عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2013, 05:44 PM
المشاركة 3
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ احمد الوراق
ورد في النص عندك هذه الاية "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم فلا يستعجلون" والصحيح " {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت:53

وربما قصدت الاية الكريمة " خلق الإنسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ".


أهلاً بك أخي الكريم ..
أعتذر عن هذا الخطأ المطبعي ,, وأشكرك على تصحيحه ..


تقول "إذن نستطيع بإحساسنا أن نعرف الله بوضوح ".
وتقول "إن غياب الله أو تشويش وجوده في حياتنا يجعلنا مشوشين، لماذا؟ لأننا نكون بعيدين عن إحساسنا الذي هو وسيلة المعرفة وليس العقل الذي ليس إلا وسيلة من وسائل الشعور .. ومن يفتقد إشعاع إحساسه فسيفتقد معرفة الله".

- كأنك تقول هنا بأن الاحساس هو مصدر المعرفة بالله، لو انك كنت تعيش في الهند وترى الناس تقدس من حولك اشياء ما انزل الله بها من سلطان، واعتدت على ذلك فربما ان احساسك سيدفعك لعبادة الابقار؟!
إحساسك سيدفعك إلى البحث عن عبادة إله الكون، وربما عقلك يشخِّص هذا الإحساس بعبادة الأبقار، لأن العقل مرتبط بالبيئة، لا يوجد عابد مخطئ في العبادة قدر ما هو مخطئ في المعبود، العبادة والخضوع فطرة إنسانية.


لا بد ان يكون العقل هو مصدر المعرفة والعقل يعتمد على الحواس تحديدا في الوصول الى المعرفة ولذلك جاءت الاية "سنريهم" اي حاسة البصر، طبعا نحن لن نرى الله لاننا نعلم بأنه حينما تجلى عز وجل للجبل جعله دكا وذلك حينما طلب منه نبي الله موسى عليه السلام ان ينظر الى وجهه الكريم عز وجل..
كلمة {سنريهم} لا تعني فقط البصر، قال تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} هو لم ير لأنها تفيد العلم ومنها كلمة "رأي" ، الآيات ليست فقط مادية بدليل قوله {وفي أنفسكم} والنفس لا ترى! وهل الأعمى سيكون محروماً من الآيات؟! كيف يحاسب إذاً؟!


نحن نعرف الله من خلال الايات التي تدل على عظمته عز وجل وهذه الايات لا بد ان يكون لها وقع على عقولنا اي اننا من دون جهاز العقل لن ندرك الاعجاز في قصة خلق الانسان ولا الاعجاز في آيات الليل والنهار والشمس والقمر...والبعوضة وما فوقها، والبنان وتسويته..

لماذا تحدد طريقة واحدة لمعرفة الله؟! كل الطرق تؤدي إلى روما، دع الجميع يتعرف عليه بأي وسيلة، لماذا هذا التضييق؟! كل شيء يدل على الله من مادي ومعنوي لأن كل شيء من خلق الله
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الواحد
فلماذا نحدد بقول: أعرف ربي بآياته الكثيرة ومنها الليل والنهار والشمس والقمر فقط! .. ليس هذا فحسب



كل ذلك يشير ان الانسان لن يصل الى معرفة الله الا اذا سخر الحواس وادرك الله في عقله ومن خلال آياته .

ولا يمكن الثقة في الاحساس فالاحساس يمكن ان يتأثر بما يحتويه العقل من معلومات تكون طاغية في البيئة المحيطة او من خلال التربية.

العقل يحدد الإعجاز، ولكن من يقدر الإعجاز ويتأمله أليس الإحساس؟ أم أنك تحس بعقلك؟! وتفرح وتحزن وتتعجب بعقلك؟! .. العقل مجموعة أدوات ، الآية من آيات الله تمر على عقلك وعلى عقل الكافر لكنه لا يتأملها ولا يستفيد منها مع أنه فهمها بعقله، هذا يعني أنه ليس أن العقل يتأمل {وكم من آية يمرون عليها وهم معرضون} عرفتها عقولهم وأعرضت عنها قلوبهم.



لكل ذلك نجد القران الكريم يتحوى على عدد كبير من الايات التي تحث على التفكير والتدبر والنظر في الاعجازات. ..اي استخدام العقل للوصول الى الحقيقة. اليس كذلك؟؟؟!!!!

وقال تعالى أيضاً {لهم قلوب لا يفقهون بها} وقال تعالى {إلا من أتى الله بقلب سليم} القلب هو الأساس والعقل هو الوسيلة ونعم الوسيلة، العقل لم يخلق عبثاً لكنه عند المسلم والكافر.


العقل بحد ذاته أنتجه الإحساس، لأن العقل لا يُفسَّر ، مثلما تحس دون أن تفسر، قوانين الطبيعة والمنطق والرياضيات هي كذا وبس! لا نستطيع أن نفسرها فقط نستفيد منها بعقولنا كما هي، إذن نحن أحسسنا بحاسة التمييز وعقلنا بالذاكرة، فتحولت هذه المعقولات (أي المربوطات) إلى عقل، والعقل هو الربط، قال تعالى {لقوم يعقلون} أي يقيِّدون إحساسهم ويمنطقونه ولا يمرون على الآيات والعظات مرور الكرام .


الدافع الشعوري لمن يعبد الله أو يعبد المسيح أو صنم بوذا...الخ هو دافع واحد، لكن العقول مختلفة، هذا يدلنا أن العبودية تبدأ من إحساس وليس من عقل، لكن العقل هو الذي يميز العبادة السليمة من العبادة الخاطئة، والدين الصحيح هو الذي لا يتعارض مع المنطق ويمشي معه جنباً إلى جنب.
أنا كمسلم أتفق مع المسيحي في دافع العبودية وهو الحاجة إلى خالق الكون الذي يدل عليه العقل والإحساس، لكني أختلف معه في أن يكون له ولد وأن يقتل هذا الولد حتى يكفر بقتل ولده ذنوب الآثمين من البشر، ويكون هذا الابن مرة هو الإله ومرة روح القدس ومرة هو الابن، وكل هذا بعيد عن المنطق..


وأختلف مع اليهودي بأن الإله خاص بشعب اليهود وأنهم أبناء الله وأحباؤه رغم ما فيهم من أخطاء وعيوب وأن بقية بقية الأمم عبيد مسخرون لحماية هؤلاء المختارين، كل هذا غير منطقي ولا أخلاقي..


وبالعقل أختلف مع الهندوسي في تناسخ الأرواح، وبالأخلاق أختلف معه في طبقية المجتمع... وهكذا ..


وحتى الملحد أختلف معه بالعقل على بطلان ديانته التي تدور حول المصلحة الذاتية التي هي باب الشر، إذن العقل يحدد الوجهة لكنه لا يعطي تديناً ولا مشاعر، للعقل محددات مثل أدوات الهندسة، أدوات الهندسة لا تصنع مهندساً وكذلك أدوات الرسم لا تصنع رساماً.


المستشرقون درسوا الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية أكثر من كثير من طلاب العلم ولم يجعلهم هذا يتدينون ما لم يتحرك الشعور الفطري للإنسان.


وشكراً على مداخلتك ..