الموضوع: صفحتي الهادئة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2013, 10:26 PM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

ـ مع الأسف يا سناء مات أبواي ، أما أعمامي فلا علم لهم بمرضي فالصلة بيننا انقطعت لمدة طويلة ، أختي الوحيدة التي أحبها كثيرا ، وهي من تموضعت مقام أمي ، فمنذ شهرين لم أتلق منها خبرا ، ، فظروف عيشها صعبة ، تعرفين الأمومة ومشاغلها ، و قسوة الحياة القروية ، أنا لا أحب حشرها في مرضي ، فلن يزيدها ذلك غير هم و غم ودمع و إحساس بالذنب من قصور اليد وقلة الحيلة ، علما أن زوجها تجرع من والده غلظة بها يسير بيته ، كان الله في عونها .
ـ أنت مثلي تماما ، فأنا وحيدة أمي كفلني خالي و هو من سهر على تربيتي و تأمين مستقبلي ،
ـ آسف على إيقاظ مواجعك ، لا بأس فالأم تغني عن الجميع .
ـ صحيح ، فأنا ما أحسست يوما بالوحدة ، فهي تملؤني عطفا وحبا و فخرا ، علمتني كيف أواجه حياتي بسلاسة وليونة .
ـ نعم المدرسة هي ، فأنت ناجحة في عملك ، بل أنت رائعة حقا .
توغلنا في الحديث عن مرضي ، وكيف أصبت بذلك الإغماء الفجائي وأنا أنتاول كوبا مائيا في مكتبي بعد يوم متعب ، أخبرتني أني خضعت لعدة فحوصات و ستعرف أسباب تلك الحالة بعد صدور التقارير ونتائج الفحوصات بعد أسبوعين .
نهر محمل بمياه عكرة ، حامل على ظهرة أشجارا مختلفة الأشكال والأجام تراها تتدحرج عائمة طافية ، هديره يدوي بقوة ، أمواجه الصاخبة تعادل التلال ، عائشة تطاردني حاملة مسدسا ، أين المفر ، فوهة النار ورائي والبحر أمامي بدأت أصيح مرتعبا ، أعوي صاغرا ، أسترحمها جاثيا عند أقدامها ، عيناها الغائراتان ، شعرها الأشعت ، كروح آتية من العالم السفلي ، كشرت عن أنيابها ، و يداها مطبقتان على القطعة الفتاكة ، التي انطلقت منها رصاصة فقفزت بقوة ، ساقطا من على السرير . هبت سناء لمساعدتي من كرسيها حيث كانت تتصفح مجلة نسائية ، أذهلها ما رأت ، في حركة متثاقلة ثنيت رجلاي ، مستعينا بسريري تمكنت من الوقوف ، هنأتني بعد ذهاب دهشتها على استرجاع حركتي ، ثم ذهبت لإخبار الطبيب .