عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2013, 04:09 AM
المشاركة 27
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
المرحلة الثانية من نشأة الإنسان .. و ببروز المادة العضوية من المادة غير العضوية ، ظهرت الحياة ، كما نعرفها نحن .. و إلا فان جميع صور المادة ، عضوية ، أو غير عضوية ، حية ... كل ما هناك ان ، ان الحياة بدأت تبرز فى المادة العضوية ، بعد ان كانت كامنة فى المادة غير العضوية .. كمون النار فى الحجر !!.. فهى لم تجئ من خارج المادة .. و أدنى درجات الحياة ، التى نسميها اصطلاحا حياة ، ان يكون الحى شاعرا بحياته ، و أية ذلك ان يتحرك الحى ، حركة تلقائية ، و ان يتغذى ، و ان يتناسل .. و قد بدأت هذه الحياة بحيوان الخلية الواحدة .. و بهذه الخطوة الجليلة ، افتتح عهد جديد .. عهد عظيم .. عهد الحياة و الموت ؟!.

و من يومئذ بدا راس سهم الحياة ، و طليعتها فى السير !! و فى ذلك قال تعالى ( و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حما مسنون ) .. الحما الطين الأسود ، و الحما المسنون الطين المتغير ، المنتن .. و الصلصال الطين اليابس .. و إنما أحمومى لانه قد طبخ بحمو الشمس .. ذلك ان الأرض كانت قطعه من الشمس انفصلت عنها ، و أخذت تبرد ، و تجمد ، و تتهيأ لظهور الحياة عليها .. ثم ظهرت الحياة بين الماء و الطين ، و إلى ذلك أشار تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ؟ * انا خلقنا الإنسان من نطفة ، أمشاج ، نبتليه ، فجعلناه سميعا بصيرا ) .. لم يكن شيئا مذكورا لانه لم يكن له عقل ، عليه يقوم التكليف .. و النطفة فى هذه المرحلة تعنى الماء الصافي .. أمشاج جمع مشيج ، من مشج ، يمشج ، مشجا ، إذا خلط بين شيئين .. و هما هنا الماء و الطين .

فالنطفة الأمشاج هى الماء المخلوط بالطين .. نبتليه تشير إلى الصراع فى البيئة " و هو ما أسماه دارون صراع البقاء" .. سميعا بصيرا تشير إلى نشأة الحواس ، الواحدة تلو الأخرى ، حسب الحاجة لها ، إلى ان توجت ببروز العقل فى المرحلة الثالثة من النشأة .. على ان الصراع فى البيئة ليس أمرا تلقائيا أو عشوائيا ، إنما هو موضوع مدبر و مخطط بدقة شديدة ، على نحو تدبير المجرات ، و سرعتها ، و مقدار الجاذبية التى تشدها لبعضها البعض ، و الغازات التى تتفاعل فى سطحها >

و لعل أكبر سلبيات نظرية دارون ، أنها لم ترى وراء الاختيار الطبيعى القوى المدبرة له .. هذه المرحلة من مراحل النشأة التى بدأت بحيوان الخلية الواحدة فى القاعدة ، تنتهى عند أعلى الحيوانات الثديية فى القمة .. و حين تبدأ المرحلة الثالثة ، إنما تبدأ بقفزة جديدة ، مذهلة ، بها يدخل الإنسان ، كما نعرفه اليوم فى مسرح الحياة ...

يتواصل