عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2013, 03:30 AM
المشاركة 26
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
يمكن القول ان للإنسان فى هذه النشأة الطويلة ، اربع مراحل متصلة الحلقات ، و لا يفصل بينها إلا حلقات من السلسلة ، أكبر من سابقتها ، تمثل قفزة فى سير التطور .. و تمثل هذه القفزة بدورها حصيلة الفضائل العضوية التى استجمعت من خلال المرحلة السابقة .. هذا التقسيم إلى اربع مراحل إنما للتبسيط فقط .. و إلا فان فى داخل كل مرحلة ، مراحل يخطئها العد .

المرحلة الأولى من نشأة الإنسان .. هذه تعنى تطوره فى المادة غير العضوية ، منذ بروزه فى الجسد .. و هو بروز فى الأزل .. فى بدء الزمن .. و إلى هذه البداية السحيقة أشار تعالى بقوله تعالى ( أولم ير الذين كفروا ان السوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما ، و جعلنا من الماء كل شيئ حى ، أفلا يؤمنون) .. الرتق ضد الفتق ، و هو يعنى الالتئام .. و عن هذا الأمر المرتوق ، قال تعالى فى موضع آخر ( ثم استوى إلى السماء و هى دخان ، فقال لها ، و للأرض ، آئتيا طوعا ، أو كرها ، قالتا أتينا طائعين ) .. الدخان هنا يعنى الماء ، فى حالة بخار .. فقد كانت السموات و الأرض سحابة من بخار الماء ، مرتتقه ، ففتقت ، و برز التعدد من الوحدة .. و لم تكن جرثومة الإنسان يومئذ غائبة .. و إنما كانت هى ذرات بخار الماء .. و من يومئذ بدا تطور الإنسان العضوى يطرد ، توجهه و تحفزه و تقهره ، الإرادة الإلهية المتفردة بالحكمة .. و قد أنفق فى هذه المرحلة من مراحل النشأة امدا يعجز الخيال تصوره.. ثم انتهت هذه المرحلة ببروز المادة العضوية ..

يتبع