجمت عن النجاحات المحدودة السابقة والتى تدفقت بسببها الاستثمارات الأجنبية والداخلية ولم ينل منها الشعب شيئا
هنا تنبه الشعب بسبب وجود الإعلام المعارض اليقظ الذى يعتبر الأب الروحى لثورة يناير
فهذا الإعلام المستقل منذ بداية 2002 وظهور حركة كفاية وجريدة الدستور بقيادة ابراهيم عيسي , ثم ظهور طفرة الصحف الخاصة وتجديد دماء الصحف الحزبية وفوق كل هذا ضربات هيكل التى كانت تصيب النظام فى مقتل عبر محاضراته فى قناة دريم ثم فى الجزيرة
كل هذا ساعد على كشف الحقيقة كاملة أمام الشعب وحقيقة الفساد المقنن الذى رباه مبارك فى العشر سنوات الأخيرة من حكمه , وهو الفساد الذى فاق بمراحل فساد السنوات العشرين الأولى لأن الفساد الأول لم يكن منظما ولم يكن منهجيا بل كان محدودا بشخصيات بعينها فى السلطة
أما فساد عصر جمال مبارك فجاء بالقانون ليقنن به فساد وزارته ووزرائه من رجال الأعمال
الخلاصة ..
إن الفساد والتآمر والأهداف الخفية وافتضاحها أمام الشعب هى فقط التى تدفعه للثورة الآنية , والتى لا تنتظر حتى اكتمال المؤامرة
وفشل مرسي لم يكن فشلا بسبب سوء الإدارة ,
بل كان فشلا متعمدا هادفا لنجاح آخر .. بسبب وجود مشروع خاص لجماعته , مشروع لا يتعلق بمصلحة مصر والمصريين بل يري حكم مصر مجرد وسيلة لتنفيذ أغراض أخرى تخدم الجماعة , والجماعة هى الوطن الحقيقي للإخوان فلا يعنيهم مطلقا إلا مصلحة الجماعة ..
والأمر لم يقتصر فقط على الفساد الإقتصادى الواضح والفادح بعد أن استولى رجال الشاطر على مقاليد السياسة الإقتصادية فى البلاد , بل تعداها إلى النقطة الأخطر ,
النقطة التى لو لم يتحرك الجيش عندها لدخلت مصر نفقا مظلما لا أحد يعلم مداه
وأعنى بها نقطة حماية الأمن القومى الداخلى والخارجى
الداخلى بأن الجماهير التى خرجت , ما كان لها أن تعود بغير تحقيق أهدافها
والخارجى
فالجماعة تنتمى لتنظيم دولى , ومرسي كان رجلها وعميلها فى الرياسة , فلك أن تتخيل موقف الأجهزة الأمنية رفيعة المستوى وهى ترفع التقارير السرية لرجل تعلم تمام العلم أنه ليس رئيسا بل هو مندوب رياسي
ولم يأبه مرسي بناء على أوامر تنظيمه بما يفعله فاعتدى على الأمن القومى اعتداءات مباشرة وفاضحة دون أى حياء أو مداراة فأفرج عن كافة الإرهابيين بعفو مباشر ثم أتبعهم بأكبر تجار السلاح فى سيناء ثم بسط حمايته المباشرة على أعمال الإرهابيين فى سيناء وعطل حركة الجيش فى تطهيرها طيلة عام حكمه ,
وقام الإعلام خلال العام السابق بفضح تلك الأمور , وإلى جوار ذلك ظهر مشروع الجماعة فى التمكين ثم فى التصالح مع رموز النظام السابق وإخراجهم من السجون والسماح لرجال الأعمال فى السفر بوساطة من عصام سلطان وسليم العوا لقاء مبالغ مهولة لم يدخل للدولة منها قرش واحد
وهذه بعض الإتهامات التى يتم التحقيق فيها مع عصام سلطان الآن
فالقصة ليست قصة فشل بل قصة مؤامرة كبري لم يبذل الإخوان جهدا فى إخفاء معالمها وإنما تصرفوا كما لو أنهم ملكوا زمام البلاد فعلا معتمدين على شعبية متوهمة مارسوها طيلة ثمانين عاما بتجارتهم التى افتضحت بالدين
وهذا هو دافع الثورة الحقيقي ..
أما قولك بأن الفلول والشرطة هم من قاموا بالثورة أو ساهموا فيها ,,
فهذا نكتة يا رجل
ارجع لتاريخ الإخوان القريب منذ انتهاء ثورة يناير وأنت تعرف ساعتها من هم حلفاء الفلول الحقيقيين ..
فقوى الثورة التى ثارت فى يناير هى ذاتها التى ثارت فى يونيو , بينما الإخوان هم من تحالفوا مع الحزب الوطنى عيانا بيانا فى الإنتخابات التشريعية من عام 2000
ورفضوا تماما مقاطعة الانتخابات التى تمت فى 2010 وتحالفوا مع الوطنى ضد قوى الثورة وحركة كفاية
وكان مرسي هو نفسه صاحب عقد الصفقات وهو الذى صرح بأن رموز الوطنى زكريا عزمى وسرور وبطرس غالى بأنهم رموز وطنية لن تنافسهم الإخوان فى دوائرهم الإنتخابية بل ستفرغها لهم
وهو الذى صرح بأن لديهم تحالفات مع الأمن
وهم أول من خان ثورة يناير ورفض الخروج فيها يوم 25 يناير وصرحوا بأنهم ليسوا أهل ثورة !! , ثم تبجحوا بالثورة بعد ذلك
وخانوها مرة أخرى بقبولهم الجلوس والتفاوض مع عمر سليمان
وهم الذين تحالفوا مع المجلس العسكري السابق ضد قوى الثورة وهم الذين وقفوا ضد اتهام الداخلية بقتل متظاهرى مجلس الوزراء ومحمد محمود , وبرأهم الكتاتنى من فوق منصة البرلمان علنا
ومرسي هو الذى برأ الداخلية من أحداث ثورة يناير وقتل المتظاهرين .. تخيلوا !!
عندما وقف يقول أن الشرطة كانت فى قلب الحدث فى ثورة يناير !!
وهم الذين أتوا بنائب عام ملاكى تجاهل الفلول تماما , وتآمر معهم على إبطال قضية موقعة الجمل وفوت موعد نقض حكم البراءة ليصبح حكم براءة رموز الوطنى نهائيا فى تلك القضية
ومرسي هو الذين احتفظ برموز الفلول فى المناصب القيادية ولم يعزلهم , وهو الذي عين القاضي الفلولى بجاتو وزيرا فى وزارته ..
فمن هم الفلول يا رجل ومن الذين تحالفوا معهم ؟!
أما المقارنة بين هشام قنديل ورئيس الوزراء الحالى ,
فهى نكتة أخرى ..
فلم يجد صاحب المقال المرفق فى ردك ميزة لهذا الوزير الفاشل إلا أنه صغير السن , ولولا أن المقام لا يتسع لذكر مثالب وزارة هذا الرجل المتخلف لامتلأت السطور بمثالبه
ويكفي أنه معدوم الإنجازات من أى نوع فضلا على كونه مفتقدا لأى صفة قيادية وارجع معى إلى تصريحاته العبيطة عن الرضاعة وعن سيدات بنى سويف وعن نصيحته للناس بارتداء الملابس الداخلية القطنية لمقاومة حر الصيف أثناء انقطاع الكهرباء الذى تسببت فيه حكومته العرجاء !!
وارجع معى إلى شخصيته المهزأة والممسوحة أمام خيرت الشاطر حيث كانت القرارات الحكومية تصدر فى حكومته دون أن يعلم عنها شيئا وتم تهريب الوقود عبر آبار وقنوات مصنوعة خصيصا فى سيناء فجرها وكشفها الجيش بعد ثورة يونيو ..
والحديث ذو شجون يا صديقنا العزيز
وشكرا لتعقيبك