عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2013, 08:57 PM
المشاركة 59
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة التاسعة والخمسون
أقسام القسم





والقسم على الله ينقسم إلى أقسام:
الأول: أن يقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات، فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله مثل: والله ليشفعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة. ومثل: والله لا يغفر الله لمن أشرك به.
الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه، فهذا جائز لإقرار النبي  ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما حينما كسرت ثنية لجارية من الأنصار فاحتكموا إلى النبي  فأمر النبي  بالقصاص فعرضوا عليها الصلح فأبوا فقام أنس بن النضر فقال: أتكسر ثنية الربيع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع. وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي فقال الرسول : «يا أنس كتاب الله القصاص، السن بالسن قال: والله لا تكسر ثنية الربيع». وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص.
فلما عرفوا أنه مصمم ألقى الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا فقال النبي : «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»( ) فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه ألقى الله العفو في قلوب هؤلاء الذين صمموا أمام الرسول  على القصاص فعفوا.
فثناء الرسول  عليه شهادة بأن الرجل من عباد الله وأن الله أبر قسمه، ولين له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال بأنه يجد ريح الجنة دون أحد ولما استشهد وجد به بضعة وثمانون ما بين ضربة بسيف أو رمح، وقيل: إنه لم يعرفه إلا أخته ببنانه»( ).
ويدل أيضًا لهذا القسم قوله : «رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره»( ).
القسم الثالث: أن يكون الحامل له الإعجاب بالنفس، وتحجر فضل الله عز وجل وسوء الظن به تعالى، فهذا محرم وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...