عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2013, 08:41 PM
المشاركة 368
محمد فجر الدمشقي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
لا تسألي عني فما زلت قويا
ما زال قلبي رغم كل هذا الغدر حيا
ما زلت عاطفيا
حالماً متفائلاً و رومانسيا
مخلصاً للحب و للوفاء وفيا
ما زلت كما أنا صدقيني
الحب يسري كنسغ في شراييني
يمدني بالدفء .. بناره يكويني
يحاصرني و يأسرني
يعذبني و يضنيني
و يحملني إلى المجهول
يحلق بي بجناحين من وهم و يرميني
يحولني إلى كلمات
يبعثرني ... يلملمني ... و يعيد تكويني


لا تسألي عني و لا تتعاطفي
ارحلي مع الجراح نحو مدائن النسيان
مدي ضفائرك السوداء نحو الريح
طعنات غدرك لم تصب من شعوري مقتلاً
أوراق حبك لم تعد في مفكرتي
و دموع هجرك غادرت ميناء عيني
حتى أنين البعد لم يعد يذكرني
اطمئني فجرمك لم يغيرني
و صدمتي بك لم تدمرني
سأظل أنتزع السعادة من بين أنياب الأسى
أبذر في حقول أحبتي الأفراح
أحمل البشرى لمن حولي كريح مرسلة
و أحصد الأسى و أحتسي كأس الجراح
لأذوي كحبات المطر
و يجعلني الأنين نسمة ليلية
أتلاشى كآخر أمنية للعطر المتسلل للأعلى
و أعود مع تباشير الصباح
و أغرس في تراب اليأس سنبلة الأمل
أسقيها بدمع الحب و الإخلاص
لتنمو داخلي كأزهار الحنين
كنسائم الحرية في قلبٍ أسير
تحررني لأولد من جديد
تجعلني قبلة تعيد للعشق نيرانه و ألوانه
همسة تحيي القلوب
و رعشة تهز كينونة الإحساس
و نوبة من الجنون تحبس الأنفاس



ما زالت الشمس تشرق من فمي
و العصافير تشدو و ترقص في دمي
ما غيرت رغم أنين الجرح عنواني
و غمائم الأحلام ما تزال تسبح في سماء هذياني
كسرتي كسرتها
و حرقتي أحرقتها
و آهاتي غسلتها سبعاً بماء الأمل و يممت الأنين بصعيد الثقة
لملمت شذراتي
و مسحت بالصبر عبراتي
جراحي كالزهور تفوح في أجواء ذاكرتي
حزني يعطرني و يجعلني جميلا
غصتي حولتها إلى نغمات
و دمعتي فاضت جداول أمنيات
الحب في قلبي ربيع دائم
و الذكريات في فضاء مشاعري أقمار
أرنو إلى الجوناء مبتسما لموتي
أصفد باليقين أغلال الأسى
و أكسر بالأمل القيود
و أغازل العلياء مرتدياً كفن الخلود