عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2013, 08:47 PM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يروى الكشي فى كتابه سالف الذكر رواية عن أحد الروافض يفتخر أمام إمامه بما فعله فيقول :
( منهم من كنت أصعد سطح منزله بسلم فأقتله , ومنهم من دعوته بالليل على بابه حتى إذا خرج قتلته)
وذكر أنه قتل بهذه الطريقة وأمثالها ثلاثة عشر مسلما , ويفتخر بذلك !
ليس هذا فقط , بل إن المهدى المنتظر الغائب عندهم سيُخرج أبو بكر وعمر فيصلبهما على شجرة , ويقيم عائشة رضي الله عنها من قبرها ويجلدها الحد وهم يعنون بذلك حد الزنا والعياذ بالله
بالإضافة إلى أنه سيحكم بشريعة آل داوود أى اليهودية ويهدم المسجدين النبوى والحرم حتى الأنقاض !
واختصاصه بذبح العرب سينال حتى الرضع,
يروى المجلسي فى بحار الأنوار عن المهدى المنتظر فيقول :
( القائم وهو الذى يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والكافرين فيخرج اللات والعزى ( أى أبو بكر وعمر ) طريين فيحرقهما )
وفى رواية أخرى فى نفس الكتاب :
(هل تدرى أول ما يبدأ به القائم .. أول ما يبدأ به يخرج هذين ـــ يعنى أبا بكر وعمر ـــ فيخرجهما طريين غضين فيحرقهما ويذريهما فى الريح ويكسر المسجد ــ يعنى المسجد الحرام ــ )
وعن قتل أهل السنة جماعات وزرافات وردت الكثير من الروايات مثل :
( ما لمن خالفنا فى دولتنا نصيب إن الله أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا )
ويقول آية الله الصدر مرجعهم المعاصر عن تلك الروايات فى كتابه ) تاريخ ما بعد الظهور :
( وظاهر هذه الروايات أن القتل سيكون مختصا بالمسلمين )
وفى كتاب الغيبة للنعمانى ينقل رواية عن القائم أنه يقتل ولا يسمع من أحد توبة !!
هكذا صراحة وبلا مواربة , يروون فى كتبهم المعاصرة والسالفة عن نيتهم تجاه المسلمين السنة ومخالفيهم , وهو ما مارسوه بالفعل أيضا بمنتهى الوضوح , ولكن لأنهم محترفون فى التقية والكذب فقد اغتر العديد من الكُتاب والمفكرين بهذا الأسلوب ونادوا بالتقارب معهم مستغلين كل فنون الخداع ومسوح الرهبان ..
هذا بخلاف عمليات المحاكمات الهزلية التى طالت كل النشطاء والسياسيين ورجال الدين من السنة والذين كانوا شركاء الثورة مع الخمينى فى الأصل , وهو نفس المصير الذى ينتظر النشطاء فى مصر على يد الإخوان بعد التمكن الكامل , فهم هنا اعتمدوا المنهج الشيعى فى الصبر على مشاهير المفكرين والعلماء والسياسيين حتى يتمكنوا من السيطرة على القضاء والشرطة وهو ما فعله الخمينى وضمت قائمة الإعتقالات وأحكام الإعدام قائمة طويلة أشهرها :
- الشيخ العلامة أحمد مفتي زادة ( من محافظة كردستان) وذلك لجريمة مطالبته حقوق أهل السنة وجمع شملهم، وتوفى رحمه الله تعالى بعد التنكيل والتعذيب وذلك بعد عشر سنوات قضاها دخل السجن .
- الشيخ الدكتور أحمد ميرين البلوشي لكون المذكور أنهى دراسته من الابتدائي إلى مرحلة الدكتوراه في المملكة العربية السعودية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة باسم أنه وهابي ينشر فكرة الوهابية،ولما لوحظ من قبله نشاط في الدعوة وبيان عقيدة الصحيحة السنية،وكان في أشد السجن والتعذيب حكموا عليه حبس (15 عشر) سنة .
- الشيخ محي الدين من عاصمة خراسان: حيث اعتقل قبل سنوات دون أن يقدم إلى محكمة أو يوجه إليه تهمة إلا أنه كان يرأس مدرسة دينية في خراسان وتأخذه الغيرة على اعتقادات أهل السنة واتهمته الدولة بالوهابية يريد الفرقة بين الشيعة والسنة وبعد سنتين في السجون الخميني نفوه إلى محافظة اصفهان لسبع سنوات، والآن منفي في بلوشستان .
- والأستاذ إبراهيم صفي زاده خريج جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية بالرياض قبل ثلاث سنوات اتهموه بأنه وهابي وضربوه سبعين جلدة في وسط السوق، وأدخلوه في السجن، وحكموا عليه سبع سنوات في السجن، وقد أطلق سراحه أخيرا بعد التعهد على أن لا يتكلم عن الدين .
- الشيخ نـظر مـحمد البلوشي وهو كان عضوا في البرلمان ومندوبا لإحدى مناطق بلوشسان الإيرانية وكان الشيخ سنتين في أشد التعذيب في سجون الخميني، وأخذ منه اعترافا زورا وجبرا بأنه جاسوس من قبل العراق وإسرائيل يعمل لهم في إيران رغم أنه عالم من العلماء البارزين لأهل السنة معروف لدى الناس،وقد هاجر الشيخ أخيرا إلى باكستان فارا بدينه .
- الشيخ المجـاهد دوست مـحـمد البلوشي الذى يبلغ من عمره أكثر من ثمانيـن سنة، قبض عليه لدفـاعه عن صحـابـة رسول اللّه (ص) في رسائل عدة وبعد أن قضى سنتين في أشد التـعذيب في سـجون الخـميني نفوه إلى محـافظة اصفهـان ، و بعد سنة أطلقـوه، والآن يعيش تحت الحراسة، ممنوع الخروج من البلد إلا بإذن خاص .
- والشيخ السيد عبد الباعث القتالي إمام وخطيب في بندر خـمير في السّاحل حـد كثر من ثلاث سنوات لأنه أعلن به رؤية هلال عيـد الفطر بدون إذن الحكومة واتـهم بـأنه عـميل للوهابيين ومتابعهم فى الفطر.
- الشـيخ المجـاهد مـولوي إبراهيم دامني من علمـاء بلوشستان سجِن لأكثر من ثلاث مرات وفي المرة الأخيرة أعطوه سـجن خمس عشـرة سنة لأنه تجرأ أن يجيب على وسـاوس وتهم كتاب ( ثم اهتديت) للتيجاني الشيعي ولم يزل مسجونا في مشهد أى أنه كل جريمته أنه حاول الرد على شبهات المتشيع التيجانى والدفاع عن الإسلام الصحيح
- الشيخ عبد المجيد من مدرسي المعهد الديني في زاهدان بدون أي جريمة .
- الشيخ محمد قاسم من مدرسي المعد الديني في زهادان بدون أي جريمة .
- الشيخ أحمد ناروئي من مدرسي المعهد الديني في زاهدان بدون أي جريمة .
ومولانا عبد الله قهستاني ، ومولانا عبد الغني شيخ جامي ومولانا سيد أحمد الحسيني ومولانا عبد الباقي شيراني ومولانا جوانشير داودي ومولانا غلام سرور بريزي ومولانا سيد محمد موسوي ومولانا نور الدين نيك كردار ومولانا عبد اللطيف
وآخرين من مناطق مختلفة لا نعرف أسماءهم ،وقد أطلق عن بعض وبقى الأكثر في السجن بدون أي جريمة إلا أنهم يريدون التمسك بعقيدتهم الصحيحة والتجنب عن الخرافات والبدعات التي تريدها الآيات أن تنشرها
ولم تقتصر وجوه الإضطهاد التي مارسها الخمينى ونظامه ضد السنة على الإغتيال والاعتقال فقط بل انجرفت أيضا إلى تقديم مئات الناشطين من أبناء السنة وعلمائها إلى المحاكمة الهزلية التي تمثلت في محاكم القضاء الشيعي برعاية الخمينى , وكانت الأحكام لا تصدر إلا بالإعدام وفى فترة قياسية , والقضاة الذين كانوا يحكمون بذلك كانوا يجدون شيئا من المتعة عبرت عنه تصريحاتهم الشامتة والحاقدة تجاه هؤلاء الأبرياء ( وكل هذه الأسماء تم ذكرها فى تقارير المركز الإسلامى بباكستان )
وقد نقلت مجلة باري ماتش الفرنسية تصريحات آية الله صادق خلخانى رئيس المحاكم الإسلامية الشيعية في إيران أن كثيرا ممن حكم عليهم خلخانى بالإعدام من أول جلسة جيئ بهم وهم جرحى محمولون على النقالات ! وحكم في إحدى جلساته بالإعدام على أربعمائة شخص دفعة واحدة ونقلت الصحف تصريحا له بعد الحكم على شابور بختيار أحد المعارضين بالإعدام أنه قال ( لو أتيحت الفرصة لى فسأخنق شابور بيدى الإثنتين ! )
ورغم استمرار تلك السياسة الوحشية حتى اليوم وقيام المركز الإسلامى للبلوش من باكستان وغيره من أنحاء العالم بإصدار التقارير الموثقة التي تفاعلت معها بعض منظمات المجتمع المدنى في العالم , إلا أن العالم الإسلامى في حالة صمت وسكون وغفلة متعمدة عما يجرى لأهل السنة أشقاء العقيدة وليت الأمر اقتصر على السكوت بل لا زال دعاة التقريب والتشيع من العلماء والدعاة مفتقدى حمرة الخجل تعلو أصواتهم بتأييد إيران والدعوة للتقارب معها !!
وهذا الذى شرحناه سابقا عن الشيعة الإثناعشرية هو ذاته نفس المعتقد الإخوانى مع اختلاف أشخاص الأئمة ..
فمن ناحية تكفير كافة المخالفين بلا تمييز , فهذا ثابت من نصوصهم المفضوحة من خلال كتبهم ومراجعهم المعتمدة التى يقصرون تبادلها على أجيال الإخوان فى حلقات دروسهم الخاصة , ولولا المنشقون من الإخوان لما عرفنا شيئا عن حقيقة معتقدهم من أنهم جماعة المسلمين الحقيقية وليسوا مجرد جماعة من المسلمين ..
وهذه الأفكار المسمومة كانت الدافع الرئيسي والحقيقي أن كبار الأئمة الذين التحقوا بالإخوان فى مرحلة ما من حياتهم , هرعوا خارجها على الفور عقب اكتشاف هذه المهازل , وأصدق مثالين هما الإمام الشعراوى والإمام الغزالى رحمهما الله , بخلاف الحرب التى شنها عليهم كبار المفكرين وعلماء الأزهر أيضا مثل عباس العقاد وأحمد كمال أبو المجد وشيخ الأزهر السابق الشيخ حسن مأمون والشيخ محمد المدنى والشيخ عبد اللطيف السبكى والشيخ عبد الله المشد ..
وهذه الأسماء بالغة الثقل والتأثير من المستحيل أن تجتمع على كلمة واحدة فى هذا الشأن ما لم يكن قد رأوا بأعينهم أبعاد هذا الفكر ..
هذا بخلاف الخفايا وكشف المستور الذى قاده المنشقون عن الجماعة من أيام حسن البنا نفسه , فقد انشق أحمد السكري ــ شريكه فى تأسيس الجماعة ــ وأعلن فى خلفيات انشقاقه أن ما رآه من فكر حسن البنا كان يختلف تماما عما اتفقوا عليه فى شأن الدعوة , واستمر مسلسل الإنشقاقات يتوالى عبر العصور حتى بلغ ذروته فى العصر الحالى عقب تمكن الإخوان وانكشاف عريهم بالعمل العلنى فجاء الخرباوى ومختار نوح وهيثم أبو خليل وعبد الستار الميلجى ومحمد حبيب وسامح عيد والهلباوى , بالعجائب المثيرة عن مجتمع الإخوان المغلق ..
ومن الطرائف حقيقة ,
أن موقف الإخوان من الأئمة الكبار أمثال الشعراوى والغزالى ومن فى مكانتهما لم يكن مختلفا عن نظرتهم لبقية المسلمين , فوفقا لشهادة سامح عيد فإنهم اعتبروا هؤلاء العلماء الكبار من المتفلتين من الجماعة , والذين ينطبق عليهم وصف ( السائبة ) أو وصف القاصية من الغنم !!
فإذا كانت هذه هى نظرتهم لأمثال الشعراوى والغزالى فلك أن تتخيل ــ عزيزى القارئ ــ موقفهم من المخالفين والمحاربين لأفكارهم والمنشقين عنهم !!
والأدلة على التكفير عند الإخوان أكثر من أن تحصي ونكتفي منها بالآتى :
* قول حسن البنا فى مذكراته عن الشيخ الإخوانى المنشق عليه , وهنا لا يعنينا قول البنا بقدر ما يعنينا استشهادات البنا من القرآن والسنة والتى أنزلها لمعالجة موقفه من المنشق حيث اعتبر ــ بوضوح ــ أن الإخوان هم جماعة المسلمين وأن الإنشقاق عنهم هو انشقاق عن جماعة المسلمين يستحق الضرب بالسيف تجاه أى كائن من كان .. وهذا نص كلامه :
يقول البنا عن الشيخ الأزهرى المنشق عليه :
( زين له الشيطان ان فى ذلك مصلحة الدعوة وانه يتشدد لا لنفسه وإنما للدعوة وكان هذا هو المنفذ الذى ينفذ منه الشيطان للمؤمنين ليفسد عليهم إيمانهم وكان الإسلام حكيما فى وصيته بأخذ هؤلاء الخوارج
على رأى الجماعة بمنتهى الحزم من أتاكم وأمركم جميعا يريد ان يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا من كان )
ويقول البنا أيضا فى كتابه ( دعوتنا ) :
( نحن ندعو الناس إلى مبدأ والفرق بيننا وبين قومنا بعد اتفاقنا فى هذا المبدأ أنهم عندهم إيمان مخدر فى نفوسهم لا ينزلون على حكمه ولا يعملون بمقتضاه على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل يقظ قوى فى نفوس الإخوان )
ويقول ايضا فى نفس الكتاب أن الإخوان المسلمين يرون الناس إلى قسمين .. قسم معهم فهؤلاء تربطه بهم أقدس الروابط
وقسم آخر لم نرتبط معهم بهذا الرباط فهؤلاء نسالمهم ما سالمونا ونحب لهم الخير ما كفوا عدوانهم عنا فمن اعتدى منهم علينا رددنا عدوانه بأفضل ما نرد به عدوان المعتدين مصداقا لقوله تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين )
وهنا يلفت نظرنا الأستاذ ثروت الخرباوى فى لقائه على قناة النهار مع محمود سعد إلى طبيعة استشهاد البنا فى كلامه عن المخالفين له من المسلمين حيث ذهب إلى آيات الكفار التى أمرنا الله فيها بأن نعامل الكفار معاملة المهادنة أو القتال حسب معاملتهم لنا فيأتى بهذه الآيات وينزلها على المسلمين هكذا صراحة !
* اعترف مصطفي مشهور فى كتابه الذى يتم تدريسه فى حوزات الإخوان لشبابهم أن الإخوان هم المسلمون وهم الجماعة ومن سواهم كافر كفرا صريحا , فيقول :
( تحت عنوان تفجير حقل الدعوة , فى كتابه ( على طريق الدعوة ) :
إن المسلمين الذين نعيش بينهم وندعوهم إلى الله وندعوهم إلى أن يفهموا إسلامهم وأن يعملوا له وأن يعملوا به هم حقل الدعوة الذى نعمل ونستخرج منه العناصر المؤثرة التى تحمل الدعوة وتضحى فى سبيلها فإذا أحس هؤلاء القوم وعلموا أننا نعتبرهم كفارا نفروا منا ولم يسمعوا لنا واكتسبنا عداوته )
* شهادات المنشقين وأبرزهم الشيخ محمد الغزالى , هذه القامة الدعوية الكبيرة , وهو الذى انفصل عن الإخوان عقب تولى المرشد الثانى حسن الهضيبي لولاية الإخوان , واختلف معهم ومع برنامجهم المرسوم والموسوم بالشرك ــ على حد قول الغزالى ــ حيث جعلوا المرشد شريكا لله فى سلطانه عليهم بالطاعة المطلقة , وصرح الغزالى أيضا فى كتابه ( من معالم الحق فى تاريخنا الإسلامى ) أن الإخوان واجهوه علنا بالتكفير لخروجه عن جماعة الإخوان , وأن أحدهم قال له مستغربا : هل تظن نفسك مسلما وقد خرجت من الجماعة !!
وشن عليهم الغزالى حربا ضروسا فى كتابه تحت تأثير التنظير الإخوانى لمفهوم الطاعة العمياء التى يطلبها القيادات الإخوان من أفرادهم فضلا على أفاعيل النظام الخاص ..
هذا فى مجال تشابه الفكر الإخوانى والشيعى فى منطلق التكفير , أما فى مبدأ الإغتيال فحدث ولا حرج ..
وقد يري البعض أن الشيعة هم الذين أخذوا فكرة تكوين الميلشيات المسلحة عن الإخوان وليس العكس , حيث كونها الخمينى فى الثمانينات قياسا على النظام الخاص الذى أسسه حسن البنا من قبل فى الثلاثينيات , ولكن هذا الكلام غير دقيق فالشيعة هم أصحاب قصب السبق فى ذلك أيضا والإخوان هم من قلدوهم تقليد الأعمى ..
فالشيعة كما رأينا فى كتبهم الأصولية المؤلفة قبل تسعة قرون تقر وتشجع القتل بالغيلة والخفية ــ على عكس الخوارج ــ ولا تقر القتل العلنى إلا فى أوان التمكن والقوة , وقد طبق الشيعة مبدأ خلق فرق خاصة للإغتيال على النحو الذى قامت به العصابات المسلحة العالمية كالمافيا ,
وأول تنظيم مافيا فى التاريخ كان مسجلا باسم حسن الصبّاح صاحب فرقة الحشاشين التابعين للشيعة الإسماعيلية الباطنية , وبعودة بسيطة لتاريخ حسن الصباح وكيفية إنشائه للشيعة الباطنية سنجد أن حسن البنا حذا حذو الصباح خطوة خطوة إلى حد يثير الدهشة ..
فقد بدأ الصبّاح أولا بالدعوة لأفراد الناس بالتقية , ثم أفصح عن فكر التكفير واعتبار جماعته هى جماعة المسلمين , ثم أسس تنظيما مسلحا خاصا فى زمن الدولة السلجوقية , وجعل هذا التنظيم تابعا له وحده , واشترط فى الإلتحاق به الطاعة العمياء بالمعنى الحرفي للكلمة , وبلغت الطاعة حد أن قام أحد أعضاء فرقة الإغتيالات بإلقاء نفسه من فوق جبل القلعة , وانتحر آخر باستخدام السيف طاعة لأوامر الصباح على مرأى ومسمع من رسول السلاجقة الذى جاء للتفاوض معه , وذلك ليوضح الصبّاح للرسول السلجوقي مدى إيمان أتباعه به ..
وقد اتخذ من قلعة ( ألموت ) مقرا له , وهى قلعة وعرة المسالك وعلى جبل صخرى صعب , ثم وجّــه فرقة الإغتيالات إلى أول مهامها باغتيال الوزير السلجوقي الشهير نظام الملك , والذى كان فى ذلك الوقت رأس الحكومة السلجوقية وبمثابة رئيس الوزراء , ثم حاول اغتيال أمير السلاجقة باركيارق وفشل وحاول اغتيال العلامة الإمام أبي حامد الغزالى أيضا وفشل وذلك بسبب الحرب الفكرية التى شنها الغزالى على فكر الباطنية وانحرافاتهم العقدية ..
كما برع حسن الصباح براعة مذهلة فى أعمال التجسس والتخابر وزرع عيونهم فى بلاط الحكام ومختلف أنحاء البلاد
وإذا تأملنا تاريخ البنا سنجد أن قام بتكوين جماعته وابتدع لهم نظام البيعة كما لو كان أميرا أو خليفة له حق السمع والطاعة المطلق , وبلغ من حرصهم على تكريس مبدأ الطاعة المطلقة أن دعاة الإخوان كانوا يرددون على مسامعهم أن الطاعة للأمير تكون تعبدا لله وأن الطاعة للأمير تمحق الذنوب وتربي الفضائل , والجدال ــ مجرد الجدال فى الأوامر ــ يمحق الفضائل ويربي الذنوب !!
ثم قام البنا بتكوين النظام الخاص المدرب تدريبا عاليا على استخدام السلاح , وجعل تبعية الجهاز له وحده بعيدا عن مكتب الإرشاد , بل إن أعضاء الجهاز ووجود الجهاز نفسه كان سرا مغلقا حتى على أعضاء الإخوان أنفسهم ,
ثم كلف البنا النظام الخاص بالقيام بعمليات اغتيالات واسعة النطاق لخصوم الجماعة , تأسيسا على أن خصوم الجماعة هم خصوم الدعوة والإسلام وبالتالى يحل قتلهم أى أن القتل بالإغتيال هنا لم يكن مبنيا على أثر الخصومة السياسية ــ وهذا هو معيار الخطورة ــ بل كان مبنيا على استحلال دماء المسلمين واعتبارهم كفارا حربيون وجب قتلهم والتخلص منهم ..
ونجح النظام الخاص فى اغتيال النقراشي باشا وأحمد ماهر وسليم زكى حكمدار العاصمة والمستشار الخازندار الذى لو تأملنا كيف عالج الإخوان وحسن البنا مسألة مقتله لقلبنا الكف تعجبا ,
ذلك أن البنا ادعى أن اغتيال الخازندار تم باجتهاد شخصي من عبد الرحمن السندى رئيس الجهاز والذى ادعى أنه فهم ــ بالتعريض ــ أن الإمام البنا يقصد قتله !!
ثم خلصت المحاكمة الهزلية إلى توجيه اللوم إلى السندى واعتبار قتل المستشار قتلا خطأ !! ولكى تكتمل المهزلة قال البنا أن الحكومة دفعت تعويضا لأهل الخازندار وهذا المال يقوم مقام الدية !!
هكذا وبمجرد اللغو يستهين حسن البنا بدماء المسلمين ويكتفي بلوم تابعه السفاح على هذا القتل الذى قال عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه أبشع من هدم الكعبة حجرا حجرا أن يُـقتل المسلم مسلما بغير ذنب , والأمر المثير للدهشة أن الإخوان تدافع عن حادثة مقتل الخازندار بأن البنا لم يكن يعلم واعتبروها عذرا ! , رغم أن البنا لو كان صادقا لاقتص من القاتل على الأقل لكنه ــ ويالمهزلة ــ كلف المحامين بضرورة الترافع عن القتلة المقبوض عليهم والحصول على البراءة لهذين الأخوين البريئين ــ على حد زعمه ــ !!
ولو كان قتل الخازندار تم خطأ فماذا عن اغتيال رئيس الوزراء النقراشي وأحمد ماهر , وماذا عن لجوء حسن البنا لتفجير أقسام الشرطة فى أنحاء القاهرة لمجرد تثبيت قدم الإخوان وإظهار ضعف الحكومة !!
فضلا على العملية البشعة التى نفذها النظام الخاص فى محاولة نسف محكمة الاستئناف بهدف القضاء على مستندات قضية السيارة الجيب المدان فيها النظام الخاص وهى المحاولة التى فشلت لأن القنبلة تم اكتشافها ولكنها انفجرت خارج المحكمة ليسقط عشرات الضحايا الأبرياء نظير ذلك وفداء لرقاب الإخوان الموجودين بالسجون على خلفية تهمة ثابتة عليهم وهى حيازة السلاح والمفرقعات !!
فهذه العمليات ــ فى نظرى ــ تثبت بما لا مجال لأى شك , أن الإخوان يعتقدون كفر وحل دماء غيرهم من المسلمين بلا أى مناقشة وإلا كيف استحلوا القيام بهذه العمليات البشعة باسم الإسلام بينما الإسلام جعل أكبر العذاب والنكال على قاتل النفس بغير الحق وتوعد الله القاتل بالعذاب الأبدى .. واعتبر قتل النفس الواحدة قتلا للناس جميعا
أما عن طبيعة منهج الإغتيال الذى اتبعه الإخوان فى الفترة الحالية بعد تمكنهم من الحكم فى مصر ,
والسؤال الحائر الذى أثير حول ترك الإخوان لألد أعدائهم وخصومهم من المنشقين مثلا الذين كرسوا كتبهم لفضح معتقد الإخوان , أو من المفكرين والكُتاب مثل إبراهيم عيسي ورفعت السعيد وبلال فضل وغيرهم من الإعلاميين ..
فلماذا تركهم الإخوان دون اغتيال بينما نالوا بالإغتيال النشطاء السياسيين من شباب الثورة , فهذا تفسيره وحله موجود أيضا فى طبيعة سياسة الإخوان القمعية , فلأنهم أهل سراديب فى الأصل فلا يمكن لهم اللجوء للإغتيال العلنى للمشاهير إلا عند استشعار القوة وعدم خوف العاقبة ,
تماما مثل الشيعة ,
فقد احتملوا فى إيران قبل الثورة حتى تمكنوا من الحكم بالمداهنة والتلون ثم نصبوا المشانق فعليا لكافة شباب الثورة ومفكريها وكتابها من خارج النطاق الشيعى , وأسسوا الحرس الثورى الإيرانى والذى كانت مهمته فقط حفظ أمن النظام ضد أهل السنة والأعراق الأخرى من البلوش والأكراد وغيرهم ,
وفى العراق انتظروا حتى تمكنوا من الحكومة ودانت لهم القوة بمعاونة الأمريكيين فعليا بالتواجد الأمريكى العسكري داخل العراق وبحجة مقاومة الإرهاب ــ الذى صنعه الشيعة بالأساس ليتخذوه ذريعة ــ فأبادوا السنة وهجّروا عشرات القري السنية لتغيير التركيبة السكانية فى العراق ..
أما الإخوان فى مصر فقد بنوا إستراتيجية المواجهة بالقوة على مراحل .. كالتالى
أولا : استخدموا الإغتيال المعنوى ضد المشاهير المعروفين سواء من المنشقين أو الصحفيين والكتاب والمفكرين والسياسيين لإدراكهم تماما أن المساس بواحد منهم سيعنى هذا تحميل الإخوان مباشرة تبعات هذا الإغتيال , وبالتالى ليس هذا وقت الخلاص من هؤلاء بل يحين الوقت عند التمكين الكامل من مفاصل الدولة وهذا ما لم يتأتى لهم حتى اليوم فالجيش يقف مترقبا والداخلية مستعصية , والجماهير وكافة الإئتلافات السياسية ضدهم والدولة أكبر من احتواءهم لها مما يجعل الإخوان مضطرون للانحناء للعاصفة , حتى يتحقق لهم التمكين وعندئذ يحين موعد الإغتيال والدفع بهؤلاء للسجون والمعتقلات وقتلهم بالقانون
هذا فضلا على أن اغتيال المشاهير لا داعى له لأن الإغتيال المعنوى سيكفل لهم إبطال تأثيرهم على شباب الإخوان وبقية التيارات الإسلامية , وهذا هو كل ما يهم الجماعة حاليا ..
ثانيا : قد يكون غريبا أن نعلن أن اهتمام الإخوان بشباب الثورة ونشطاء الإنترنت أكبر كثيرا من اهتمامهم بالإعلاميين المشاهير , ذلك أن الإنترنت ساحة مشتعلة بالغة الإتساع وغير قابلة للسيطرة وهى المحرك الفعلى للمظاهرات التى لا يستطيع السياسيون والإعلاميون توجيهها أو السيطرة عليها , هذا بخلاف نقطة بالغة الخطورة وهى أن الشباب المناهض للإخوان يتتبع عثرات وأخطاء قيادات الإخوان ويفضحها بجدال وأسلوب ساخر فعال ومرير مع أتباع الجماعة من الشباب خصيصا , وهذا ما يؤثر بشكل كبير على انتماء شباب الإخوان للجماعة ويشككهم فى حقيقة ما يعتقدون , خاصة فى ظل انعدام الحجة خلف قرارات الإخوان وعدم اقتناع الشباب البسيط القادم من مجاهل الريف والصعيد بمبررات قياداتهم للتصرفات الغير مسئولة التى تنافي كل المبادئ الثورية التى رفعها الإخوان من قبل ..
أيضا تسبب الإنترنت فى فاجعة للإخوان عندما احتك شباب الإخوان بشباب الثورة على النت فكانوا مثار سخرية محرقة من نظام الطاعة العمياء خاصة عندما تساءل شباب الثورة فى دهاء عن مبرر عدم نزول أبناء قيادات الإرشاد فى مظاهرات شباب الإخوان البسطاء للدفاع عن الإتحادية ومكتب الإرشاد تاركين المهمة لأبناء الريف والصعيد وحدهم !!
لهذا أعطى مكتب الإرشاد للإنترنت أهمية قصوى وشكّل اللجان الإلكترونية بشكل أخطبوطى مهمتها الرد على الإتهامات والتشنيع على المعارضين بشتى الإتهامات حتى لو خاضوا فى الأعراض , ولما لم يؤثر هذا بشكل كامل وتزايدت الإنشقاقات من شباب الإخوان بشكل ملحوظ , لجأ الإخوان للإغتيال المباشر لأشهر أصحاب الصفحات الإحتجاجية المناهضة للإخوان على النت وهو الأمر الذى استشهد بسببه هؤلاء النشطاء باستهداف مباشر سواء فى مظاهرات التحرير أو الإتحادية أو من بيوت النشطاء مباشرة وتم الإغتيال بنفس الأسلوب على نحو يقطع بانعدام المصادفة لا سيما وأن الشهداء فى عصر الإخوان جميعا كانوا من أصحاب الصفحات الثورية المناهضة للإخوان بالذات ..
أما إن قال قائل لماذا لم يخش الإخوان مغبة اغتيال النشطاء كما فعلوا مع المشاهير ,
فالجواب واضح لكل ذى عينين لأن شهرة النشطاء الشباب غير موجودة من الأصل بل إن معظم مشرفي الصفحات الثورية فى الإنترنت ظلوا غير معروفين حتى تم استشهادهم فتم نشر سيرهم الذاتية بعد ذلك , حيث لا يعرفهم إلا منتسبي الصفحات على الإنترنت وزملاءهم وجمهور الفيس بوك وتويتر ..
بالإضافة إلى أن اغتيال النشطاء كان من السهل على الإخوان أن يتنصلوا منه بسهولة , لأن الإغتيال تم فى فعاليات المظاهرات ومن الطبيعى أن يتفرق دم النشطاء بين القبائل كما يقولون , لأنه من المستحيل إثبات تعمد استهداف هؤلاء النشطاء بالذات , ولولا أن الإغتيال تم بالذات تجاه كل أدمنز الصفحات الثورية لما أمكننا استنتاج مسئولية الإخوان عن ذلك وكان من الممكن أن يصدق الناس أن هؤلاء النشطاء ماتوا بمحض الصدفة خلال أحداث العنف التى لا يدرى أحد من أطلق فيها الرصاص ومن تلقاه ..
يتبع ..