الموضوع
:
صفحتي الهادئة
عرض مشاركة واحدة
07-20-2013, 09:43 PM
المشاركة
33
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
شمرت عائشة على قفطانها و تسلقت الخزان لتمد شفتيها إلى الأنبوب الذي يقذف مياها غزيرة نحو مركز الخزان كشلال هادر ، كريات ماء تعبر عنقها الطويل الشفاف ، قامت وهي تلهث كمن تخلص من عدو بعد عدو ، غسلت يديها ، تسمرت ليلى و لم تبح بكلمة واحدة ، إنها الغيرة ، الفتيات يكرهن الجميلات منهن ، رمتني عائشة بمد ماء بارد على وجهي وهي تقول : أظنك لا تزال نائما ، استيقظ أنا بجانبك ؟ سرت رعشة جسدي فقلت لها : لست هاربا ولا نائما بل خدر خفيف و سكر بسيط و أيضا دهشة ما تغمرني .
ـ لهذا إذن تركتنا في المنزل .
ـ خرجت لتخرجي إلى هذا الفضاء الفسيح لتستمتعي بأريج المروج المزهرة تحت ظلال هذه الأشجار السامقة ، و ترشي لهفتك بهذه المياه الدافقة .
ـ كفى ، أنت تزيد بعض الشيء ،
ـ لو قالها أحد غيرك لقلت له ، أنت لا تكاد تفقه في المشاعر شيئا .
ـ أعرفك حبيبي جيدا فأنت رقيق ، صفي ، قلبك مشاعره عذراء .
ـ أعلم أنك تفهمينني ، و أنا أيضا أعرفك يا عمري .
حنحن أبي بشدة وصاح و هو يقترب منا بخطى ثابثة :" سدّ الخزان يا خالد " أدرت الصنبور فتوقف خروج الماء إلى الساقية التي توزعه على حقول الذرة و سمعت أبي يقول : " أهلا ليلى ، كيف حالك ومن تكون صاحبتك هذه ؟
ـ معذرة عمي ، إنها ابنة خالي المهاجر .
ـ حسنا مرحبا بك با ابنتي في بلادك .
ـ شكرا لك عمي هكذا ردت عائشة
قالت ليلى موضحة :
ـ جئت لأملأ هذا القدر بالماء الشروب يا عمي
ـ هيا إذن ، فخالد سيوقف المحرك الآن
توجه والدي الحازم لجلبابه عند بطنه منتعلا حذاء يصل إلى الركبة جهة المنزل حاملا معولا ثقيلا على كتفه ، لحيته يكتسحها البياض ، لكن نبرته لا تزال صلبة كهيكله الشامخ و رجولته الطافحة .
سكن المحرك تاركا العصافير تغني أنشودة الحياة على إيقاع ينذر بيوم شديد الحرارة .
ـ موعدنا بعد الغداء على ضفة الوادي .
ـ إلى الملتقى حبيبتي .
رد مع الإقتباس