عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2013, 08:53 PM
المشاركة 55
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الخامسة والخمسون
سب الدهر





وسب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم، فهذا جائز مثل أن يقول: تعبنا من شدة حر هذا اليوم، أو برده وما أشبه ذلك؛ لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام: {هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هود: 77].
الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل: كأن يعتقد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير والشر فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقًا لأنه نسب الحوادث إلى غير ذلك وكل من اعتقد أن مع الله خالقًا فهو كافر كما أن من اعتقد أن مع الله إلهًا يستحق أن يعبد فإنه كافر.
الثالث: أن يسب الدهر لا لاعتقاد أنه هو الفاعل، بل يعتقد أن الله هو الفاعل لكن يسبه؛ لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده؛ فهذا محرم، ولا يصل إلى درجة الشرك، وذلك لأنه سبُّه إياه لا يخلو إما أن يعتقد أنه هو الفاعل وهذا شرك، وإما ألا يعتقد أن الله هو الفاعل فتكون حقيقة السب لله عز وجل؛ لأن الله تعالى هو الذي يصرفه ويكون فيه ما أراد من خير أو من شر فليس الدهر فاعلاً فسبه في الحقيقة يعود إلى سب الله عز وجل، فيكون هذا محرمًا وليس بشرك لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة ( ).

~ ويبقى الأمل ...